"لص بغداد".. مغامرة نفتقدها في السينما العربية (صور)

الفجر الفني

لص بغداد
لص بغداد


منذ أسابيع انطلق عرض فيلم لص بغداد بالسينمات بعدما أثار إعلانه موجة كبيرة من الإعجاب لدى المتابعين، وأثبت الفيلم أن ما جاء بالإعلان لم تكن مجرد خدع دعائية لاستجلاب الجمهور. فمن شاهدوا الفيلم بالسينما أشادوا بمدى اختلافه والمستوى المبهر في مؤثراته البصرية، بالإضافة إلى الأكشن الهوليوودي الذي لم نعهده سوى بالأفلام العالمية فحسب. حتى أن كثير من الآراء رصدت مدى اختلاف نجوم الفيلم والأدوار التي يجسدونها خلال أحداثه؛ فتجد محمد إمام في لياقة مدهشة وأداء حركي مبهر، وياسمين رئيس في أداء كوميدي يفاجئ الجميع، وفتحي عبد الوهاب بكاريزمته المحببة في نيولوك مختلف، ومحمد عبد الرحمن بخفة ظله في مساحة تتيح له أن يستغل إمكاناته الكوميدية التي يملكاها، وأمينة خليل في أداء نسائي حركي لم نألفة بأفلامنا العربية، والعوضي كذلك يترك بصمته رغم أنه لم ينطق حرفًا طيلة أحداث الفيلم. ولكني أرى اختلاف الفيلم لا يتوقف عند هذا الحد، بل يتسع ليقدم لنا ما افتقدناه سنوات طويلة بالسينما العربية.

 

لص بغداد يقدم لنا مغامرة مثيرة من نوع خاص، تنطلق فيها عدة فرق سعيًا وراء كنز يعلمون أنه مخبأ في مقبرة الإسكندر الأكبر، وأنهم بحاجة إلى أربعة مفاتيح في بلدان مختلفة ليتمكنوا من دخول المقبرة والعثور على الكنز.. وفي سبيل الحصول على هذه المفاتيح، نشهد مطاردات جنونية بين الأبطال، ولعبة القط والفأر التي تنجح في إثارتنا طيلة أحداث الفيلم. كل هذا يتم بإجادة تامة، دعّمها بذخ إنتاجي من شركة سينرجي لنشهد هذه المستويات المبهرة من المؤثرات والأكشن، بالإضافة لمخرج متمكن أثبت تميزه مرارًا في تتابعات الأكشن وهو أحمد خالد موسى، مع كاتب ذكي مثل تامر إبراهيم أدرك كيف يرسم شخصيات أبطاله ويجعلنا نغرم بتفاصيلهم المختلفة، وكيف يسرد مغامرته بشكل يحبس أنفاسنا للنهاية.

 

لنجد محصلة الأمر في النهاية هو أننا نشاهد فيلم مصري يقدم لنا مغامرة من نوع خاص لم نشاهدها في أفلامنا العربية منذ سنوات طويلة؛ رحلة بحث عن كنز مفقود تتطلب من أفرادها أن يجوبوا الأرض تنقيبًا عنه، في أجواء لم نعهدها سوى بسلاسل الأفلام الأميركية مثل Indiana Jones، Tomb Raider، وNational Treasure وغيرهم من الأفلام العالمية التي تلقى صدى واسعًا من الإعجاب لدى المشاهدين، لما تقدمه مغامراتها من لحظات عدة تضخ الأدرينالين في نفوس مشاهديها لأقصى حد.

 

 لص بغداد أعادنا للمغامرة المثيرة التي افتقدناها طويلًا؛ فآخر ما تسعفني به الذاكرة في أفلامنا العربية التي قدمت رحلة ينطلق فريقه اليواجه المجهول في سبيل العثور على كنز محفوف بالمخاطر، هو فيلم جزيرة الشيطان لعادل إمام ويسرا من إنتاج سنة 1990. فكان من الجميل أن يعيدنا لص بغداد لهذه الأجواء وبهذا المستوى بعد ثلاثة عقود. وأرى أن تجاوز إيراداته 25 مليون جنيهًا خلال ثلاثة أسابيع منذ بداية عرضه، هو بمثابة تحية واجبة له على اختلافه وإحياء هذا النوع بالسينما العربية وبهذه الجودة المُلفتة؛ وأرى أن مشاهدته في السينما مغامرة ممتعة يستحق أن تخوضها لأجله.