جيران كاميروني لـ"الفجر": "خريج كلية الحقوق.. والمتهم كان بيجيله هلاوس"

حوادث

المنزل الذي وقعت
المنزل الذي وقعت به الجريمة


"ضحية أصدقاء السوء"، "سهرة حمراء وقرشين حشيش" "الشيطان دخل بينهم"، "ابن ناس ومتعلم"... هكذا تعددت الأقاويل داخل منطقة دار السلام التي شهدت سقوط شاب في العقد الثالث من عمره، يدعي "محمود"، علي يد صديقه الذي يصغره في العمر، ليكتب نهاية قصة حياة شابًا كان ذا نفس ضعيفة، وبعد التفوق الدراسي والتخرج من كلية الحقوق، قرر أن التوجه لمسار مختلف، وبدلا من العمل بالقانون في سلك المحاماة، خرق القانون ليعمل "ديلر" مواد مخدرة، ويبيع "الحشيش" و"الترمادول" لأصدقاءه في المنطقة، وسهل عليه ذلك معيشته بمفردة بمنزل عائلته القديم، عقب انتقال أسرته للعيش بمكان آخر، وغياب أهله عن المنزل، وكذلك غياب رقابتهم عليه ما ساعد في توسيع نشاطه وزيادة مشكلاته.

طرحة وصندل حريمي في مسرح الجريمة
"الضابط لقي طرحه وصندل حريمي، كان معاهم بنت"، بهذه الكلمات بدأ أحد سكان المنطقة، وهو رجل أربعيني العمر حديثه عن الواقعة قائلا: "كان معاهم بنت ونزلت جري أول ما القاتل طلع الشقه"، لافتًا إلى أن "والقاتل والقتيل متعودين على الشرب، وكانوا بيعملوا مشاكل بسبب المخدرات، وخناقات محمود "القتيل" كانت مع الشباب بسبب أنهم بيأخروا فلوس المخدرات اللي بياخدوها منه".

وأضاف، أن القاتل يدعي "حمد" ويبلغ من العمر قرابة الـ19 عامًا، واختفى لفتره طويلة استمرت 7 أشهر، وظهر قبل وقوع الحادث بيومين، لافتًا إلى أن القتيل والذي اشتهر بين أبناء منطقته باسم "كامروني" يعمل تاجرًا للمواد المخدرة، مؤكدًا أن الفتاة هربت سريعا عند قدوم الجاني.

تلتقط سيدة من أهالي المنطقة، في عقدها الثالث من العمر طرف الحديث، وتقول: "كان غلبان ومتعلم.. الله يرحمه، كان جارنا من زمان اوي، بس اهله اشتروا بيت جديد ونقلوا فيه، وهو فضل عايش هنا، وكان طالب كويس بس بعد كدة حاله اتبدل، وبقي يشرب مخدرات، ولكن موضوع البنات منعرفش عنه حاجه ولا عمري شوفت بنت عنده"، مؤكدة أنها فوجئت بنبأ وفاته، وكانت التفاصيل غير واضحة، حيث أنه يعيش بمفرده منذ عامين، مشددة على أنه من عائلة محترمة، وأهله أناس جيدون، ولكن المشكلة في أصدقائه، نافية ما يترددعن سوء أخلاق والدته، لافتة إلى أنها سيدة متدينة ومنتقبة، ولا تسعى للمشاكل، مشيرة إلى أن الجاني كان هاربًا لفترة طويلة خارج المنطقة ولا يعلمون السبب.

القتيل يتعاطى المخدرات
في السياق، أكد أحد العمال بالمنطقة، أن القتيل كان يتعاطي المواد المخدرة، ولا علم لديه عن توافد فتيات لشقته، فالقتيل يعيش بمفرده، ولا يشكو سكان المنطقة منه، ولم يتعد على أي فتاة من قبل، مشددًا على أن خلافه مع أصدقائه أمراً طبيعيًا، حيث أنهم شباب منطقة واحدة.

