مصير الأزمة الليبية بعد قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار: الأمم المتحدة تراها "فضيحة".. وروسيا لا تهتم.. وتركيا تتجاهل

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، اليوم الخميس، على قرار يدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا التي تمزقها الحرب، حيث تعيش ليبيا هدنة ضعيفة منذ يناير، وحصل نص القرار، الذي اقترحته بريطانيا، على 14 صوتا من أصل 15، وامتنعت روسيا عن التصويت، في هذا السياق تستعرض "الفجر" مصير الصراع الليبي بعد إعلان مجلس الأمن وقف القتال

مجلس الأمن
وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، اليوم الخميس على قرار يدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا، وقد استمر النقاش عدة أسابيع بسبب الخلافات الدولية العميقة بشأن الملف والوضع في ليبيا، قد توصلت الأطراف الدولية قبل عدة أسابيع إلي الاتفاق الأخير لإنهاء التدخل الأجنبي في البلاد، واستمرار حظر الأسلحة.

ونص قرار مجلس الأمن على الحاجة الملحة "إلى منع دائم لإطلاق النار في أقرب فرصة ودون شروط مسبقة"، كما عبر مجلس الأمن عن "القلق من تدخل قوات المرتزقة المتزايد في ليبيا"، وطالبت روسيا، خلال الاجتماع، بتغيير مصطلح "المرتزقة" بعبارة "المقاتلين الإرهابيين الأجانب"

من جانبه، وصف أنطونيو جوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة، في مقابلة مع هيئة الإذاعة بريطانية( بي بي سي ) قبل أيام، أن الأزمة في ليبيا "فضيحة"، موضحا أن منع الأسلحة الذي أقرته الأمم المتحدة لاتنفذه الحكومات المتصارعة باستمرار على الرغم من التزام الدول المهتمة بالأزمة في اجتماعها في برلين باحترام القرارات الأمم المتحدة، شدد جوتيرس علي أن القتال في ليبيا أصبح حرب بالوكالة، مؤكدا أنه أمر "غير مقبول".

مؤتمر برلين
نظم قادة العالم، مؤتمر قمة دولية في برلين، في 12 يناير الماضي، حضر القمة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس تركي رجب طيب أردوغان، والفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.

شدد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، إن القوى الكبرى ملتزمة بالتوصل إلى حل سلمي للأزمة في ليبية، لكنه يشعر بالقلق بسبب التقارير التي أفادت بأن القوات التابعة لحفتر قد أغلقت العديد من الموانئ الرئيسية وخط أنابيب النفط الرئيسي في البلاد.

بعد مؤتمر برلين، تعهد قادة الدول المشاركة في المؤتمر بعدم التدخل في الحرب الأهلية الدائرة في ليبيا، ودعم حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على البلد، ويخوض الزعيم العسكري خليفة حفتر، المتمركز شرقي ليبيا، حرب ضد حكومة الوفاق الوطني في العاصمة طرابلس، برئاسة فايز السراج، والتي تدعمها تركيا، لم يلتقي حتفر مع السراج في المؤتمر بالرغم من مشاركتهم في المؤتمر للوصول لحل سلمي.

أكدت أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية، إن برلين أطلعت الجانبين المتصارعين في ليبيا واستشرتهما واستشرت الأطراف الأخرى المشاركة في المؤتمر حول الوضع الليبي، شددت ميركل، أنه لا يوجد وسيلة عسكرية لإنهاء هذا النزاع، "وإنما فقط حل سياسي".

أكد جونسون رئيس وزراء انجلترا، أن هدف قمة برلين هو وقف ومنع هذا الصراع علي سلطة الحكم، مضيفا أن الشعب الليبي عاني ما يكفي، وجاء الوقت كي يسير بالبلد إلي الأمام".

من جهته، أعرب سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي، عن قلقه " القوى الكبرى لم تنجح في إطلاق حوار جاد وراسخ" بين الأطراف المتحاربة، مضيفا عن "تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وكيفية الحفاظ عليه"، إن كلا الجانبين قد خطا "خطوة صغيرة" إلى الأمام.

الوضع الليبي
تعيش ليبيا حالة انفلاتا أمنيا وفوضى عارمة منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 أمام ثورة شعبية على حكمه دعمها حلف الناتو، وتقاتل حكومة الوفاق الوطني (حكومة السراج) التي تدعمها تركيا منذ أبريل من العام الماضي ضد قوات القائد العسكري خليفة حفتر التي تزحف نحو العاصمة طرابلس.

أصبح دور الدول الأجنبية في هذا الصراع خلال الأشهر الأخيرة محط للانظار، حيث أصدرت تركيا قانونا مثيرا للجدل، لنشر قوات لمساعدة قوات حكومة الوفاق الوطني في طرابلس.

ويسعى "الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر، منذ أبريل، إلى السيطرة على طرابلس وانتزاعها من الحكومة السراج، لكنه لم ينجح في ذلك، قد اتفق الطرفان على وقف لإطلاق النار يوم 12 يناير، لكن لا تزال الاشتباكات تحدث يوميا، والأسلحة تدخل البلاد.