ماريان خوري لـ"الفجر الفني": التعري النفسي ليس سهلًا و"إحكيلي" شفاني (حوار)

الفجر الفني

ماريان خوري
ماريان خوري


- لم أتوقع مشاركة الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة

- ألهمني لصناعة "إحكيلي" "Beirut the last home movie"

- لم أبني "إحكيلي" على اسم يوسف شاهين ولو شاهده لأعجبه

- قدمت أشياء عادية في الفيلم ولم أحكي فضائح

- الخط بين الروائي والتسجيلي رفيع

- سعاد ماسي عبرت عن روح "إحكيلي" في "راوي"

 

تعيش المخرجة والمنتجة ماريان خوري حاليًا حالة من النشاط الفني بعد بدء العروض التجارية لفيلمها الأحدث "إحكيلي" بسينما زاوية، بعد أقل من شهرين على نجاح عرضي الفيلم الدولي في مهرجان إدفا الدولي للأفلام الوثائقية بأمستردام، ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته ال٤١، محققا سابقة تاريخية بمشاركته في المسابقة الرسمية وفوزه بجائزة الجمهور.

 

في فيلمها الرابع، تفاجئ ماريان خوري الجمهور وصناع السينما العرب بقدر كبير من المصداقية والصراحة غير المعتادين في عالمهم، تعري أسرار عائلتها الفنية، تبدأ من الجدة مرورًا بالأم وصولًا لابنتها الشابة سارة الشاذلي، وتقدم لمحة أسرية من حياة خالها المخرج يوسف شاهين، تحاول أن تشفي نفسها وتقوي صلتها بابنتها عبر البحث والتنقيب في ماضي أسرتها.

 

"الفجر الفني" التقت ماريان خوري للحديث عن الفيلم وكواليس صناعته ورحلاته الدولية، وإلى نص الحوار،،

 

* في البداية، حدثينا عن مشاركة "إحكيلي" في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ٤١، وفوزه بجائزة الجمهور؟

لم أتوقع مشاركة الفيلم في المسابقة الرسمية للمهرجان إطلاقًا، في البداية توقعت أن يشارك الفيلم بعرض خاص، ولكن إدارة المهرجان فاجئتني بإدراجه في المسابقة. ولم أتوقع أن يؤثر الفيلم إلى هذا الحد في مشاعر المتلقيين، كان عرض الفيلم الأول في مصر حالة جميلة وفوجئت بحصوله على جائزة الجمهور والتي تحمل اسم الناقد السينمائي الراحل يوسف شريف رزق الله.

 

* عُرض الفيلم لأول مرة من خلال مهرجان إدفا، وهو أحد أهم المهرجانات المتخصصة في عروض الأفلام الوثائقية وأكبرها، كيف كانت كواليس العرض؟

 

حضرت عرضين من أصل ٥ عروض للفيلم بإدفا، وكانت ردود الأفعال إيجابية، كان المهرجان فرصة جيدة لمشاهدة تجارب وثائقية مختلفة، حيث تطورت الأفلام بصورة كبيرة وأصبح الخط رفيعًا للغاية بين الروائي والتسجيلي.

 

* بعد مشاركة الفيلم في مهرجاني إدفا والقاهرة، ما هي أبرز العروض الدولية المقبلة؟

سيشارك الفيلم في عدد من المهرجانات الدولية في الفترة المقبلة، أبرزها مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، ومهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، ومهرجان قابس، ومهرجان كوبنهاجن للأفلام الوثائقية.

 

* استغرقتِ ٩ سنوات منذ فيلمك السابق "ظلال" حتى يخرج "إحكيلي" للنور، هل استحق كل هذه الفترة؟

كان الفيلم بحاجة لهذه المدة، بدأت التفكير في الفيلم بعد "ظلال"، كنت أفكر فيه منذ فترة أطول لكني لما استطع الوصول سوى مؤخرًا، كنت اقترب من الفكرة أكثر في كل فيلم أقدمه، صناعة الفيلم استغرقت ٣ سنوات، وضعت معالجة لما أود تقديمه، ثم بحثت في الأرشيف، واخترت الأنسب لهذه المعالجة.

