في أولى حواراته الخاصة بعد 99 يوما من الرئاسة.. قيس سعيد: "المؤامرات تُحاك ضدنا ونحن أصحاب قرار"

تونس 365

بوابة الفجر


حلّ رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيّد، مساء أمس الخميس 30 جانفي 2020، بمؤسسة التلفزة التونسية، لإجراء أول حوار له بعد مائة يوم من تسلّمه العهدة الرئاسية، وقد خط بالمناسبة كلمة في السجل الذهبي للمؤسسة.

إمكانية إرسال طائرة عسكرية لإجلاء التونسيين من ووهان

تطرّق رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيّد إلى وضعية التونسيين المقيمين في مدينة ووهان الصينيّة بعد غلقها باعتبارها بؤرة فيروس 'كورونا'، ومطالبتهم السلطات بالتدخل لإجلائهم وإعادتهم إلى تونس.

وبيّن في أول حوار تلفزيّ له بعد 99 يوما من تسلمه العهدة الرئاسية على القناة الوطنية الأولى مساء الخميس 30 جانفي 2020، أنّه بصدد متابعة حالتهم وتطورات الأوضاع في الصين، مشيرا إلى أنه إلتقى وزيرة الصحة بالنيابة سنية بالشيخ وتباحث معها إمكانيّة نقلهم إلى تونس. 

كما أعلن قيس سعيّد أنّه تحدّث أيضا مع وزير الدفاع بالنيابة كريم الجموسي، للنظر في إمكانية إرسال طائرة عسكرية لإجلائهم، قائلا "ليست لدينا أساطيل لكن لدينا إرادة لا تلين"، حسب تعبيره.

لا ذنب للأطفال العائدين من ليبيا فيما ارتكبه آباؤهم

إستغرب سعيّد الجدل الكبير والانتقادات التي أثاره استقباله لـ6 أطفال تونسيين، بعد إنقاذهم واحتضانهم وإيوائهم من طرف الهلال الأحمر الليبي بمدينة مصراتة إبّان الحرب على تنظيم داعش الإرهابي، مؤكّدا أن لا ذنب لهم في ما ارتكبه آباؤهم.

وقال في ذات الحوار، "طفل يتيم لم يتجاوز السنتين حملته بين يدي كان ضائعا ومشردا فاقدا لأبويه بقطع النظر عن تورطهم ...لا ذنب له إن كان والده إرهابي أو لا"، متابعا "كيف يتم الحديث عن أطفال أنقذتهم من الموت بهذه الطريقة... فليتم انتقادي ما دمت على حق".

إمكانية الإنتقال للسكن بمكان قريب من قصر قرطاج

شدّد قيس سعيّد على وفائه للأشخاص الذي تعوّد عليهم وللأماكن أيضا، ما جعله يخيّر البقاء في بيته الكائن في حيّ شعبي، وفق تعبيره.

وأضاف "أكره القصور ولا تعنيني أقوم فقط بالواجب ولا يخيفني الموت بل أخاف الحياة دون كرامة"، كاشفا في الآن ذاته عن عدم معرفته لأركان قصر قرطاج، حيث أنه يكتفي فقط بالذهاب إلى المكتب، متابعا "إكتشفت بعض القاعات منذ أيام... يهمني أن اعمل وان احقق أماني الشعب وأن لا انقطع عن التواصل مع الناس"، قائلا "أرغب في البقاء في منزلي قرب جيراني حتى أشعر بآلامهم وفقرهم يوميّا"، مستدركا "لست الرئيس الوحيد الذي لا يسكن قصره ويخير الإقامة في شقّة عاديّة".

كما رجّح رئيس الجمهورية إمكانية الانتقال للسكن في مكان قريب من قصر قرطاج، حتى لا يكلف الأمن المرافق له أعباء التنقل يوميا من وإلى منزله في منطقة المنيهلة.

