سكرتير حزب كردي بإيران لـ"الفجر": اتفقنا مع المعارضة للاعتراف بلغتنا وهويتنا.. ولدينا صداقات مع دول غربية

عربي ودولي

بوابة الفجر


اتفقنا مع المعارضة للإعتراف بلغتنا وهويتنا

خامنئي يتجنب أي ضربة أمريكية داخل أراضيه.. ويعلم أن واشنطن ستواجه أي تهور بضربات قاصمة

الإنتفاضة أكبر خطر على النظام الإيراني.. ونصف المعتقلين السياسين بسجونه أكراد

دولة "مهاباد" حلم بعيد المنال.. وتوجد 5 قوى كردية مسلحة بإيران

لا نقبل بالتنسيق مع الولايات المتحدة ولدينا صداقات غربية

لم تعد الحرب بين إيران والولايات المتحدة معروف خطواتها القادمة، وداخل الجغرافيا المسماة بإيران هناك العديد من الشعوب غير الفارسية التي تئن من إحتلال نظام الملالي لأراضيها، ومنها الشعب الكردي، ولذلك حاورت "الفجر" عبد الله مهتدي سكرتير حزب كومله الكردي الإيراني المعارض، عن المشهد الحالي داخل إيران وهل ستستغل الشعوب

كيف ترى النضال الكردي ضد نظام الملالي الحاكم في إيران؟
عندما بدأت الثورة الإيرانية، دب الأمل والحماس في الأكراد وظنوا أن الثورة الخمينية قد تضع حدا للاضطهاد والتمييز ضدهم. بوصفي عضوا في قيادة حزب كومالا، كنت أحد المنظمين الرئيسيين للمظاهرات الحاشدة والتجمعات في كردستان في تلك الفترة. ولكن طبيعة الحركة كانت في تناقض حاد مع ما كان يجري في طهران. أثناء وجوده في طهران ومعظم أنحاء إيران تولى آية الله الخميني قيادة الحركة الثورية وحولها الى ثورة إسلامية.

عندما أمر آية الله الخميني في نهاية المطاف بالهجوم الشامل ضد الأكراد الإيرانيين في أغسطس عام 1979، باعتبارهم أعداء للثورة كنت بتواضع أحد جنود المقاومة الكردية.

خلال عام 1990 لفت النظر الى انه هناك حاجة إلى تغيير جذري في طريقة عمل المعارضة الإيرانية من ناحية التفكير، أنها ينبغي أن تتكيف مع احتياجات العصر ووضع الديمقراطية كأولوية أولى. ودعيت الى صياغة برنامج تغييري لإيران يركز على الديمقراطية والتعددية وغير مركزي لتستطيع شعوبها العيش في سلام مع المتنوع الثقافي واللغوي والديني والعرقي ويتعايش مع جيرانه والعالم العربي بسلام.

كيف ترى الظلم الواقع ضد أكراد إيران وأبرز انتهاكات نظام الملالي ضدهم؟
في الانتفاضة الأخيرة خرج الشعب الإيراني رافعا الصوت “فليسقط الدكتاتور”، “لا غزة ولا لبنان لا بل إيران”، وهما شعاران يختصران ملل الشعب الإيراني وسعيه الى إسقاط ولاية الفقيه. والنظام الإيراني الذي صنع من سليماني أسطورة سوبرمانية وأراد أن يوهم العالم ان سليماني لا يقهر ولقد تدافع الناس لحضور دفنه سقطت الاسطورة وفضحت النظرية فبمجرد خروج الناس للشارع مزقت صوره.

لقد شكلت الانتفاضة أكبر تحدٍ للنظام الإيراني منذ عام 1979، إذ كشفت أزمة الشرعية التي يُعاني منها هذا النظام، وأوضحت حجم الخلل في بنيته السياسية والاقتصادية، ما بين استحواذ الحرس الثوري وفئة رجال الدين على معظم الثروات، وبين أغلبية الشعب الإيراني الذي يُعانى ويعيش نصفه في حزام الفقر، بينما تُعدّ إيران ثاني أكبر منتج ومصدّر للغاز في العالم.

في تقرير نُشر في 16 أغسطس 2019، أشار مقرر الأمم المتحدة الخاص بحقوق الإنسان في إيران، جاويد رحمن، بأن الأكراد يمثلون ما يقارب نصف السجناء المحتجزين بتهمة المساس بالأمن القومي؛ وأنهم يتعرضون في أغلب الوقت لأحكام أشد من الآخرين. وفضلا عن ذلك، هناك إهمال متعمد من طرف السلطة للمقاطعات ذات الأغلبية الكردية وهي في الموقع الثاني والثالث في ترتيب المناطق الأقل تنمية في إيران.

