في ذكرى اغتياله.. مواقف خالدة لـ"رفيق الحريري"

تقارير وحوارات

رفيق الحريري
رفيق الحريري


كان يوم 14 فبراير عام 2005 يومًا حزينًا في تاريخ لبنان، وفي الساعة الواحدة إلا 5 دقائق بتوقيت بيروت حدث الانفجار الكبير وأودى بحياة رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري الذي حظي بشعبية لم يسبق لها مثيل بين الطائفة السنية في لبنان والتي اعتبرته خسارة لا يمكن تعويضها، وثار غضب الشارع اللبناني بشدة لمقتل الحريري.

إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية وإعادة إعمار لبنان:
كانت من أهم أعمال رفيق الحريري التي تخلد ذكراه والتي لا يمكن أن ينساها العالم، إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية وإعادة إعمار لبنان حيث لقب بصانع السلام ومنقذ لبنان من الحرب الأهلية، التي استمرت 15 عامًا من عام 1975 وحتى عام 1990 وأسفرت عن مقتل 120 ألف شخص.

وفي تسعينات القرن العشرين، التزم "الحريري" بإعمار وسط بيروت ولبنان، وأنشأ البنية التحتية، وثبت سعر صرف الليرة اللبنانية بعد أن انهارت إلى الحضيض في نهايات الحرب، وتراكمت الديون والفوائد بالدولار على الخزينة، ووعد الشرق الأوسط بالسلام وقام باستثمار هذه الوعود في إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية.

اتفاق نيسان الذي حيد المدنيين في قتال إسرائيل:
كان لرفيق الحريري نظرة خاصة في اتفاقية نيسان عام 1996 التي كانت من أجل نهضة لبنان، وإعادة وزنها العربي والدولي، وأثناء العدوان الإسرائيلي الغاشم على الاراضي اللبنانية الذي يسمى "عناقيد الغضب" كان لرفيق الحريري دورًا عربيًا دبلوماسيًا جوهريًا عبر رحلاته بين لبنان وعواصم القرار بهدف وقف الإعتداءات الإسرائيلية، واستطاع أن يصل إلى اتفاق نيسان عام 1996، وكان هذا الإتفاق له دور في التوازن في الصراع اللبناني الإسرائيلي، واعترف بدور لبنان كطرف في المفاوضات وحق لبنان في تحرير أراضيها.

وفي إبريل عام 1996 بدأت الإعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية بقصف وحشي جوي وبري وبحري، ما أسفر عن تهجير عدد كبير من القرى والبلدات من الجنوبيين نحو المناطق اللبنانية صيدا وصور والشوف والبقاع والشمال.

وكان أمام رفيق الحريري منذ بدء الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان خيارين: إما أن يكتفي لبنان بتقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي، أو أن يتضامن اللبنانيون مع المقاومة تعبيرًا عن حق لبنان في تحرير أراضيه المحتلة، وكان خيار الرئيس الحريري هو خيار وحيد لا رجعة، فيه وهو الدفاع عن السيادة الوطنية على كامل التراب اللبناني، وكانت هذه نتيجة طبيعية لشخصية رفيق الحريري حيث أنه مقاوم لا يستسلم ولقناعاته الوطنية والقومية والنضالية، حيث أنه يؤمن بأن المقاومة حقًا مقدسًا للبنانيين طالما هناك أراض لبنانية محتلة.

تثبيت مكانة لبنان الاقتصادية والسياحية في العالم العربي والغربي
اتسمت سياسات رفيق الحريري الإقتصادية في جعل النظام اللبناني طابعة نقود مستمرة، بصرف النظر عن شكل النظام وطبيعته، فكان يدخل الحري إلى لبنان من بوابة التطوير الإقتصادي، ومن وجهة نظر رأس مالية بحتة تعلي من شأن المصارف، وتعطي الأولوية للسوق العقارية والقطاع الخدمي، مقابل القطاعات الإنتاجية الزراعية والصناعية وغيرها.

وكان هدف الحريري استقطاب الرأسماليين وخاصة الخليجيين حتى يعيد بيروت لقلب المنطقة العربية، حيث كان يصفها أنها المستقطب الأبرز للسياح وأصحاب الأموال والمشاريع، فكان يطلق على بيروت قبل الحرب سويسرا الشرق.