ولفت إلى أن القاتل ويدعى "حمد" جاء مع النيابة لتمثيل الجريمة الساعة 11 مساءً، موضحا: "حمد" القاتل و"محمود" القتيل أصدقاء ودائما يجلسون سويا واختفي حمد وسافر بلده في الصعيد ولكنه ظهر قبل الواقعه بأيام.

"نفسه ضعيفة وبيبيع برشام"
إلى ذلك، قال أحد شباب المنطقة: "محمود شاب نفسه ضعيفه وكان فعلا بيبيع برشام وحشيش، وبيبيع للشله بتاعته، اما عن الكلام اللي بيتقال ـنه بيهين والدته فدا مظهرش إلا بعد الحادثة، والدليل أن محمود اتخانق مع ناس وأتعور، وحمد خده علي القصر العيني، وفضل جمبه وقعد معاه في البيت ودا كله قبل ميقتله بيومين"، معقبا: "طب هو لو شايل منه كان هيروح معاه المستشفي ليه!!" لافتا إلى كثرة القصص والروايات، ولكن لا أحد يعلم الحقيقة.

وشدد على أن "حمد" يقطن في نفس الشارع الذي يعيش به محمود، والجهات الأمنيه كانت تبحث عنه بسبب مشاكل تتعلق بالسلاح، فسافر وأهله إلى الصعيد لمدة ٧ شهور، معقبا: "نصيبه يتقتل هنا لما محمود اتعور والدته كانت عامله عمليه وطلب من صحابه محدي يبلغهم ويقعد في الشقه دي ومكنش عارف أن قدره قرب، وحمد مبيظهرش إلا في المشاكل بس".

شاب محترم.. والمتهم "بيجيله هلاوس"
"ده كان شاب محترم وزي الفل"، هكذا بدأت صاحبة "سوبر ماركت" حديثها عن المجني عليه (محمود)، مضيفة: "كان الحاجه الوحيدة اللي بيشربها سيجاره ومش زي ما المواقع نشرت عنه"، موضحة أنه يبلغ من العمر 32 عامًا، وغير متزوج، وتخرج من كلية الحقوق، ولديه شقيقتين، وشقيق يعمل مهندسًا، لافتة إلى أن المتهم (حمد) يخرج عن طوره عندما يسمع سيرة والدته، موضحة: "لو حد جاب سيرة والدته مبيشوفش قدامه"، لافتة إلى أنه يبلغ من العمر 19 عامًا، ومن محافظة أسيوط، ولديه 6 شقيقات وهو الولد الوحيد، ولديه سابقة في إصابة نجل ضابط شرطة، وتم حبسه وكان يتعاطى المخدرات، معقبة: "كان مدمن وبيجيله هلاوس من الادمان، باين اتجنن من التعاطي"، لافتة إلى أن كاميرات المراقبة رصدت بالفعل وجود فتاة بالمنزل، موضحة أنه مثل أي شاب ضحية لأصدقاء السوء.

بداية الواقعة.. بلاغ لقسم الشرطة
تعود أحداث الواقعة إلى تلقي اللواء نبيل سليم، مدير مباحث العاصمة، إخطارًا من قسم شرطة دار السلام، مفاده ورود بلاغ من شرطة النجدة بوجود جثة لشاب مقتول داخل شقة، وعلى الفور انتقلت أجهزة الأمن لمكان الحادث، وعثر على جثة شاب في العقد الثالث من العمر وشهرته "كاميروني"، مقتول بطعنات سكين، وبعمل التحريات دلت أن وراء ارتكاب الواقعة صديقه، وتم ضبطه واعترف بارتكاب الواقعة، وقال المتهم إن القتيل أخطأ في حق والدته أثناء جلوسهم سويا فقام بقتله.
وأمر اللواء أشرف الجندى مدير الأمن بتحرير المحضر اللازم وأخطرت النيابة العامة للتحقيق