من هو المرشح المدعوم من الإخوان في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟

عربي ودولي

أرشيفية
أرشيفية


في ظل السباق الذي يخوضه المرشحون لانتخابات الرئاسة بالولايات المتحدة الأمريكية، يسعى كل منهم لاستقطاب أكبر عدد من الأمريكيين، والتقرب للفئات المعادية لمرشحين بعينهم من أجل كسب أصواتهم.

وكما يقوم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بعدد من الخطوات على المستوى الداخلي والخارجي لاستقطاب المجتمعات البيضاء واليهودية، يقوم غيره من المرشحين باستقطاب المسلمين والأمريكيين من أصول أفريقية..

وذكرت عدد من الصحف الأمريكية، أن المرشح الأبرز للحزب الديمقراطي، بيرني ساندرز، الذي فاز في ولايتي نيفادا ونيوهامشير الأمريكيتين، بات في موقع يسمح له بمنافسة ترامب في الانتخابات المزمع انعقادها في 3 نوفمبر المقبل، ويسعى لاستقطاب المجتمع المسلم الأمريكي.

في السياق، أوضحت مجلة "بوليتكو" الأمريكية" أن "ساندرز" يحظي بشعبية كبيرة بين الناخبين المسلمين بسبب خطته للرعاية الصحية، ومقترحات العدالة الجنائية والسياسة البيئية، ويحظى بدعم النائبتين المسلمتين بالكونجرس إلهان عمر، ورشيدة طليب.

أما موقع "ذا هيل" الأمريكي، فقد أشار إلى أن ساندر يحظي بدعم كبار الجمعيات المسلمة في أمريكا، مثل المجلس السياسي للأمريكيين المسلمين "Emgage PAC"، لافتًا إلى أن أنه مواقفه وبرنامجه ساعداه على ذلك.

وقال نصير العمري، أستاذ العلوم السياسية بجامعة ماري لاند، عضو معهد بروكلين للأبحاث، إن المسلمين متعاطفين إلى حد كبير مع المرشحين الذين يدعمونهم، وأبرزهم "ساندرز" بسبب حديثه الكثير عن تاريخ عائلته من المعاناة في الهولوكوست، ما أثار تعاطف الآخرين معه، بمن فيهم الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي، وبالتالي انتصر على فكرة أصله اليهودي، مبينا أن انضمام النواب المسلمين بالكونجرس لحملته ساعده على ذلك.

وبين العمري في تصريحات إلى "الفجر" أن عددًا كبيرًا من المسلمين، يؤيدون "ساندرز" في جميع الولايات الأمريكية، بسبب تقاربه معهم، وتقديم برامج مناسبة لهم، وأكثر إنصافًا لهم ولقضاياهم، مثل القضية الفلسطينية وتعهده بإلغاء قرار "ترامب" بحظر دخول عددًا من رعايا بعض الدول المسلمة إلى الولايات المتحدة.

تحالف مع جماعة الإخوان
ومن جهة أخرى، بينت الباحثة الأمريكية، إيرينا تسوكرمان، أن بيرني ساندرز أقام تحالفًا مع المسلمين الذين انجذبوا لوعود ساندرز بالتعليم المجاني والرعاية الصحية،  دون النظر لنتائج تنفيذ تلك البرامج في بلدان أخرى.

وأوضحت "تسوكرمان" في تصريحات خاصة إلى "الفجر" أن المسلمين المعتدلين في أمريكا لا ينحاوزن بالضرورة إلى برامج "ساندر"ز، ولكن يتم الترويج والتركيز على المنحازين له من قبل وسائل الإعلام الممولة من قطر، والمتعاطفين من اليسار، مشيرة إلى أن التابعين لجماعة الإخوان بأمريكا يحاولون اكتساب مزيد من الدعم الجمهوري والإعلامي له
.

وبينت أن "ساندرز" يدعم الأفكار اليسارية المتشددة، مثل الإجهاض، ولديه القليل ليقدمه للمجتمع المسلم بأمريكا، مشددة على أن أفكاره تتماشى مع أنصار الإسلام السياسي واليسار الراديكالي، والذين لا يروقون للمسلمين التقليدين بأمريكا، كما أن برامجه باهظة الثمن، وسبب شعبيته هو استياء الشباب المسلمين من اليهود.

انجذاب المسلمون العاديون للجمهوريين
وأكدت الباحثة الأمريكية أن المسلمين العاديين بالولايات المتحدة، أكثر انجذابًا للحزب الجمهوري، بسبب برامجه، ولا يتم التركيز عليهم لأن معظمهم غير سياسيين، ويسعون للحصول على تعليم جيد أكثر من مجاني، والتأكد من أن مستقبل أطفالهم سيكون أفضل.

وأضافت رغم أن ترامب عرف بلهجته العنصرية ومعاداته للمسلمين، إلا أن الحزب نفسه أكثر جاذبية بسبب تركيزه على المبادئ التقليدية والإزدهار الاقتصادي ومعارضته للتهديدات الأمنية.