العميد عادل العمدة خبير الأمن القومي فى حواره لـ "الفجر": الحفاظ على ثبات الدولة المصرية من أهم أدوات الأمن القومي

العدد الأسبوعي

العميد عادل العمدة
العميد عادل العمدة خبير الأمن القومي


شهد العالم بالآونة الأخيرة بعض التغيرات السياسية والاستراتيجية عامة، ومصر والدول العربية خاصة، حيث عانت مصر من البلبلة والصراعات داخليا متمثلة فى هجوم البعض على القيادة السياسية لتدخلها فى شئون ليبيا، وتخوف البعض الآخر من خوض مصر حرباً مع تركيا.

رغم أن ما يحدث فى الشأن الخارجى هذه الأيام يمس الأمن القومى المصرى مباشرة، لذلك أجرت «الفجر» حوارا مع العميد عادل العمدة المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، وخبير بالأمن القومى، للوقوف على ما يحدث الآن خارج مصر وداخلها وتأثيره على الأمن القومى المصرى.

■  فى ظل ما يحدث الآن بليبيا وإثيوبيا وإفريقيا هل تغيرت النظرية المصرية للأمن القومى؟

- نظرية مصر للأمن القومى ثابتة لا تتغير، قد تتغير الأساليب، فالحفاظ على ثبات الدولة المصرية من أهم أدوات الأمن القومى المصرى، ومحاولة إضعاف مصر بضرب مجالها الحيوى كان هدفاً أساسياً لبعض الدول التى لا تتفق مصالحها مع نهضة مصر، وعليه اتخذوا إجراءات حثيثة فى هذا الصدد، فنجد أن فى 2020، الاتجاه الجنوبى يوجد به تهديد وأيضا الاتجاه الغربى، مع استمرار التهديد من الاتجاه الشمالى الشرقى والشمالى أيضا لذلك اتخذنا إجراءات حثيثة للتعامل مع كل الاتجاهات الاستراتيجية فى توقيتات متزامنة، ومنها إطلاق مناورة قادر 2020 فى الفترة الأخيرة، والتى أكدت قدرة مصر على الردع والمجابهة على كافة الاتجاهات باستخدام الأسلحة الحديثة التى انضمت حديثا للقوات المسلحة.

■ تمتلك تركيا أسلحة مثل صواريخ «إس ٤٠٠» وتتفاوض على طائرات «إف ٣٥ – سو ٣٥»، هل لدينا ما يردع تلك الأسلحة؟

- مصر تستطيع مواجهة وتحجيم أى مخاطر من أى اتجاه، أيا كان شكل وحجم الأسلحة المتواجدة مع العدو، فمصر تملك أسلحة قادرة على ذلك، ومعرض إيدكس العسكرى أكد للعالم قدرة مصر على إنتاج والتعاقد على منظومات مختلفة من الأسلحة تزيد قدرة مصر العسكرية وتجعلها نداً قوياً أمام أى خصم، وهذه رسالة طمأنة إلى المواطن المصرى.

■ هل من الممكن أن يستغل الإخوان وتركيا أموال قطر للسيطرة على ليبيا لتصبح وسيلة للتدخل فى شئون مصر؟

- تركيا دائما تحاول، لكن مؤتمر برلين أفرز بعض المقرارات أهمها فرض عقوبات على تركيا حال إرسال قوات إلى ليبيا، وإيجاد حل سياسى ليبى، وعدم دعم الميليشيات المسلحة المرتزقة فى ليبيا، وهو ما يعزز فكرة الجيش الوطنى الليبى، فمثل هذه القرارات يعزز استقرار الأمن القومى المصرى، لكن لابد أن نؤكد أننا قادرون على حماية بلادنا استراتيجيا ودبلوماسيا وعسكريا إذا لزم الأمر.

 ■ الخريطة الحزبية فى مصر الآن فقدت شعبيتها، فهل هناك ضرورة لتلك الأحزاب فى الأمن القومى؟

- الدولة تحتاج إلى عناصر حقيقية لا تعمل من أجل الشو وتصنع معارضة من أجل المعارضة، وعلى الأحزاب أن تتكاتف لدعم القيادة السياسية الحالية، التى حافظت فعليا على استقرار الدولة. وكافة الحريات مكفولة للجميع ولكن الحرية التى تضر غير محسوبة، وهنا يأتى دور المواطن والناخب.

■ هل من الأفضل أن توجه مصر رسائل تحذيرية قوية لقطر فيما تفعله الآن؟

- نحن نتعامل من تحت عباءة جامعة الدول العربية فيما يتعلق بالقرارات، والعديد من الدول العربية فطنت تماما لما يحاك للمنطقة بأداة اسمها قطر مثل المملكة العربية السعودية  والبحرين والإمارات هم قلبا وقالبا مع مصر،  وبعض الدول تعلم ذلك جيدا، الدلالة على ذلك  وجود قواعد أجنبية فى قطر مثل الحرس الثورى الإيرانى وأمريكا وتركيا، فى مساحة لا تتعدى 80 ألف كيلو متر، فهذا يجعلها مسلوبة القرار، ففى هذه المساحة المحدودة توجد ثلاث قواعد لهذه الدول لتنفذ الأجندة المطلوبة منها، وهم جميعا يعملون ضد الدولة المصرية، لذلك قطر أداة لتدمير الأمة العربية.

 ■ هل أردوغان يمثل نفسه فى تخريبات الأمن القومى العربى التى يقودها أم يقوم بذلك بالوكالة عن قوى أخرى؟

- فى إطار المصالح المتصالحة فهو يعمل وكيلاً لبعض الدول والعناصر، دائما ما تسعى لتفعيل مصالحها على حساب الدولة المصرية، مثل كل الدول العظمى التى تتعارض مصالحنا مع مصالحهم، على الجانب الآخر، قمنا بعمل شراكات استراتيجية مع كل من الصين وروسيا وأمريكا وفرنسا وإنجلترا، أجرينا معهم علاقات متوازنة ودول الخمس «حق الفيتو» فى مجلس الأمن.

■ البعض يتبنى نظرية الحرب العالمية الثالثة كحرب تقليدية وآخرون يرون أن حروب الجيلين الرابع والخامس يمثل تلك الحرب.. فما رأيك؟

- العالم مدرك لخطورة الحروب العسكرية، لأنها بخلاف حروب الجيل الرابع بكافة أدواته ومشتملاته، والدول العظمى ليست بأغلفة لكنها تحارب بالوكالة، مثل الحوثيين فى اليمن مدعومين من إيران، وحزب الله مدعوم من إيران وحماس مدعومة  من إيران بالإضافة إلى الحرس الثورى الإيرانى، فهذه أدوات للحرب بالوكالة، إنما حرب عالمية ثالثة لا، فما يتم الآن محاولة إعادة صياغة عدو بديل للعرب غير إسرائيل والمرشح بقوة هى إيران، فهذا هو المخطط لوضع استراتيجية المنطقة، وهو وضع إيران عدوا بديلا لإسرائيل.