قيس سعيّد: النظر في ملف الجهاز السرّي بيد القضاء وأرفض الحسابات السياسية الضيقة

أوضح رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيّد، إثر سؤاله عن مآل ملفّ الجهاز السرّي الذي تعهّد الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي بالنظر فيه داخل مجلس الأمن القومي، أنّه يمكن النظر في الملف لكن الحسم بيد القضاء المطالب بتحمل مسؤوليته، مؤكدا "أرفض الحسابات السياسية الضيقة وأرغب في أن تكون كل القضايا والملفات واضحة للجميع ولن استثني أي ملف بما في ذلك الجهاز السري".

واعتبر سعيّد أنّ القضاء المستقل سيكون الراعي لكل الحقوق وسينصف الجميع "لكن ذلك لا يعني أنه يتهم القضاء بعدم الاستقلالية"، مشيرا إلى إمكانية انتقاده لبعض القرارات القضائية بسبب عدم الحسم في العديد من الملفات، متسائلا "ماذا يعني أن تراوح قضايا مكانها لسنوات دون حسم لماذا ؟ قضايا الفساد وتبييض الأموال والاغتيالات يتم الاكتفاء ببعض الإيقافات ثم يقع إطلاق سراحهم فيما بعد؟".

قيس سعيّد: إخترت الفخفاخ لأنه الشخصية القادرة على الإنسجام مع الجميع

تحدّث قيس سعيّد عن أسباب تكليفه لالياس الفخفاخ لتشكيل الحكومة، بعد فشل الحبيب الجملي في نيل ثقة البرلمان، مبيّنا بأنّ تونس عاشت على وقع شهرين من المشاورات دون جدوى، ثم جاء الدور عليه للاختيار ليتمّ توجيه رسائل إلى كل الأحزاب والكتل البرلمانية لتقديم مقترحاتهم بشكل مكتوب إختصارا للوقت.

وأوضح سعيّد أنّه تم ترتيب الأسماء المقترحة حسب عدد التزكيات التي تحصلت عليها، وتم حصر القائمة النهائية في 5 أسماء، مشيرا إلى وجود مرشحين كانا خارج حدود الوطن فتعذّر الاتصال بهما، لتبقى المنافسة بين 3 أسماء.

وأشار قيس سعيّد إلى إمكانية اختياره لشخصية من خارج القائمة المُقترحة لكنه فضّل احترام الآراء المقترحة، لافتا إلى عدم وجود أيّ تدخل من أي طرف في اختياره لإسم الياس الفخفاخ، قائلا "إرتأيت أنه الشخصية القادرة على الانسجام مع الجميع فوقع اختياري عليه".

كما اعتبر أنّ القول بأن الفخفاخ هو المرشح الأضعف لعدم امتلاكه حزاما سياسيا خاطئ، لأن الحزام الحقيقي لأيّ سياسي هو الشعب، وفق تعبيره. 

ولفت سعيّد إلى أنّه في حال رفض البرلمان منح الثقة لحكومة الفخفاخ، فسيتحملون تبعات الأزمة التي ستحدث وسيقع احترام نص الدستور من خلال تنظيم انتخابات تشريعية سابقة لآوانها، قائلا "سأضطر لتنفيذ الدستور لكن صراحة لا أريد حدوث ذلك ولا أرغب في هذا الحلّ لأن البلاد لا تحتمل المزيد من إضاعة الوقت".

العمل على إقامة مدينة صحية بالقيروان وتوفير مروحيات للحماية المدنية

أعلن رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيّد، أنّه يعمل في صمت ودون صخب ويبحث عن التمويلات اللازمة من الداخل والخارج لتمويل عدّة مشاريع هامّة، على غرار إنشاء مدينة صحية نمودجيّة وتحديدا في مدينة رقادة تتضمّن كل الاختصاصات، إلى جانب مشاريع أخرى تتمثّل في بناء مدارس ونزل.

