هكذا دعمت الدوحة الثورة المضادة في السودان منذ اللحظات الأولي

السعودية

أرشيفية
أرشيفية


كانت الدوحة ملاذ البشير الهارب من الانتفاضة، في أولى جولاته الخارجية إبان الاحتجاجات، بينما جهازه الأمني يعتقل أكثر من ألف شخص، وقد قتل نحو 37 شخصاً، بحسب منظمة العفو الدولية (أمنستي). 

كما تحولت الدعاية الإعلامية القطرية لتصنيف الأحداث في مربع "المؤامرة" وتعتبر الثوار مجموعة "عملاء" أو "خونة"، فضلاً عن التحريض ضد المجلس العسكري الانتقالي، ومن ثم، عرض وساطة تستهدف منها توطيد أركان نظام حليفها تحت مسمى "استقرار السودان".

وعلى إثر ذلك، فقد بدا واضحاً أنّ قطر فقدت أهم مصادر نفوذها في أفريقيا، بعد سقوط نظام الرئيس السوداني المعزول، عمر البشير، حسبما توضح صحيفة "لوموند" الفرنسية، بالرغم من المليارات التي ضختها حكومة الدوحة، بغية شراء ولاءات بالقارة السمراء، وذلك عبر مساعدات ومشروعات هزيلة وتمويل  التطرف.

وفي التقرير ذاته، توضح الصحيفة الفرنسية أنّ قطر فقدت أهم موطئ قدم لها في القارة السمراء، ولم يبق لها سوى الصومال، والتي شهدت جولات خارجية مكثفة ونشاطاً مؤثراً، سياسياً واقتصادياً، من خلال زيارات أمير قطر المتعددة لعدد من تلك الدول؛ حيث أصبحت مصدراً للجذب في اللعبة السياسية الدولية، بيد أنّ دور الدوحة أصبح سيئاً في تلك اللعبة بعد نفور معظم الدول منها، والتي نأت بنفسها عنها بعد اتهامها بتمويل التطرف.

وبينما ظلت الدوحة على علاقات قوية لأعوام مع دول القرن الأفريقي، ومن بينها السودان؛ حيث كان الرئيس السوداني المعزول يجري زيارات دورية إلى قطر، آخرها في كانون الثاني (يناير) الماضي، إلا أنّ الأمر اختلف تماماً بعد سقوطه، وتولي المجلس العسكري المرحلة الانتقالية، فتغيرت الأوضاع ونأت الخرطوم بنفسها عن الدوحة.