وإضافة إلى هذا التهميش الاقتصادي يتعدى التمييز ضد ال12 مليون كردي إيراني الشأن الاقتصادي إلى الجانب الاجتماعي الثقافي. فطهران لا تعترف رسميا باللغة الكردية وهي تمنع تعليمها في المدارس؛ كما أن بعض الأسماء الكردية مرفوضة لدى مصالح الحالة المدنية، في حين أن ممارسات المصادرة القسرية من قبل الدولة لصالح المواطنين الشيعة (أغلبية الأكراد من السنة) محل إدانة منتظمة من طرف منظمات غير حكومية مثل منظمة العفو الدولي (انظر تقريرها السنوي 2017 ـ 2018.)

هل يمكن أن تتيح الظروف الحالية إعادة إحياء دولة مهاباد من جديد؟
الأكراد واقعيين ونحن نعلم صعوبة تحقيق حلم الدولة وذلك لا ينفي أن تأسيس الدولة حق لنا فنحن أكبر قومية توازي الأربعين مليون بلا دولة ومشتتين فيما بين أربعة دول ورغم السنين الطويلة لم يستطع أحد أن يلغي لغتنا وثقافتنا.

لقد توصلنا أخيرا كحزب كوملة إلى اتفاق مع أطراف من المعارضة الإيرانية إلى الاعتراف باللغة والثقافة الكردية، وإلى التوافق على نوع من اللامركزية لكل الشعوب الإيرانية مع الحفاظ على وحدة إيران كبلد وتخضع تلك الاتفاقيات لاستفتاء بعد إسقاط النظام، بعض الشعبويين الكرد يزايدون على حزبنا ويتهموننا بالتخلي عن حقوق الكرد نحن نرى ان التعايش السلمي بين الشعوب والقوميات ضرورة للوصول إلى السلم والأمان. مهاباد حلم أزلي للكرد إلا أنه علينا أن نكون واقعيين.

هل تطمحون في إعادة دولة مهاباد ام حكم ذاتي للأكراد؟
مهاباد حلم جميل ويبقى الهدف النهائي إلا ان الواقعية السياسية تقتضي منا البحث عن حلول واقعية تخفف معانات شعبنا وتسمح له العيش بأمن وأمان وكرامة وبحد أدنى من اللامركزية والحكم المحلي ضمن وحدة الدول التي نعيش فيها. 

أسباب اتخاذكم لجبال قرداغ كمقر للحزب؟
عند انسحاب الأكراد من إيران عام ١٩٩٠ تمركزوا في نقاط حدودية قريبة من الحدود الإيرانية في كردستان العراق لنتمكن من إدارة التواصل مع الداخل في ايران لذلك نحن في قرداغ.

هل يوجد تنسيق بينكم وبين الأحزاب الكردية الأخرى كحزب الحياة؟
لدينا خطان مختلفان بالنظر إلى الحل في ايران ولكننا نلتقي عندما يقتضي الأمر للتشاور، نحن نرى أنه علينا كقوى كردية إيرانية ان نحصر برنامجنا بالداخل الإيراني وهناك تحالف يجمعنا مع حزب الدكتور قاسملوا الديمقراطي الكردستاني ايران وهدفنا هو كردستان إيران دون التدخل في شؤون الكردستانية الأخرى فلكل قسم في كردستان احزابه العارفة بشؤون ذلك القسم وتتعامل مع حكوماتها لتحقيق أهداف الكرد في ذلك القسم، نحن نريد الخير لكل الكرد ونفرح باي انجاز كتحقيق الفيدرالية في كردستان العراق الا انه لكل قسم ظروفه.


هل ترى أن القضية الكردية في إيران لم تجد الدعم مثل باقي أجزاء كردستان الأربعة وأسباب ذلك؟
نحن خضنا معركة الدفاع عن السلم والتعايش والتنوع في المنطقة، ورفضنا منطق الهيمنة الذي سوقه النظام الإيراني وتبجح من خلاله بسيطرته على أربع عواصم عربية، ما يجمع الكرد والعرب كثير.

كيف ترى تأثير اغتيال قاسم سليماني على المشهد الإيراني؟
لا شك أن الضربة اتت في ظهر النظام فسليماني ليس شخصية عادية، وهو قائد فيلق القدس واليد اليمنى للمرشد الخامنئي ومنفذ سياسات إيران في دول الجوار، من خلال ردات الفعل الإيرانية الأولية، يمكن للمرء أن يفهم أهمية الرجل.

