د.حماد عبدالله يكتب: من دفتر أحوال الوطن !!

مقالات الرأي

د.حماد عبدالله
د.حماد عبدالله



مصيبة كبرى أصابت مجتمعات الشباب على إختلاف فئاتهم الثقافية والإجتماعية ، وتعتمد على القدرة الإقتصادية " للمتناولين " أو المتعاطين لتلك المخدرات ، على إختلاف أنواعها وأصنافها ، وأصبحت جميعها فى متناول الجميع وتحت الطلب والتوصيل للمنازل والمدارس والجامعات والنوادى !!مصيبة كبرى لا يتحدث عنها الإعلام المصرى بكل أنواعه ، " إذاعة وتليفزيون وصحف " بل تجرى بعض الوقائع فى بعض المسلسلات الدرامية فى شهر رمضان ، ويراها المجتمع كتفاصيل درامية لا تستحق الإهتمام ، إلا بالنهايات السعيدة التى يشكلها نوعية العمل الدرامى !!وأصبح الحديث عن المخدرات والأدمان ، كالحديث عن أزمة رغيف العيش وأنبوبة البوتاجاز فى مصر ، وكيفية توفيرهم للشعب بصورة محترمة ، حتى أصبح لدينا وزارة ووزير معنى برغيف العيش وأنبوبة البوتاجاز ، وزير شاغل لنفسه وأجهزته لأكثر من 90% من وقت وجهد وزارته لحل هذه الأزمة ، دون جدوى ظاهرة فى السوق !!هكذا أصبحت المخدرات مشكلة تحتاج إلى "وزارة متخصصة" لكى تشغل الرأى العام ، بجريمة ترتكب فى حق مستقبل هذا البلد ، فى شبابه الضائع !!نحتاج فعلاً لجهاز يتعامل مع تجاز المخدرات ومع مستخدميها ، حيث إعتقد فى حالة من ( المزاح ) أن يعمل الوزير المختص عن هذه الوزارة بتقديم ( مخدر غير ضار ) بالصحة " على سبيل المزاح " ولكن يمكن أن يكون هذا المزاح قريب من الواقع كما يقول
" المثل الشعبى " شر البلية مايضحك " حيث سمعت بأن ( المملكة المغربية ) تتعامل مع المخدرات وخاصة " الحشيش و" الأفيون " بطريقة شرعية !!
ويسمح بشراء القليل من المحال ( الأجزاخانات ) بقدر مكتوب وموصوف من طبيب أو من مسئول بإحدى الوزارات ، التى تقوم على تنظيم التعامل فى هذه السلعة الهامة للإقتصاد المغربى ، سمعت هذا ولم أتاكد منه ، من مصدر موثوق به !!
ولكنى سمعت بأن المملكة المغربية تعتمد على جزء كبير من إقتصادها على تصدير
" الحشيش " مثلها مثل دولة "أفغانستان " وبعض دول شرق أسيا ، ومخدر (الحشيش ) سمعت عنه ورأيته فى أثناء دراستى بالمرحلة الجامعية فى الستينيات من القرن الماضى وكان " الحشيش " دخان مصاحب للسهرات، وخاصة ليلة الخميس الأول من كل شهر ، فى إحتفالنا الشهرى بسماع ثلاث وصلات غنائية لسيدة الغناء العربى " أم كلثوم " رحمها الله " ولعنا نتذكر حينما هاجمها فى الصحافة الأستاذ " جليل البندارى " أحد كبار صحفى أخبار اليوم ، مدعياً بأنها مشجعه على تدخين مخدر " الحشيش " وتدخل الرئيس الراحل " جمال عبد الناصر " مدافعاً عن "أم كلثوم" وأعتذر الصحفى الكبير عما كتبه " على ما أظن " فكان مخدر (الحشيش ) يمثل قمة الإنهيار الأخلاقى فى المجتمع ، حينما تعلم الأسرة أن أحد أبنائها أو عائلها " بيحشش " أو يأخذ " سنة أفيون " مع القهوة !! تبقى ( مصيبة كبرى ) ، لكن المصيبة اليوم أدهى ، وأكبر وأفدح ، المصيبة اليوم فعلاً للدولة أن تتدخل حيث السوق عامر بجميع أنواع المخدرات بأسماء تجارية مثل ( بى – أس ) ، ( كراك ) ، ( كوكايين ) ، ( هيروين ) بخلاف ( البانجو الشعبى ) وأنواع كثيرة من الحبوب أشهرها ( الترامادول ) ، هذه الأصناف المدمرة ، يكفى تناولها مرتين لكى يصبح المتعاطى ( مدمن ) ومحطم بدونها وهناك بعض الأجزاخانات التى تعيش على تجارة الأدوية لوقف الإدمان للمخدرات بأدوية مثل " الميسارون " حبوب الكورس بأكثر من ألف وستمائة جنيهاً لمدة أسبوع لمحاولة الخروج من الأدمان تحت رقابة صارمة من الأهل ، ورغبة وإرادة حديدية من المدمن المسكين وبعدها ( كورس ) " بالدى توكس " لمدة شهرين لنظافة الدم ثم مرحلة الإكتئاب بتناول أدوية ( أنتى –ديبسرشن " وهناك نوع من الأدوية معروف لدى المدمنين ( ديلبوترون ) كل هذه المصطلحات أصبحت معلومة وسهلة لشباب المحروسة، الذين لم يتجاوز عمرهم خمسة وعشرون سنة وعشرين سنة شيىء لايصدقه عقل فعلاً ، وسلطات الدولة ، فى خبر كان !! المجتمع يواجه شىء مخيف ، أين نحن من كل هذا ؟ أين الإعلام ؟ أين المجتمع المدنى ؟ أين ، وأين ؟ لا نعرف من المسئول عن هذه المصيبة الإجتماعية فى المحروسة !!

[email protected]