"مكاري يونان" يُفجر فتنة المعمودية مُجددًا.. وتأييد من مفكري الكنيسة

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


"هسجل للتاريخ والرب شاهد، أنا استلمت ومتعيدش معمودية الكاثوليك".. كلمة قالها القس مكاري يونان، راعي الكنيسة المرقسية الكبرى بكلوت بك، ردًا على أسئلة الحضور، والتي وجهت له خلال الاجتماع الأسبوعي العام، الجمعة 22 فبراير، مما أثار الغضب في الشارع القبطي، وكأنه قد ضغط على زر؛ ليفتح ملف توحيد المعمودية من جديد بعد أن أُغلقَ عقب زيارة البابا فرنسيس الأول بابا الفاتيكان لمصر، وتوقيعه بروتوكولًا مع البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وتسائل البعض هل كلمة القس مكاري إشارة لبدء تنفيذ هذا البروتوكل على أرض الواقع وتوحيد المعمودية بين الكنيستين؟.


وقال الكاتب والباحث الصحفي سليمان شفيق: إنه منذُ خمسين عامًا لم تكن هناك أي إعادة معموديات، كما إنني شاهدت أفراح كثر، وكان الزفاف في الصعيد يٌقام وفق مذهب العريس، وكانت كل القساوسة من مختلفي المذاهب يُصلون معًا في الإكليل، بل على العكس كانت الكنيسة الكاثوليكية تُعيد المعمودية مع المختلفين معها مذهبيًا حتى انعقاد المجمع الفاتيكاني الثاني في ستينيات القرن الماضي، أما عن إعادة المعمودية لم تعرفها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلا بعد عام ١٩٧٥. 
وأضاف" شفيق"، لبوابة الفجر، أن تاريخ المسيحية في مصر منذ ما بعد الاختلاف وبعد مجمع خلقدونية وحتى منتصف سبعينيات القرن الماضي.

وتابع مُتسائلًا: "هل تعتقد أن كل الزيجات بين مختلفي المذاهب التي حدثت طوال الفترة الماضية كانت الكنيسة الكاثوليكية ترى أنه لا خلاص خارج الكنيسة الكاثوليكية، ومن ثم كانت تُعيد معمودية غير الكاثوليك حتى ١٩٦٥ عندما عقد المجمع الفاتيكاني الثاني (١٩٦٢- ١٩٦٥) وأُلغي ذلك، وكانت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لا تٌعيد عِماد غير الأرثوذكسي حتى ١٩٧٥".

وأكمل: "حينما ظهرت كتابات لقداسة البابا الراحل شنودة الثالث تتبنى إعادة معمودية غير الأرثوذكس، وكتاب للدكتور جورج حبيب بباوي قبل أن يختلف مع البابا شنودة، ومن ثم أنا أتحدث عن تاريخ المسيحية في مصر منذ ما بعد الاختلاف بعد مجمع خلقدونية وحتى منتصف سبعينيات القرن الماضي، فهل تعتقد أن كل الزيجات بين مختلفي المذاهب التي حدثت طوال ما يقارب ١٥ باطلة؟!".

ومن ناحية اخرى، قال كمال زاخر، المفكر والباحث القبطي، إنها قضية جدلية بين مدرستين ترى أحدهما وجوب إعادة المعمودية تأسيسًا على الخلاف اللأهوتي بين الكنيستين، ومن ثم الحرومات التاريخية المتبادلة بينهما، فينا تري الثانية بأن توافقات كثيرة تمت بينهما كان أبرزها الوثيقة التي تم توقيعها بينهما في عام ٧٣ 19بين قداسة البابا الراحل شنودة الثالث، والبابا الراحل بولس الثاني في الفاتيكان، والتي أقرت إتفاقهما على أساسيات الإيمان خاصًة قانون الإيمان الذي اقره مجمع نيقية في القرن الرابع.

وأكد " زاخر"، لبوابة الفجر، أن المباحثات بين الكنيستين مازالت مستمرة حتى اللحظة، لهذا أميل إلى أن المعمودية سمة لا تنزع ولا تُعاد.