باحث بالشأن الأوروبي يكشف آليات "ماكرون" للقضاء على الإسلام

عربي ودولي

الرئيس الفرنسي -
الرئيس الفرنسي - ماكرون



بدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يسير على خطي نظيره الأمريكي دونالد ترامب، في اتباع العنصرية ومهاجمة الإسلام، بعد أن انخفضت شعبيته واصبحت ترفضه العديد من الطوائف بباريس، وأطلق مؤخرًا حملة "بلغ عن مسلم" بزعم القضاء على التطرف الإسلامي، إلا أنها بات لها تأثير سلبي عن المسلمين بفرنسا وكشفت عن الوجه القبيح للرئيس الشاب وحكومته.

وانتقد كثير من المحللين تصريحات ماكرون بشأن إنشاء "مجتمع يقظ"، موضحين أن المراقبة المجتمعية بالشكل الذي اقترحه ماكرون لن تكون حلا للمشاكل العميقة للإرهاب.

وحول ذلك، قال الباحث في الشأن الاوروبي والمحلل السياسي المقيم بفرنسا، توفيق قويدر شيشي: إن "الرئيس إيمانويل ماكرون يهدف من الحملة إلى كسب المزيد من المقاعد وزيادة شعبية، بعد أن انخفضت على أثر فشله في الاستجاتبة للمطالب الفئوية لشعبه".

*إسلام على الطريقة الفرنسية
وأضاف شيشي: الحملة أطلقها الحزب الحاكم "الجمهوري إلى الأمام"، ويسعى من خلالها إلى خلق إسلام جديد على الطريقة الفرنسية، وهي فلسفة تمثل تضييق على الإسلام وكسب المزيد من الأصوات مع اقتراب الانتخابات البلدية.

وذكر أن نسبة المسلمين في فرنسا قليلة وبالتالي الأمر لن يؤثر على "ماكرون" فهو لن يخسر شيء، مبينا أن المسئول الأول عن فوبيا الإسلام بفرنسا وأوروبا بشكل عام هو الإعلام التي يهول الأمور مثل صحيفة "شارل إبدو"، ويستغلها الأحزاب المتطرفة للترويج لأفكارهم المعادية للإسلام، مثل حزب الجبهة الوطنية بزعامة مارين لوبان والجمهوريون بزعامة رئيس فرنسا الأسبق نيكولاس ساركوزي.

*المسئولون عن حملة الكراهية ضد المسلمين بباريس
وأوضح الباحث بالشأن الأوروبي أن تلك الحملة تهدف إلى القضاء على الإسلام، لافتاً إلى أن تم إغلاق 63 مسجد بفرنسا منذ عام 2017، بأوامر من رئيس الحكومة الفرنسية إدوار فيليب ووزير الداخلية كريستوف كاستنير، وإيعاز من أجهزة الاستعلامات بباريس، كما تم منع قوائم الأحزب الإسلامية المعروفة باعتدالها من التقدم لانتخابات البلديات، ووصفها رئيس الوزارء الفرنسي بأنها تمثل نوعا من التطرف، وهذه سابقة لم تحدث بتاريخ فرنسا.

وبين أن ماكرون يتحرك بناء على تصريحات وزير خارجيته جان إيف لودريان، الذبي أعطاه صورة سلبية عن الإسلام، لافتاً إلى أن الرئيس الشاب يحاول تعليق فشله على التطرف الإسلامي، متناسيًا التطرف الأوروبي الأبيض الذي يقتل عشرات المسلمين ويحرق ويطلق النار على المساجد ومقابر المسلمين.

*سبل مواجهة حملة الكراهية ضد الإسلام
وذكر قويدر أن التضييق على المسلمين بأوروبا سيكون لها نتائج سلبية، وسيؤدي لاحتجاجات للتعبير عن غضبهم من القرارات الممنهجة للقضاء على الإسلام، منوها إلى أن هناك 3 آليات قد ينتهجها المسلمين بفرنسا لمواجهة ذلك الأمر، وتتمثل في الخروج بمسيرات سلمية تدعو إليها أحزاب اليسار المعتدلة في كبرى المدن الفرنسية للتعبير عن سلمية الإسلام ورفضه للكراهية.

وقال: إن ثاني تلك الآليات هو التوجه للمحاكم ورفع دعاوي قضائية ضد الكيانات التي تهين الإسلام وتضيق على معتنقيه، وتم ذلك بالفعل في وقت سابق بعد أن تم إدانة صحيفة "شارل إبدو" وتغريمها، حتى تدخلت السلطات الفرنسية وأجبرتها على تجنب كل ما يسيء للإسلام والرسول.

وذكر أن رفع دعاوي لمجلس الدولة بفرنسا، بالإضافة إلى العمل الجمعوي ورفع تقارير دائمة للمحافظين بفرنسا تحث على نبذ العنف والكراهية، تعتبر ثالث تلك الاتجاهات، محذرًا من أن زيادة الأمر عن حده قد يدفع المسلمين لرفع دعاوي بالمحكمة الجنائية بهولندا، وطلب مساعدة الجمعيات المعنية بحقوق الانسان للوقوف إلى جانبهم في مواجهة التضييق الذي يواجهونه.