قطر تخترق الشرعية اليمنية بمسؤولين حكوميين

السعودية

تميم بن حمد آل ثاني
تميم بن حمد آل ثاني


تقوم قيادات جماعة الإخوان المسلمين وفرعهم في اليمن حزب الاصلاح، باختراق ممنهج للشرعية اليمنية، حيث تعمل لصالح أجندة معادية وغير وطنية تتمثل بأجندة التنظيم الدولي للجماعة المتماهي مع المشروع القطري والتركي في المنطقة.

ويعد الناطق الرسمي باسم الحكومة اليمنية راجح بادي هو مدير مكتب وكالة الأناضول التركية للأنباء، كما أن مستشار وزارة الإعلام مختار الرحبي هو مدير عام قناة المهرية التلفزيونية الممولة من قطر والتي ستبث من تركيا وهدفها الرئيسي هو مهاجمة التحالف العربي ودوره في اليمن.

والمعروف في كل دول العالم أنه لا يجوز أن يعمل مسؤول حكومي بمنصب رفيع في وظيفة تابعة لأي جهة خارجية، لكن ذلك يحدث في اليمن وتحت مرأى ومسمع من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، والأدهى والأمر أن الحكومة تلتزم بدفع رواتب هؤلاء المسؤولين وبالعملة الصعبة.

مختار الرحبي، مستشار وزارة الإعلام في الحكومة الشرعية، يمثل أنموذجاً للمسؤول الحكومي الذي يخدم أجندة خارجية، حيث يعمل الرحبي على خدمة المشروع القطري في اليمن والذي يسعى لدعم الانقلابيين في مواجهة الحكومة الشرعية والتحالف العربي، حيث بات الرحبي يعمل بوضوح لخدمة هذا المشروع ولم يكتف بالتصريحات الإعلامية في وسائل الإعلام المختلفة، لكنه هذه المرة قرر أن يقود المؤامرة من الميدان عبر تواجده في محافظة المهرة التي زارها مؤخرا في زيارة مشبوهة الأجندة تركت الكثير من علامات الاستفهام.

وكان الرحبي قد نشر، قبل فترة، بياناً على صفحته بالفيس بوك، قال فيه إنه بعد وصوله لمقر إقامته في أحد فنادق مديرية شحن جاءه اتصال من الأجهزة الأمنية يبلغه أن محافظ المهرة راجح باكريت قام بالاتصال بهم وأصدر لهم توجيهات شفهية باعتقاله بالقوة القهرية، وأنه -أي باكريت- أصدر توجيهاته لمليشيا تتبعه وعددها أكثر من 700 عنصر باعتقاله، على حد قوله.

وأضاف الرحبي، إنه تواصل مع مشايخ المهرة الذين هبوا إلى مقر إقامته بأكثر من 200 فرد من أبناء القبائل المهرية، وأكدوا له أنهم سيعملون على حمايته.

وجاءت زيارة الرحبي -وهو مسؤول حكومي اصلاحي- للمهرة في سياق التحريض الذي يقوده تيار قطر داخل الحكومة الشرعية “تيار تنظيم الاخوان” لمهاجمة التحالف العربي ومحافظ المهرة، والتحريض ضد جهودهما في القضاء على استخدام المهرة كممر لتهريب السلاح للحوثيين تحت غطاء من بعض القبائل التي تدعمها قطر، حيث تعد محافظة المهرة من أبرز الممرات التي تغذي الحوثيين بالسلاح القادم من إيران عبر عمان نتيجة المساحة الكبيرة التي تمتاز به هذه المحافظة، كما أنها ممر رئيسي لدخول ضباط من الاستخبارات التركية لليمن يدخلون بالغالب بصفة أطباء في الهلال الأحمر التركي، بالإضافة إلى كونها منطلقا لتحركات قطر وعمان التي تستهدف التحالف العربي في اليمن.

وعلى الرغم من أن التحالف العربي بقيادة السعودية قد كثف من تواجده العسكري في المهرة للحد من تهريب السلاح للحوثيين، غير أن هذا التواجد قوبل برفض من بعض القبائل التي تدعمها قطر وأدواتها داخل الشرعية في إطار جهودها لإفشال دور التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن والتحريض ضد تواجده.

ولاشك أن اختراق قطر للحكومة الشرعية ليس وليد اللحظة بل إنه قديم بقدم التحالف بين دولة قطر والتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، وبرزت هذه العلاقة في العام 2011 وبرزت أكثر مع اندلاع الأزمة الخليجية منتصف العام 2017 والتي انسحبت فيها قطر من دول التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن.