سياسيون يكشفون كيف تمكن الجيش السوري من السيطرة على إدلب

عربي ودولي

الجيش السوري
الجيش السوري



اشتدت المعركة في مدينة إدلب السورية مؤخراً، بعد أن تمكنت القوات السورية من السيطرة على أجزاء من مدينة إدلب واستعاتها من تركيا، ما تسبب في إرباك تركيا وأطلاق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كعادته تصريحات تهدد بإطلاق عملية العسكرية لإيقاف زحف للجيش السوري.

وحول ذلك قال الخبير بالشأن الليبي ناصف بوعون: إن "نقل المقاتلين إلى ليبيا قلب المعادلة في سوريا وسهل من تحريرشمال شرق سوريا"، موضحا أن انتقال عدد كبير من المرتزقة التي تعتمد عليهم تركيا في الحرب ضد النظام السوري من أجل السيطرة على أدلب ومد نفوذها، أحدث خلل في قدرة القوات التركية على التصدي للجيش السوري والسيطرة على إدلب كما كان في السابق.
 
*استراتيجية أردوغان الهشة لكسب معاركه
وبين أن نجاح الجيش السوري في السيطرة على أجزاء من إدلب، يؤكد على أن أردوغان يعتمد في معظم معاركه على مرتزقة من أجل توسيع حدود بلده، ويخشى الزج بجيشه في قتال حقيقي، مبينًا أن من يدبر ويشرف على المعارك الخارجية لأنقرة هم القوات التركية، أما التنفيذ فيكون للخونة والتابعين له مقابل أموال.

وعلى نفس الصعيد، قال الخبير بالشأن السوري محمد أبو سبحة: إن "المتابع للتدخل التركي في سوريا منذ بداياته سيرى بوضوح أن إرسال أردوغان لمرتزقة قاتلون في ليبيا لم يكن في مصلحة المعارضيين السوريين على الإطلاق، لأن القضية الأبرز التي شغلت النظام التركي كانت القضاء على النفوذ الكردي في شمال سوريا، وهو ما تحقق فعليا على أرض الواقع، بينما تناقصت مساحة سيطرة الفصائل المعارضة في سوريا على الأرض لصالح النظام السوري في ظل شغل مسلحي المعارضة بتحقيق الهدف التركي".

*حسم قضية إدلب
وأوضح أبو سبحة أن "مسألة إدلب محسومة منذ البداية لصالح النظام السوري، مثل ما تم في الغوطة الشرقة ودرعا"، مبينًا أن كل ما حدث هو فقط تأخير في عودة تبعيتها إلى دمشق، فمعركة السيطرة على إدلب التي يخوضها حاليا الجيش السوري كان معلومًا عند وقفها في 2018 أنها ستستأنف قريبا، وها قد حان الوقت لذلك بعد أن حققت أنقرة هدفها الذي صب كذلك في مصلحة دمشق ألا وهو تحجيم أكراد سوريا الطامحين في الحكم الذاتي.

وأضاف ما يشير إلى حسم موضوع إدلب مبكرا بالنسبة إلى تركيا، اهتمامها المنصب منذ أواخر العام الماضي على ملف طرابلس؛ حيث قرر الرئيس أردوغان توظيف المسلحين السوريين مجددًا في خدمة الهدف التركي بإرسالهم للدفاع عن حكومة الوفاق الوطني، لمنع أو تأخير سقوط طرابلس لحين الاستفادة بأكبر قدر من اتفاقية ترسيم الحدود البحرية الموقعة مع رئيس حكومة الوفاق فايز السراج مستغلا الأوضاع المتوترة في شرق المتوسط، وهؤلاء المسلحين باقون هناك بفضل المزايا المالية الضخمة التي يحصلون عليها، واستقرار الأوضاع في ليبيا بدرجة أكبر من سوريا، ولن يعودوا لبلادهم إلا جثثا.

*اتفاقية تتوسطها روسيا
وذكر أن سوريا سمحت لتركيا عبر الوسيط الروسي بعملية "نبع السلام" في شرق الفرات، وتركيا ستترك في المقابل إدلب، لتسيطر دمشق على الشمال السوري، ليستكمل الجيش السوري الانتشار الذي بدأة مباشرة عقب هجوم تركيا على الأكراد، مشيرًا إلى أن ما يشغل تركيا في الوقت الحالي فقط هو كيف تتخلص من إضافة عبئ جديد على كاهلها متمثلا في نزوح مليون سوري إلى حدودها في الوقت الذي ترغب فيه بالتخلص على الأقل من مليون سوري آخرين مقيمين في البلاد.

*سبب التمسك التركيب بإدلب
وبين الخبير بالشأن السوري أن تركيا لا تريد من وراء تواجدها في إدلب حاليًا سوى ضمان منطقة جغرافية محدودة لاستيعاب العدد الهائل من النازحين من مختلف مناطق الشمال، التي وصل إليها الجيش السوري ومن المتوقع أن تفاوض تركيا حاليا على إبقاء نفوذها حول الشريط الحدودي في إدلب؛ لاستيعاب موجات النزوح من حلب وإدلب داخل أراضي سوريا، مع نقل نقاط المراقبة إلى منطقة النفوذ الجديدة كحل لهذه الأزمة.
على نفس الصعيد.