هل يمكن أن تغير عملية الاغتيال من موازين القدرات العسكرية بطهران؟
أنا معارض قديم للنظام الإيراني إلا إنني لا استخف بقدرات النظام لذلك استطعنا كحزب كومله مواجهة هذا النظام، بقراءة سريعة لما تقوم به إسرائيل طوال العامين الماضيين من دك لقواعد إيرانية في سوريا والعراق أسبوعيًا، بينما إيران تتفرج ومن غير إطلاق رصاصة واحدة على الحدود الإسرائيلية، كما حالها منذ أربعين سنة؟ وبالنظر إلى الرد الهزيل لحزب الله اللبناني احد اذرع ايران الارهابية، عندما استهدف سيارة عسكرية إسرائيلية فارغة بدون جنود نستنتج ما يلي:
الفطنة تعلمنا أن نترك هامشًا للشك حول إمكانية أن ترد ايران ام لا والمرشد مغرور وقد يتهور، غير أن ما لا يتعارض مع أبجديات المنطق هو إدراك إيران لفكرة «ميزان الانتباه العسكري»، بمعنى أن أي تهور استراتيجي إيراني، يمكن أن يقابل بردات فعل أميركية لا تصد ولا ترد؛ ردات يمكن أن تصل إلى العمق الإيراني، ما ينقل المعركة إلى داخل الإطار الجغرافي للملالي، الأمر الذي يحاولون تجنبه قدر المستطاع، وجعل المعركة تجري خارجًا.

سقوط قاسم سليماني سيشكل بداية لتحرر العواصم العربية الأربعة التي طالما تبجحت ايران بأنها استولت عليها، الضربة التي وجهتها الولايات المتحدة ستشكل بداية لسقوط سياسة ايران الخارجية التي تستهدف دول الجوار تارة عبر إستهداف بواخر النفط وتطورت عبر الاعتداء على أراضي المملكة العربية السعودية. 

النظام الإيراني منذ ٤٠ عاما مبني على البروباغاندا الكاذبة
أهم ما حصل اليوم بقتل قاسم سليماني هو أن هذه العملية شكلت بداية ترجمة لشعار العراق حره حره وإيران بره بره، وأن ما حدث دعم العراق الحر ومد اليد للمعارضة الإيرانية لإسقاط نظام الملالي.

كيف ترى استفادة المقاومة الكردية في إيران من العملية؟
نحن جاهزين كقوى كردية ولدينا مقاتلينا في الجبال وتنظيمات حزبنا الداخلية نشيطة وفاعلة وملتحمة بالجماهير ولدينا إطار جبهوي سياسي يضم خمسة أحزاب كردية وهو فاعل وناشط، هناك حركة واسعة في صفوف مختلف الأطراف المعارضة الإيرانية، فهناك حراك واسع في مناطق الأهواز والبلوش والكرد، وهناك حركة بارزة في صفوف الفرس أيضا، فالفرس الوطنيين وصلوا الى قناعة مفادها أن إيران لكل الإيرانيين ولا يمكنهم السماح لنظام ولاية الفقيه الإستمرار بمعاداة أكثر من نصف الشعب الإيراني..

هل تورط قاسم سليماني والحرس الثوري الإيراني في قمع الاحتجاجات الأخيرة في إيران؟
انتفاضات ممتدة على سنوات عديدة، من انتفاضة عام ١٩٩٢ حتى انتفاضة عام ١٩٩٥ في مدينة أراك ومشهد وقزوين، ومن المظاهرات الطلابية في عام ١٩٩٩ حتى الحركة الخضراء في عام ٢٠٠٩، ومن الانتفاضة التي حدثت نهاية عام ٢٠١٧، وصولًا بالانتفاضة التي اشتعلت في بدايات عام ٢٠١٨، والانتفاضة التي اندلعت في نهاية العام الجاري، والقاسم المشترك لكل تلك الحركات والانتفاضات الشعبية هي عملية القمع التي كان يتبعها النظام الإيراني خلالها بشكل شبيه بعملية تقسيمية بين أجهزة نظام ولاية الفقيه القمعية.

الهدف الأساسي كان دومًا: إظهار القبضة الفولاذية للسلطة الحاكمة في إصدارات قمعية متشابهة الشكل والفحوى في كل الانتفاضات الشعبية المتتالية.

