لماذا يصر حزب مستقبل وطن على وجود "أبوالعينين"

العدد الأسبوعي

أبوالعينين
أبوالعينين


بدلًا من النائب الراحل محمد بدوي

9 سنوات ابتعد خلالها رجل الأعمال محمد أبو العينين عن المشهد السياسى، آثر السلامة وصوب تركيزه فى أعماله التجارية ومؤسساته، وفجأة دون مقدمات عاد الرجل ليتصدر المشهد السياسى من جديد ويملأ الدنيا صخبا بعد ترشحه للانتخابات التكميلية بدائرة الجيزة، خلفا للنائب الراحل محمد بدوى دسوقى، ليعيد من جديد أمجاده البرلمانية، التى سيطر فيها الحزب الوطنى على الدائرة، وكان أبو العينين نائبه الأبرز منذ عام 1995، ورئيس لجنة الصناعة والطاقة بمجلس الشعب قبل ثورة يناير.

ترشح أبو العينين للانتخابات التكميلية أثار العديد من التساؤلات، أبرزها لماذا يترشح رجل الأعمال الشهير قبل فض الفصل التشريعى بأشهر قليلة، خاصة أن الفرصة أمامه فى الانتخابات المقبلة؟.

ولماذا لم يترك الفرصة لهشام نجل النائب الرحل محمد بدوى دسوقى ليكمل مسيرة أبيه خلال الأشهر القليلة المتبقية، خاصة أنه لا يزال شاباً «39 سنة»، ومن ثم يحتاج لفرصة، فى حين يقترب أبو العينين من عامه السبعين؟

ولماذا ترشح عن حزب مستقبل وطن تحديدا رغم أن له شعبية فى الدائرة تؤهله للترشح مستقلاً؟ ولا أحد ينكر شعبيته الجارفة والمعتمدة على كونه نائباً سابقاً لدورات عدة، إضافة لأعماله الخيرية المستمرة للأهالى.

قبل محاولة الإجابة من خلال مصادرنا لابد من العودة قليلا إلى الوراء، بعد أيام من وفاة النائب الراحل محمد بدوى دسوقى، التقى نجله هشام عددا من قيادات الأحزاب، على رأسها حزب مستقبل وطن، والحرية، وأعلن نيته الترشح لاستكمال مسيرة والده، وانتهى اللقاء بتأكيد تلك القيادات له بأنها ستدعمه للفوز بالانتخابات التكميلية تقديرا لزميلهم الراحل، أسوة بما حدث من قبل تحت قبة البرلمان عندما ساندت هذه الأحزاب وتحديدا مستقبل وطن «ممثل الأغلبية» أقارب النواب الراحلين، وظهر ذلك بشكل واضح مع الدكتورة عبير سليمان، أرملة النائب الراحل محمد مصطفى الخولى، حيث تواجد بعض أعضاء مجلس النواب بمحكمة الفيوم لمساندتها أثناء تقدمها بأوراق ترشحها لخوض الانتخابات التكميلية فى مايو 2016.

كما ساند الحزب النائب الحالى أحمد الخشن، شقيق الراحل محمود الخشن، نائب أشمون فى 2018، وفى 2019 ساند الحزب  الدكتور محمد عبد التواب، شقيق النائب أحمد عبد التواب، أمين سر لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، والذى رحل العام الماضى بعد صراع مع المرض.

ولكن فى حالة الراحل محمد بدوى دسوقى، لم تمر سوى ساعات قليلة وتحول موقف الحزب ليعلن بشكل رسمى عن تعيين رجل الأعمال محمد أبو العينين، نائبا لرئيس حزب «مستقبل وطن» لشئون المجالس النيابية، وتقدمه بأوراق ترشحه بمحكمة 6 أكتوبر الابتدائية، لخوض انتخابات مجلس النواب التكميلية عن دائرة قسم الجيزة، خلفا للنائب الراحل، ليواجه نجله هشام بدوى دسوقى، الذى أعلن خوض الانتخابات على مقعد أبيه.

