بعد انتهاء صيف "أستراليا الأسود".. ننشر التفاصيل الكاملة لـ"التغيرات المناخية" المرتقبة

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


خلال الشهور الماضية، عانت أستراليا من سلسلة قوية من الحرائق المدمرة، والتي قضت على الأخضر واليابس في نهاية العام الماضى ومطلع العام الجارى، انتشرت هذه الحرائق في كل أرجاء أستراليا، وكان لها تأثيرا كبير على الحياة البشرية والغابات والحيوانات، قد أعلنت السلطات في البلاد احتواء الحرائق وإسدال الستار على كارثة كبيرة بسبب التغيير المناخي حيث ساهمت الأمطار الغزيزة في إطفاء الحرائق الضخمة.

احتواء الحرائق

أعلنت السلطات في أستراليا، اليوم الخميس، أنها تمكنت أخيرا من احتواء كل الحرائق التي اشتعلت في ولاية نيو ساوث ويلز، وهو مايعني القضاء علي واحدة من أكبر الأزمات التي واجهت البلاد على مدى شهور.

أكدت إدارة الإطفاء، أن السلطات احتوت كل الحرائق المشتعلة في ولاية نيو ساوث ويلز، التي تعتبر أكثر الولايات الأسترالية التي تضررت من آثار الحرائق، هو ما يشكل نهاية أزمة مستمرة منذ عدة شهور وتسببت بمقتل 33 شخصا.

أضاف ناطق باسم إدارة الإطفاء الاسترالية، وفقا ما بثته قناة فرانس برس، أن السلطات احتوت كل الحرائق في نيو ساوث ويلز مع حلول بعد ظهر الخميس، حسب التوقيت المحلي، بعدما ساعدت أمطار جديدة في مكافحة انتشار النيران المشتعلة في ساحل أستراليا الشرقي منذ سبتمبر الماضي. 

خسائر فادحة

أسفرت الحرائق في أستراليا، عن مصرع 33 شخصا، ونفوق ما يقدر بمليار حيوان ودمرت الحرائق أكثر من 2500 منزل وأحرقت أكثر من 28 مليون فدان من الأراضى بالإضافة إلي تهجير آلاف المواطنين منذ شهر سبتمبر الماضى.

تعرضت أستراليا لدوامة من التقلبات الجوية الشديدة، حيث ضرب إعصار "داميان" غرب البلاد، وتعرض إقيلم "نيو ساوث ويلز" إلى أشد الأمطار هطولا، منذ 20 عاما، قد حذرت السلطات الأسترالية من فيضانات قوية، ومع زيادة التقلبات الجوية، تعاني أستراليا من أسوأ الظروف الجوية فى وقت قصير جدا.

ساهمت سرعة الرياح في نشر الحرائق، وواجهت أطقم الانقاذ بمدينة شولاهنفج الساحلية في نيو ساوث ويلز مجموعة من الحرائق، ثم تحول الطقس في استراليا من النقيض إلي النقيض حيث ضربت عواصف رعدية وفيضانات أجزاء من الساحل الشرقي في أستراليا، حيث كانت تكافح هذه المدن 100 حريق بالغابات، عانت أستراليا خلال الأشهر الماضية من مشكلتين مختلفتين حرائق الغابات شرق أستراليا (جحيم ناري)، ثم مشكلة فيضانات وأمطار غزيزة التي أخمدت أخطر الحرائق،

سبب الحريق 

دمرت الحرائق أكثر من 10 ملايين هكتار في شرقي البلاد وجنوبها، دمرت أكثر من 2500 منزل، كما نفق أكثر من مليار حيوان بسبب تلك الحرائق، التي اشتعلت بسبب الجفاف المتواصل والتغير المناخي، حيث سجلت أستراليا أعلى سنواتها حرا وجفافا بسبب الاحتباس الحراري وارتفاع درجة استراليا بسبب زيادة غاز ثاني أكسيد الكربون بسبب كثرة استخدام الوقود الحفري.

غطى الدخان الحرائق، سماء مدن أسترالية كبرى، مثل مدنية سيدني، لعدة أسابيع، كما تسببت الحرائق في خلق حالة عزل للمدن والبلدات، قد نشر السلطات الاسترالية قوات من الجيش لإنقاذ الأشخاص العالقين في الغابات المحترقة، وساهمت الأمطار الغزيرة، التي سقطت على مدار أيام، في إطفاء الحرائق الكبرى وسمحت بإحتواء بعض الآخر من الحرائق،

إعادة الإعمار 

حاول رجال الإطفاء المتطوعون الحرائق، بصورة يومية، المساعدة في إطفاء حرائق في ما وصف بـ"صيف أستراليا الأسود"، وفي محيط العاصمة كانبيرا، لايزال رجال الإطفاء يحاولون إطفاء اخر حريق، لكنه لم يعد يشكل تهديدا.

أكد روي رودجرز نائب المسئول عن إدارة الإطفاء الريفية في نيو ساوث ويلز، عبر مقطع فيديو مصور، نشره عبر حسابه على موقع تويتر "بعد موسم حرائق كارثي لرجال الإطفاء والسكان الذين عانوا كثيرا خلاله، احتوت السلطات كل الحرائق في نيو ساوث ويلز".

وأضاف رودجرز، أن السلطات لم تخمد كل الحرائق، يوجد نيران مازالت مشتعلة في أقصى جنوبي الولاية، إلا أن السلطات أطفأت كل الحرائق الكبيرة والخطيرة، وسنتمكن من التركيز على مساعدة الناس على إعادة الإعمار المنازل المحترقة والمدن المدمرة ".