وكشف أنّ الدرسات المتعلقة بهذه المدينة الصحيّة تكاد تكون جاهزة، مشيرا إلى وجود مساع لتوفير مروحيات للحماية المدنية، متابعا "أحاول أن أجد التمويلات اللازمة... لا أدرى متى سيتحقق ذلك ولكنني سأعمل مع منظمة الصحة العالمية والدول المانحة على أن لا أثقل كاهل الدولة بالديون".

كما أشار إلى اعتزامه تركيز مدن صحية في الجنوب التونسي، مع بعث مشاريع كبرى في عدّة ولايات على غرار القصرين وسيدي بوزيد والكاف، إضافة إلى تعهّده بوضع مراقبين على أموال المستثمرين التونسيين والأجانب لمتابعتها والتدقيق فيها، "لتُصرف في مكانها كما سأتثبت من نظافة يد المستثمرين حتى لا يقوموا بتبييض أموالهم عن طريق هذه المشاريعع".

نريد أن نكون أسيادا وأصحاب القرار في بلادنا

أكّد قيس سعيّد، وجود مؤامرات تُحاك ضدّ تونس بهدف بثّ الرعب وإرباك المواطنين، قائلا "أعلم جيّدا ما يحدث... هناك مسائل تُفتعل لإرباك التونسيين وإرهابهم وهناك من يريد تعطيل هذا المسار لارتباطات واعتبارات مع دول أخرى".

وأوضح بأنّ القوات الأمنية والعسكرية صامدة وتقوم بجهد كبير للتصدّي للمجرمين، متابعا "نحن نريد أن نكون أسيادا في بلادنا وأصحاب القرار ونتعامل مع من يحترم سيادتنا".

وفي سؤاله عن تكرر عمليات السرقة و'البراكاجات' وترويع المواطنين، أشار رئيس الجمهورية إلى أنّ قوات الأمن ستتصدى لمرتكبي هذه الجرائم بأكثر مما يتوقعون "وستبقى محاولاتهم يائسة بائسة لأنّ هناك دولة قائمة وقوات أمن مسيطرة".

قيس سعيّد عن 'صفقة القرن': "هي مظلمة القرن وفلسطين ليست ضيعة أو بستانا"

وتحدّث رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيّد مساء أمس الخميس 30 جانفي 2020، بأول حوار له بعد مائة يوم من تسلّمه العهدة الرئاسية، عن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام أو خطة سلام تهدف إلى حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، قائلا "هي ليست صفقة القرن بل مظلمة القرن وهي خيانة عظمى وليست تطبيعا".

وأضاف "الفكر المنهزم لن يكون مقدمة للنصر لن أتراجع عن ما قلته سابقا حول مفهوم التطبيع الذي يعدّ مفهوما دخيلا والقضية اليوم هي الكيان المغتصب الذي يجب أن ننهي أفعاله وتشريده للشعب الفلسطيني"، متابعا "من يعتبر التطبيع حالة طبيعية مخطئ لأنها خيانة عظمى".

وأكّد رئيس الجمهورية أنّه يساند من انتقد البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية تعليقا على 'صفقة القرن'، ووصفه بالتقليدي "لأن الخارجية إكتفت بنفس الجمل واقتصرت على التعبير عن انشغالها.. وهي بيانات مألوفة ملّها المواطنون"، كاشف بأنّه تدخّل بنفسه لإصلاح بلاغ الخارجية "لأنّ ما حدث أمر غير مقبول"، وفق تعبيره. 

وشدّد سعيّد على أنّ "فلسطين ليست ضيعة أو بستانا لتكون موضوع صفقة والحق الفلسطيني لا يسقط بالتقادم"، مشيرا إلى أنّه اقترح سنّ قانون خاصّ بالخيانة العظمى لمواجهة محاولات التطبيع، مقرّا أنّ الوضعية لا تحتاج إلى نص قانوني لأنّ القضية الفلسطينية ستبقى في وجدان الشعب التونسي والعربي وستتحرر يوما ما وستكون العاصمة هي القدس الشريف، حسب قوله.