أردوغان: التطورات في إدلب السورية "لا يمكن إدارتها"

عربي ودولي

الرئيس التركي - أردوغان
الرئيس التركي - أردوغان



قالت تركيا، اليوم الاثنين، إن جيشها أصاب عشرات أهداف الحكومة السورية بعد مقتل خمسة جنود أتراك جراء القصف في إدلب في شمال غرب سوريا؛ حيث يهدد القتال باختبار العلاقات بين أنقرة وموسكو، وفقًا لوكالة الأنباء العالمية "رويترز".

كما إتفق تركيا وروسيا على طرفين متعارضين في القتال في إدلب، ورغم أنهما يعملان معًا في أماكن أخرى في سوريا، قال الرئيس رجب طيب أردوغان: إن المسؤولين الروس أبلغوا بأن عليهم "التنحي" في النزاع الدائر حول إدلب.

وذكر وزير الدفاع التركي خلوصي أكار: أن "القوات التركية ضربت 54 هدفا في مدينة إدلب السورية؛ ردًا على تحييد 76 من جنود الحكومة السورية"، حسبما ذكرت وكالة "الأناضول".

وكان أردوغان، قد قال في وقت سابق، إن عمليات الانتقام شملت استخدام طائرات مقاتلة من طراز F-16 وردًا على ما وصفته تركيا بالقصف المكثف لقواتها في إدلب، آخر معقل كبير للمتمردين بعد ما يقرب من تسع سنوات من الحرب في سوريا.

وحققت قوات الرئيس السوري بشار الأسد، المدعومة من القوة الجوية الروسية، تقدمًا كبيرًا في إدلب، مما دفع تركيا إلى التحذير من أنها قد تشن عملية عسكرية هناك ما لم يتم وقف القتال.

وأوضح أردوغان في اسطنبول قبل السفر إلى كييف، نحن مصممون على مواصلة عملياتنا من أجل أمن بلدنا وشعبنا وإخواننا في إدلب، أولئك الذين يشككون في عزمنا سوف يفهمون أنهم ارتكبوا خطأً.

وقال في وقت لاحق في العاصمة الأوكرانية، إن التطورات في إدلب أصبحت "لا يمكن السيطرة عليها".

كما قال المرصد السوري، وهو مراقب للحرب مقره في بريطانيا، إن 13 من أفراد القوات الحكومية السورية قتلوا في القصف التركي، وقال مراسل التلفزيون الحكومي السوري، إنه لم تقع إصابات بين قواته الحكومية.

وإتهم أردوغان روسيا بانتهاك اتفاقية عام 2017 للحد من القتال في المنطقة، وتتهم روسيا بإنكارها.

وقامت أنقرة وموسكو بانتظام بدوريات مشتركة في شمال شرق سوريا، ليس من الواضح ما إذا كان مثل هذا التعاون سيتأثر بأي توترات في العلاقات حول إدلب أم لا، لكن المذيع التركي إن تي في قال، إن الدورية ألغيت اليوم.

ولقد أرسلت تركيا في الأيام الأخيرة مركبات عسكرية وشاحنات وغيرها من التعزيزات إلى المنطقة في تحدٍ لدمشق وداعميها الروس.

كما شن المتمردون الذين يقاتلون للإطاحة بالأسد، والذين تدعمهم تركيا، هجمات مضادة ضد المكاسب الإقليمية لقوات الأسد.

وقال مسؤول أمني تركي: إن القصف الذي أودى بحياة الجنود الأتراك كان في منطقة سراقب، وهي بلدة تبعد 15 كم شرق مدينة إدلب التي تقع عند تقاطع طريقين رئيسيين تريد دمشق السيطرة الكاملة عليهما.

وأفادت وزارة الدفاع التركية، بأن التعزيزات كانت في طريقها نحو إدلب.

وأوضحت وزارة الدفاع الروسية، أن الوحدات التركية تعرضت لنيران قوات الحكومة السورية بعد تحركها دون إخطار روسيا، رغم أن تركيا قالت، إنها نسقت تحركاتها العسكرية مع موسكو.

ورغم أن أردوغان قال: إن "الطائرات المقاتلة كانت متورطة في رد تركيا"، إلا أن وزارة الدفاع الروسية قالت: إن "الطائرات التركية لم تنتهك حدود سوريا، ولم تسجل أي غارات جوية على القوات السورية".

كما أدى القتال في إدلب إلى نزوح مئات الآلاف من المدنيين؛ حيث قال الدفاع المدني في الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون إن تسعة مدنيين سوريين على الأقل، بينهم أربعة أطفال، قتلوا اليوم الاثنين في غارة جوية روسية على شاحنة تقل النازحين بالقرب من مدينة حلب شمال شرق سراقب.