خامنئي التاجر.. كيف تتلاعب إيران بالقضية الفلسطينية؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر



تتلاعب إيران بالقضية الفلسطينية، يومًا بعد يوم، فمنذ خطاب اللواء قاسم سليماني وإعلانه بأن المقاومة ليست إرهابًا، وفلسطين تعلم جيدًا أن لإيران أطماعًا من القضية الفلسطينية؛ بدأت واضحة، فإيران التى تدعم عددًا من المليشيات الإرهابية بالمنطقة العربية، تضع قضية فلسطين على رأس مهامها لكن دون تدخل حقيقي وإنما وجودها إرهابًا؛ حيث يبدو الأمر وكأنه رفع شعارات وهمية.

ونجحت إيران خلال السنوات الماضية فى نشر الفتنة بين صفوف الفلسطينيين، للمتاجرة السياسية بالقضية، ومررت شعارها الأكبر بإنشاء تنظيم إرهابي يُدعى فيلق القدس ضمن صفوف الحرس الثوري، ولكن دون إرسال كتائب من الفيلق الذى يحمل اسم القدس للدفاع عنه، واُستخدم الفيلق فى المعارك الميليشياوية والحروب بالوكالة لفرض الهيمنة على الدول العربية المجاورة، عبر احتلال عقائدي أول الأمر ولوجيستي في نهايته.

ويحاول المرشد الإيراني علي خامنئي، جاهدًا، لتوظيف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لصالح بلاده، حيث يتحدث دائمًا ملوحًا بجهود إيران ودعمها للفلسطينيين، لكن كلامه بات مفضوحًا، بعد أن غرد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قائلًا: إن "القلق العميق للشعب الفلسطيني ناتج عن كون مساعدات إيران له لم تتعد 20 ألف دولار منذ 2008، بينما أرسلت الملايين إلى حماس".

ولازال المرشد الإيراني يقود حربه بالتغريدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ففي تغريدة هاجم خامنئي خطة السلام الأمريكية التي تعرف إعلاميًا بـ"صفقة القرن"، ووصفها بأنها "مؤامرة خطيرة".

وتأتي تصريحات خامنئي حول خطة السلام في وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية على طهران خصوصًا بعد احتجازها سفينة بريطانية في مضيق هرمز.

ووفقًا لقناة "الحرة"، يرى محللون أن إيران تستخدم القضية الفلسطينية لصرف أنظار الإيرانيين عن الأزمات الحقيقية التي تواجه بلدهم داخلية وخارجيا، مشيرين إلى أن طهران لم تقدم للفلسطينين منذ اندلاع الثورة الإسلامية قبل نحو 4 عقود، إلا ما يرسخ حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية بتغليب طرف على آخر.

وقال أستاذ العلاقات الدولية بدر الماضي: إن "إيران تستخدم القضية الفلسطينية من أجل كسب ود المجتمعات العربية، لكنها ليست قضية أساسية على أجندتها على الإطلاق".

كما أكد الماضي، أن "إيران لطالما كانت محركًا لدعم الخلافات في المنطقة العربية وخاصة في الدول المجاورة للأراضي الفلسطينية، إذ كان لها دور في حالة عدم الاستقرار التي يعاني منها عديد من دول الشرق الأوسط، خصوصًا سوريا والعراق ولبنان".

وتابع متسائلًا: "لو كانت القضية الفلسطينية ضمن أولويات النظام الإيراني لماذا قامت بدعم الانقسام في الداخل الفلسطيني وتعزيز هذه الحالة"، ثم استطرد: "خامنئي يستخدم قضية عادلة من أجل هدف غير عادل يخدم مصالح إيران فقط".