"أمي بتندم إنها علمتني".. رسالة مأساوية ترويها الطبيبة الناجية من حادث المنيا.. وتفاصيل لحظات الرعب

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


دعت الدكتورة إيمان عاطف، إحدى مصابات حادث المنيا، الذي وقع منتصف شهر يناير الماضي - وأسفر عن مصرع 3 طبيبات - زملائها إلى حضور الجمعية العمومية الطارئة، التي دعت إليها النقابة العامة للأطباء، يوم الجمعة المقبل.

ومن المقرر مناقشة تداعيات الحادث الذي تعرَّضت له 15 طبيبة، ونتج عنه مصرع 3 طبيبات وإصابة 12 بإصابات مختلفة، أثناء توجههن إلى التدريب في برنامج "مبادرة صحة المرأة"، بمعهد التدريب في القاهرة.

رسالة لرفقاء المهنة

وقالت إيمان عاطف، في رسالة لزملائها وزميلاتها: "أنا واحدة من ضحايا حادث المنيا، استحملوني في كلمتين لازم أقولهم حتىي لو معرفتش أصيغهم كويس.. أولًا أحب أشكر كل واحد لما حس بشوية عذاب ضمير أو اتفزع من الصور، فكتب بوست على كام هشتاج وبكده يبقى عمل اللي عليه، للأسف اتعودنا علي السلبية والامبالاة، أي أوامر أو قرارات حاضر ونعم، معلش ما احنا حابين نمشي جنب الحيط وكل واحد بيقول يلا نفسي، ماهو محدش جرب يحط نفسه أو اخته أو مراته مكانا".

وتابعت: "خرجت من بيتي الساعة ٣:٣٠ الفجر، نمت في الميكروباص صحيت على خبطة العربية وكلنا متكومين على بعض لاحول لينا ولا قوة، حتى صوتنا مش قادرين نستغيث.. الشبابيك بتتكسر علينا، رجالة غريبة بتخرجنا منها ونترمي على الأسفلت، والشباب من كتر ما صعبنا عليهم كانوا بيخلعوا جواكيتهم ويغطونا".

تفاصيل مرعبة

وقالت إيمان: "ساعتين ونص مرميين بنصوت في الصحرا ونترجى الناس تنقذنا.. احنا في مكان غريب عمرنا ماروحناه، وأهلنا علي ما يوصلوا على الأقل ٥ ساعات، وتزيد الصدمة لما أصحابنا اللي كنا لسه بناخدهم بالحضن ماتوا وحتى مش عارفين يخرجوهم إزاي من العربية".

وأضافت الطبيبة في رسالتها: "سماح اللي لسه متجوزة قد أيه طيبة ومحبوبة من الجميع، ماتت هي وجنينها اللي لسه عارفة بالحمل قبلها بكام يوم.. رانيا اللي مفيش حد جاب سيرتها غير إنها بريئة بتحب تخدم الناس مامتها كان حلمها تفرح بيها رجعتلها بالكفن.. نورا اللي كانت بتتوجع علي فراق باباها من يوم وفاته، وأديها حصلته في عز شبابها، والكل أجمع إنها كانت زي النسمة في الدنيا.. راعوث اللي حياتها ادمرت نهائيًا، فقدت جنينها اللي كانت هتموت من الفرحة بيه، دلوقتي فقدت القدرة على الإنجاب تمامًا، ده غير كسر الحوض وكسر ثلاثي في الفك وكسور تاني.. ده غير آمنة ونورة وسمية وفاطمة وسلمي وإيمان وجهاد.

ندم الأم

وقالت إيمان: "أنا أكثر حظًا ف زمايلي، عندي كسر في الفقرات واتحكم عليا ٣ شهور راقدة على السرير، ويا الجرح يلم أو لأ، ده غير جروح وكدمات تاني".

وتابعت الطبيبة: "يكفي إن أمي اللي عاشت طول عمرها تتعب عشان تخرجني دكتورة وتتباهي بيا، دلوقتي بتقول ياريتني ما علمتك خالص.. ماما بتصحي بالليل مفزوعة من نومها تملس على وشي عشان تتأكد إني لسه عايشة.. يارب تكونوا حاسين قد إيه موجوعين جسديا ونفسيا.. كل اللي طالبينه منكم تنزلوا يوم ٧ فبراير علشانا وعلشان مستقبلنا اللي شايفينه سواد".