الظهور الرسمى الأول لأبو العينين تحت مظلة الحزب كان خلال الحفل الذى نظمه مستقبل وطن بأحد الفنادق الشهيرة الأسبوع قبل الماضى، لتكريم المبدعين والمتألقين «علميا، وفنيا، ورياضيا» لعام 2019، وقيل إنه تكلف نحو مليون جنيه تحملها القيادى الجديد بالحزب.

لم يكتف حزب مستقبل وطن  بالتخلى عن نجل النائب الراحل ودعم أبو العينين، بل حاولت قياداته التواصل مع هشام لإثنائه عن الترشح، مع وعد بأنه سيكون أحد المرشحين الرئيسيين على قائمة الحزب، المقرر أن تجرى خلال العام المقبل، وذلك حتى لا يتعرض الحزب لانتقادات فى الشارع بعد التخلى عن دعمه، وهى الصفقة التى رفضها هشام مؤكدا إصراره على استكمال المعركة، ولم يقف الأمر عند هذا الحد حيث أرسل أبو العينين – بحسب مصادرنا- وسطاء للمرشح الشاب لإقناعه بالانسحاب إلا أن موقف هشام لم يتغير.

بعيدا عن المعركة بين هشام وأبو العينين، حاولنا أن نبحث على إجابة مقنعة حول السبب الذى دعا رجل الأعمال الشهير للترشح فى هذا التوقيت، خاصة أنه لا يتبقى سوى بضع أشهر على انتخابات البرلمان الجديد، وهى الإجابات التى دارات جميعها حول سبب واحد، هو التجهيز للانتخابات المقبلة.

بحسب مصادر برلمانية بارزة فإن أبوالعينين هو عراب انتخابات البرلمان المقبلة، ووجوده فى المشهد السياسى خلال الوقت الراهن يأتى استعدادا للتنسيق، واختيار الكوادر التى من المقرر أن تترشح فى 2021، وأن وجوده حاليا بمثابة تكليف لا يقل عن الدور الذى قام به الراحل اللواء سامح سيف اليزل، أثناء اختياره للمرشحين عن قائمة «فى حب مصر» عام 2015، وهو ما وضح من خلال المنصب الرفيع.

خبرة أبو العينين السياسية والاقتصادية، تؤهله لأن يكون أحد متصدرى المشهد السياسى والبرلمانى خلال الفترة المقبلة، فالرجل بجانب أنه رجل أعمال ناجح، فهو صاحب علاقات دولية قوية أهلته للوصول لمناصب عليا، فهو حاصل على عشرات المناصب منها على سبيل المثال المستشار الاقتصادى و التجارى للأمم المتحدة، ورئيس الجمعية البرلمانية لدول البحر المتوسط، ورئيس لجنة الشئون الاقتصادية والمالية والشئون الاجتماعية والتعليم بالجمعية البرلمانية الأورومتوسطية، إضافة لخبرته البرلمانية كونه عضواً فى مجلس الشعب المصرى منذ عام 1995، ورئيس لجنة الصناعة والطاقة، ورئيس اللجنة الدولية لحل مشكلة الألغام الأرضية بالجمعية البرلمانية الأورومتوسطية، ورئيس جمعية الصداقة البرلمانية المصرية الليبية، ورئيس جمعية الصداقة البرلمانية المصرية الإيطالية، ورئيس المجلس المصرى الأوروبى.

الحديث عن الأموال دائما ما يأتى متزامنا مع ذكر اسم رجل الأعمال محمد أبو العينين، فجميع الأحاديث الدائرة الآن بين النواب يدور حول المبلغ الذى تبرع به، إلا أن جميع الأقاويل «التى لم نتأكد من صحتها»، دارت حول تبرع أبو العينين بمبلغ كبير، فالبعض يتحدث عن 15 مليونا، وآخر 20 مليونا، إضافة إلى أن هناك من يشير إلى أنه تبرع بنحو 40 مليون جنيه.