"فلانتين الفراعنة فأس ولوتس".. كيف احتفل المصري القديم بـ"عيد الحب"

أخبار مصر

أرشيفية
أرشيفية


الحب كلمة ولكنها هي نبض القلب وسعادة للروح، وهو أروع وأنبل إحساس والجميع يحتاج إليه، ليس فقط الحب بين الرجل المرأة، ولكن بين بعضنا البعض، وهو عيد لكل إنسان، ويرمز له دائمًا باللون الأحمر الذي يعتبر لونًا للحب فما هى حكايته وما أصله.

القصة الأصلية لـ"عيد الحب"
قال مجدي شاكر، كبير أثريين: في أواخر القرن الثالث الميلادي كان يحكم الإمبراطورية الرومانية الإمبراطور كلوديس الثاني؛ الذي حرم الزواج على جنوده حتى لا يشغلهم ذلك عن الحرب، حيث كان يرى أن الجنود المتزوجون لا يصلحون للحرب، وكان هناك راهبًا راهب أسمه "فالنتين"، تصدى لهذا الحكم الجائر وشجع الشباب على الحب والزواج، وحرر عقود الزواج سرًا، وعندما علم الأمبراطور بذلك حكم عليه بالأعدام رجمًا وقطع رأسه، ونفذ ذلك يوم الرابع عشر من فبراير عام ٢٧٠ ميلادية، ومن يومها أطلق عليه لقب قديس، وصار هذا اليوم يوما عالميا للحب.

وأضاف "شاكر"، أن هذا العيد عرفه المصريين القدماء قبل ذلك بكثير ضمن ٢٨٢عيدًا وكان يسمى عيد الحب أو عيد الوليمة، وكانوا يحتفلون بالحب فى حياتهم، ويعشقون اللون الأحمر، ولديهم آلهة للحب مثل "حتحور".

وأضاف: كان الحب موضوعًا دارت حوله كثير من الأساطير والأشعار التي تظهر احترام المصرى لطقوس الحب والحياة الزوجية؛ ورقة التعبير عن المشاعر والعواطف، حتى أنه كان ينادى زوجته بلفظ المحبوبة وهى تناديه بلفظ الحبيب.

كيف عبر المصري القديم عن الحب؟
وأشار "شاكر"، إلى أن المصري القديم كان يتمتع بحس مرهف نابع من رقة وعذوبة الطبيعة والبيئة المصرية التى وهبها إياه نهر النيل، فكان يحرص على تزيين منزله وقبره بالزهور خاصة زهرة اللوتس (السوسن)، وكانت الزوجة أو الابنة غالبًا ما تصور وهي ممسكه بزهرة اللوتس أمام زوجها، كناية عن تجدد وبعث الحياة، وتم استعمال زهرة اللوتس عنصرًا زخرفيًا فى تزيين المعابد والمقابر وأدوات التجميل.

ولفت إلى أن المصري القديم عبر عن كلمة عيد بلفظ (حب) وسعيد بلفظة (نفر)، ورمز لها بالقلب والقصبة الهوائية ومعنى اللفظتين "عيد سعيد"، وكلمة حب عنده كانت تعني (مر) أو محبوب وصوّر الكلمة برمز "الفأس" وكلما تشق الفأس يفتح الحب القلب، وكلمة (مرتي) بمعنى محبوبتي ومازال المصريين يقولون كلمة مراتي على الزوجة.

وجاء في بردية شيسترتي والتي نقلت إلينا قصيدة من قصائد الغزل حيث يقول المحب:
قلبي يرتجف قلقًا
حين أفكر في حبي لك
إنه لا يتيح لي أن أتصرف تصرفًا رشيدًا
إذ إنه يختلج بشدة في مكانه
إني ألتصق بك لتزداد معرفي بحبك
يا أحب الناس يا مالكًا قلبي

وآخر يقول لزوجته التي فارقته
فكم راسلت السماء في حسنكي
ورسمت صور النجوم كوجهكي
فهل رق قلبك لتسمعي
فؤاد متيمًا غلبه أنين فراقكي
وهل قدر لقلبي أن يظل أسير حبكي
نعم هذا كلام قيل للمحبوب منذ آلاف السنين

قصص الحب في مصر القديمة
وقال شاكر، إن من أشهر قصص الحب قصة "إيزيس وأوزيريس"، والتي تعد من قصص الحب النادرة، حيث أصبحت رمزًا ومعبودة للحب، وبعد أن ألقاه أخوه الشرير "ست" بالنهر، بحثت عنه حتى وجدته، وأعادت له الحياة، وكذلك قصة الملكة إياح حتب وسقنن رع التى ساعدت زوجها فى طرد الهكسوس من مصر والملكة النبيلة حتشبسوت التي أحبها المهندس سنموت وعشقها وصمم لها معبدها الشهير بالدير البحري.

وأضاف: كذلك قصة الحب بين "أمنحتب الثالث"، ومحبوبته "تي"، ورغم أنها كانت لا تنتسب لأسرة ملكية إلا أنه أحبها وتزوجها وكاد يفقد العرش من أجلها، وكذلك قصة الحب بين نفرتيتي الفاتنة، وأخناتون، حيث كان يصفها بأنها "ذات المفاتن الجميلة وحلاوة الحب"، ثم الملكة الجميلة "عنخ آس با آمون"، ذات التسعة أعوام التى تزوجت الملك توت عنخ آمون فى سن صغيرة، وعشقته، ويظهر ذلك فى منظر مصور لها وهى تنظر لزوجها وتعطي له الزهور وهي جالسة تحت قدمية.

مصر مهد الحضارات
وختم شاكر حديثه قائلًا: مصر هى مهد للحضارة ومهد للحب لذا سمي نهر النيل بنهر الحب، والشاعر الكبير نزار قباني قال في قصيدة "أيظن"، أن الحب فى الأرض بعض من تخيلنا، لو لم نجده عليها لاخترعناه" وحتى الأديان حثت على المحبة والحب بين البشر حتى دعانا السيد المسيح عليه السلام إلى (أحبوا أعداءكم وأحسنوا الى مبغضيكم)، واشترط سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وضع شرط الإيمان لا يكون إلا بالحب فقال (لا تؤمنوا حتى تحابوا).