محمد مسعود يكتب: الكابتن.. والفنان

مقالات الرأي



تباينت ردود الأفعال حول واقعة الكابتن طيار أشرف أبواليسر الذى صدر بشأنه قرار بالفصل من عمله وحرمانه مدى الحياة من ممارسة الطيران، بسبب صورة أو فيديو التقط للفنان محمد رمضان من داخل كابينة قيادة الطائرة.

الكابتن قال إن رمضان طلب التصوير، ليحصل على صورة يتفاخر بها أمام ابنه، والفنان قال إن الكابتن كان على علم، بتصوير الفيديو، وأن المسألة لم تقف عند حد التقاط الصورة..

وبين كاذب وصادق، لم تضع الحقيقة فحسب، بينما امتدت عاصفة الضياع لتحصد عائلة الطيار الذى أصبح بلا دخل، وأسرته بلا عائل، خاصة أنه لا يجيد عمل شىء سوى الطيران الذى أصبح محرما عليه، بعد أن أغلق محمد رمضان فى وجهه أبواب الأرض.. وأبواب السماء.

وبغض النظر عن الجرم الذى ارتكبه الطيار، لماذا لم يصدر بشأنه قرار بإعدامه، فالموت فى هذه الحالة سيكون راحة، بدلا من سرسبة ما تبقى له فى الدنيا، فى حزن وكمد وقلة حيلة، وقضاء ما تبقى من عمره فى سجن منزله، تفصله عن الحياة قضبان الحيرة، وأسوار الخسة!.

مسألة التعاطف فى حد ذاتها، لم تتخط بالنسبة إلىّ حدود الإنسانية، مع شخص مات وهو على قيد الحياة، ومشى الفنان غير عابئ بكارثته، ينشر صورة من داخل مستشفى ويقول إن الطبيب الذى صوره أوقفوه عن العمل مدى الحياة، إلى هذا الحد وصل الاستخفاف بمستقبل أسرة كاملة تدمرت، ليتباهى محمد رمضان بصورة.

الطيار فى حيثيات دفاعه عن نفسه قال إن الطائرة خاصة، تتسع لثمانية أشخاص فقط، ولا تنفصل كابينة قيادتها عن باقى الطائرة، وأن المساعد توجه لدخول دورة المياه، فجاء رمضان طالبا الصورة للسبب سالف الذكر، فلم يمانع الطيار.

الكثيرون أكدوا أن الطيار لا يتحمل مسئولية أرواح الناس، وأن من معه فى الطائرة كان معرضا للخطر، بعد دخول محمد رمضان لكابينة القيادة، لكنه قال ردا على ذلك إن الطائرة تقاد من مقعده الشخصى، وكانت على نظام أوتوماتيك، ولم يلمس رمضان أى زر فى الطائرة.

انتهت القصة.. الطيار بيته اتخرب، ومحمد رمضان ينشر صوره كل يوم على الانستجرام وتويتر والفيس بوك ويتمتع بشعبية يقول إنها طاغية (بغض النظر عن جروب على مواقع التواصل الاجتماعى وصل تعداده 400 ألف شخص يهاجمونه) فأطلق عليهم فى إحدى تغريداته (أعداء النجاح).

لا أعلم أى نجاح حققه محمد رمضان طوال حياته، ومن اقتنع يوما بأنه كما أطلق على نفسه نمبر وان، فهو فى جميع المواسم السينمائية، لم يتصدر شباك التذاكر، وعندما تم طرح فيلمه أمام أحمد السقا، اكتسح الأخير الإيرادات، وكذلك الوضع مع أحمد حلمى، ومع أحمد عز ومع آخرين.

لكن يبدو أن رمضان لم يقتنع، ونصب من نفسه رقم واحد، ولا نعلم هو رقم واحد فى أى شىء، هل فى غناء المهرجانات مثلا، فعلى ذلك المستوى فهو يأتى فى المرتبة الثالثة بعد حسن شاكوش وحمو بيكا.

هرب رمضان من منافسة الكبار على شباك تذاكر السينما بالأغنيات والتباهى بمشاهدات اليوتيوب، فخرج له حسن شاكوش من تحت الأرض مانحا إياه ضربة على رأسه، مثله مثل حمو بيكا، ليتراجع رمضان كنجم سينمائى، ويتراجع كمؤدى أغنيات هابطة، ولا يزال يطلق على نفسه نمبر وان.

لكن يبدو أن الأيام القادمة ستشهد بعض التراجع لمحمد رمضان بعد تراجع الشركة الراعية المنظمة لمباراة السوبر المصرى بين الزمالك والأهلى، عن إسناد فقرة غنائية لمحمد رمضان، واستبداله بمحمد حماقى، ليخسر رمضان التواجد وسط هذا الحدث.

ويضاف إلى ذلك قرار نقابة المهن الموسيقية بعدم تجديد تراخيص الغناء، ليبقى محمد رمضان محصورا فى دائرة التمثيل فقط، والحقيقة هى ملعبه الأساسى الذى كان عليه أن يركز فيه منذ البداية بدلا من ذلك التراجع الذى جعله نمبر وان.. من الآخر!