فعندما تتابع سلوك مؤسسات النظام الإيراني في جميع الاحتجاجات التي حدثت مؤخرا من بداية عملية القمع حتى نهايتها، يتضح لنا أن ما حدث ما هو إلا عبارة عن نسخة من إصدارات قمعية متشابهة بالضبط.
في الانتفاضة الماضية التي اشتعلت مؤخرًا على خلفية رفع الحكومة الإيرانية لسعر مادة البنزين، توقعت القوات الأمنية حدوث احتجاجات كبيرة في كل البلاد، ولذلك قامت مسبقًا بنشر القوات الميدانية في أغلب النقاط الحساسة في جميع أنحاء إيران.

القوات الأمنية مسؤولة أيضًا عن الضغط على عائلات الصحفيين العاملين في وسائل الإعلام الأجنبية.

بعد بدء الاحتجاجات تقوم تلك القوات بتحديد واعتقال قادة الحركات الاحتجاجية وسحب الاعترافات الإجبارية منهم، والتي تتمحور جميعها حول نظرية المؤامرة ووجود الأيادي الخارجية غير الموجودة أساسًا إلا في مخيلة تلك القوات.

بالتزامن مع ذلك، هناك دور هام تقوم به الاتصالات الإيرانية، وهو قطع الاتصالات وخطوط الهاتف والانترنت في المناطق التي تحتد فيها شدة الاحتجاجات، لإفساح المجال لبقية الأجهزة القمعية للقيام بعملها المحدد ضمن المنظومة القمعية المقسمة فيما بينها مسبقًا، ومنع تسرب أخبار الاحتجاجات لخارج البلاد.

حتى الآن لم تذكر وسائل الإعلام الإيرانية إحصائيات دقيقة لعدد القتلى والمصابين الذي سقطوا خلال الاحتجاجات الماضية، في حين احصت تنظيماتنا الداخلية سقوط أكثر من ألف قتيل بينهم عدد كبير من النساء واطفال تحت سن الـ ١٨.

هل يمكن أن تشن القوات الكردية عمليات على غرار الضربات الأمريكية؟
لقد أدى التمييز الذي يتعرض له الأكراد والسياسة القمعية الممارسة ضدهم من الانظمة الإيرانية المتعاقبة بالعديد منهم إلى حمل السلاح وفقا لتقاليد تمردية راسخة. وكان أبرز مثال لهم في ذلك خلال تاريخ إيران المعاصر هو دون شك جمهورية "مهاباد" في سنة 1946 حيث أعلن الثوار الاكراد قيام دولة كردية مستقلة قبل أن يقوم الجيش الإيراني بسحقه، وتُعتبر اليوم خمس مجموعات مسلحة إيرانية، الوريثة لهذه الحركات، والمتطورة وفق الديناميكيات الجيوسياسية الإقليمية، رأس حربة المعارضة المسلحة لسلطة طهران، ولحزبنا مثلا قوى مسلحة ومجموعات عسكرية تدخل إلى القرى الكردية بهدف الدعاية السياسية ونشر الوعي القومي والتحرري، اليوم يعود الأكراد في إيران الى الواجهة من جديد وهم يشكلون الأمل الحقيقي في إسقاط نظام الملالي، كونهم اكثر قوة عسكرية منظمة في ايران وقادرة على ضرب النظام.

كذلك الأهوازيون والبلوش يلعبون أدوارا جيدة الى جانب الكرد في إسقاط نظام ملالي إيران.

قد يكون عام 2020 عام تحجيم النظام الإيراني، وإعادته إلى داخل حدوده، واجباره على التفاوض مع القوى الإيرانية المعارضة، خاصة بعد تغيير سياسات الولايات المتحدة وقتل قاسم سليماني، الذي كان ينشر الإرهاب في المنطقة.

وهل هناك تنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب؟
نحن لا نقبل كلمة تنسيق نحن قوى إيرانية وطنية نعمل لصالح إيران ولصالح الشعوب الإيرانية نحن لدينا صداقات مع القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، ونسعى إلى بناء صداقات مع الدول العربية.


العلاقات مع القوى الدولية ضرورية خاصة عندما يتعلق الأمر بإسقاط طائرة مدنية كالطائرة الأوكرانية التي أعزي أهل ضحاياها الذين منهم الكثير من الكرد، أن تقول إيران إن ما حصل خطأ بشري لا ينفي مسؤوليتها وعليها أن تعوض الضحايا واهلهم، هل يعقل أن ايران لم تميز بين طائرة مدنية وطائرة عسكرية ولماذا الإصرار على اسقاطها بضربها بصاروخين؟ ولماذا التمنع عن تسليم الصندوقين الاسودين لتحليل مضمونهما؟ الأيام القادمة كفيلة بكشف السر.