"اختفاء وسائل منع الحمل وقلة التوعية".. لماذا تفشل حملات تنظيم الأسرة؟

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


سجل تعداد مصر السكاني أمس، على المستوى المحلي 100 مليون نسمة، لنصبح بذلك البلد العربي الأكثر سكانًا، والثالث في القارة الأفريقية، وفقًا لما جاء في بيان للجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء.

ومع تلك الزيادة المستمرة، حذر اللواء خيرت بركات، رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء من النمو السكاني المتسارع، قائلًا: "ارتفع عدد السكان مليون في 205 أيام، هذا يعنى أن معدلات الإنجاب والخصوبة للمرأة المصرية وصلت لأعلى معدلاتها بنسبة 3.4 مولود لكل سيدة خلال الفترة العمرية للإنجاب للمرأة".

وأوضح "بركات" خلال مداخلة هاتفية مع خالد أبو بكر، ببرنامج "كل يوم"، المذاع على شاشة "ON E"، أنه إذا استمرت مصر بنفس هذا المعدل، سنصل في 2052 لـ 192 مليون نسمة، لذا يجب تكاتف جهود الدولة الخاصة بالمبادرات المختلفة وتنظيم الأسرة.

وأشار إلى أن القاهرة الأكثر في نسب المواليد ثم الجيزة والدقهلية، بينما سوهاج الأعلى في معدلات الزيادة السكانية ثم أسيوط، مشددًا على ضرورة توجيه جهود الدولة لمعالجة المشكلة السكانية.

خلال السنوات الماضية حرصت مصر على توجيه عدد من الحملات الخاصة بتنظيم الأسرة، للشارع المصري منها حملة "2 كفاية"، إلى جانب حملات توفير وسائل منع الحمل، لكن برغم ذلك تظل الأسرة المصرية في معدل متسارع لزيادة السكان، ويبقى التساؤل لماذا لا نجني ثمار تلك الحملات؟!

عدم توجيه وسائل منع الحمل

في هذا السياق، يقول الدكتور عمرو عباسي، استشاري النساء والتوليد والحقن المجهري بالمركز القومى للبحوث، إن هناك عدة عوامل تقف خلف فشل حملات تنظيم الأسرة، تتمثل في وسائل منع الحمل، لأنها يجب أن تكون موجهة بشكل صحيح للمرأة، لافتًا إلى أن كل سيدة تختلف عن الأخرى في طبيعة الوسيلة التي توجه لها، مشيرًا إلى أن هناك نساء لا يتناسب معهم اللولب، وأخريات تتناسب معهم الحقن أو البرشام، وبالتالي فكرة "التعميم" في وسيلة منع الحمل خاطئة، بل يجب توجيه كل سيدة لوسيلة حمل تتوافق مع جسدها.

أزمات النساء مع وسائل الحمل

وأضاف عباسي في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الأمر الثاني هو أن بعض السيدات يعانون من مشاكل مع وسيلة منع الحمل، فتتخلص من الوسيلة، دون أن تجد وسيلة أخرى بديلة لها تصلح لطبيعة جسدها، ما تتسبب في حدوث أزمة تدفها لإنجاب أطفال، وبالتالي يجب التأكيد على ضرورة المتابعة الشهرية مع كل زوجين، وسؤال المرأة عن الوسيلة التي تستخدمها والمشاكل التي تعاني منها من أجل توجيهها للوسيلة الصحيحة.

إقصاء الرجل من معادلة تنظيم الأسرة

وتابع: أن الأزمة الثالثة في مسألة الزيادة السكانية، هو وضع العبء لتنظيم الأسرة بالكامل على المرأة دون الرجل، فالرجل أيضًا يجب أن يتم وضعه في الصورة، وهناك نساء لا يستجيبون لأي وسيلة منع حمل، وبالتالي نتجه للرجل من أجل إرشاده لاستخدام وسيلة مثل"الواقي الذكري"، لافتًا إلى أن هناك أيضًا بعض الرجال ليس لديهم وعي في استخدام وسائل منع الحمل.

نقص وعي الأطباء

واستكمل في حديثه، أن الأطباء كذلك المختصين بتوعية الأسر، يجب أن يتم رفع الوعي لديهم بكل وسائل منع الحمل، فبعضهم غير مؤهلين لتوجيه الأسرة للوسيلة الصحيحة التي تتماشى معهم.

أزمة نقص أدوية منع الحمل

وأشار إلى أن الأزمة الأخيرة تتمثل في نقص وسائل الحمل في مصر خلال الفترة الماضية، حيث اختفت بعض وسائل الحمل التي يستجيب لها عدد كبير من السيدات، بسبب الشركات المصنعة لها، وليست كل الوسائل المتوفرة في وزارة الصحة مريحة ويستجيب لها الكل، لهذا يجب أن يكون لدينا تنوع ووفرة في وسائل منع الحمل المستخدمة.

عقدة إنجاب الذكر

من جانبها، قالت الدكتورة أمل عوف، أستاذ النساء والتوليد، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، إن الأهالي في بعض القرى بمصر، مثل منطقة الصعيد، مازال لديهم فكر راسخ في أذهانهم حول إنجاب الذكور، وبالتالي يجبروا زوجاتهم على الإنجاب حتى تنجب لهم "الولد"، وبالتالي تفشل حملة تنظيم الأسرة الموجهة إليهم.