 

* ما أبرز الأعمال التي ألهمتك لصناعة الفيلم؟

شاهدت فيلم "Beirut the last home movie" عام ١٩٨٧ في أحد المهرجانات في فرنسا، وهو فيلم لبناني عن عائلة لبنانية، قامت بصناعته كاتبة من العائلة بالتعاون مع مخرجة أمريكية، وتأثرت بالفيلم وقررت عمل فيلم مشابه له.

 

* مثل أرشيف العائلة جزء كبير من الفيلم، هل كان اسم يوسف شاهين مهم في صناعة الفيلم؟

نعم، كان الأرشيف الخاص بيوسف شاهين مهمًا، لكني لم أبني الفيلم على اسمه، وجوده كان حتميًا في العائلة، فهو يمثل الابن والأخ والخال والجد.

 

* برأيك، كيف كان يوسف شاهين سيستقبل الفيلم؟

اعتقد أنه كان سيعجب بالفيلم، لأنه يحب الأعمال الصادقة، الإحساس والمشاعر هما الأهم بالنسبة له، إلى جانب تأثير العمل على الناس.

 

* لعبت الابنه سارة الشاذلي دور كبير في الفيلم، كيف تلقت الفيلم بعد عرضه؟

أعجبت سارة بالفيلم، كما ساعدها إلى حد كبير وكان بمثابة وسيلة للشفاء لكلتانا.

 

* ليس التعري النفسي أمام الشاشة بالأمر السهل، كيف اتخذتِ الخطوة؟ وإلى حد كنتِ صريحة في الفيلم؟

لم يكن الأمر سهلًا، لذلك استغرقت كل هذه السنوات حتى استقريت على الفيلم بالشكل الذي خرج عليه، كان لابد من التحضر نفسيًا للأمر، فوضع صورة على الإنترنت يستغرق من صاحبها وقت للتفكير في تباعاتها، لكني اخترت الصراحة المطلقة وكنت صريحة بنسبة ١٠٠%، كل ما قدمته في الفيلم أشياء عادية للغاية، لم أحكي شيئًا فظيعًا أو ما يمكن اعتباره فضيحة مثلًا، كنت خائفة من التجريح في أي شخص.

 

* فيلم "إحكيلي" يحكي عن سيدات العائلة، كيف رأي رجال العائلة الفيلم؟

أعجب ابني يوسف بالفيلم وتأثر به وفهم أشياء لم يكن مدركًا لها من قبل وكذلك والده، أما شقيقي جابي فسيشاهد الفيلم اليوم في سينما الزمالك، أما شقيقي الأكبر فلم يشاهده بعد.

 

* هل تفكرين في تقديم فيلم ذاتي أخر عن العائلة وليكن عن علاقتك بيوسف؟

أتمنى ذلك، لكن الشخصية مختلفة، كانت سارة مستعدة للفيلم وهي من حركته، على عكس يوسف.

 

* بدأت العروض التجارية للفيلم في سينما زاوية منذ الأسبوع الماضي، ما أبرز المواقف والتعليقات التي تلقيتها بعد العرض؟

العروض لطيفة، وتشهد تزايد وإقبال جماهيري، وكان أبرز موقف حكاه مشاهد من المنيا، قال إن الزحام أمام السينما جذبه فدخل الفيلم ولمسته العلاقة بين الأم والبنت في عصر إدمان الأبناء على الهواتف المحمولة وهي شهادة جميلة أعتز بها، كما أخبرني الكثيرون من الناس العادية ومن داخل الصناعة عن تأثرهم بالفيلم، وبدءهم في البحث والتنقيب في دفاترهم القديمة للتعرف أكثر على ماضيهم، وكان أبرز تعليق من شخص قال لي أنه تعلق بالأسرة في بداية الفيلم ثم نسى أمرها وبدأ التفكير في نفسه، فالفيلم بمثابة مرآة عاكسة لكل شخص.

 

* ختمتِ الفيلم بأغنية غير معروفة لسعاد ماسي، ما سر اختيارها.

سمعت أغنية "راوي" منذ زمن، وأحب صوت سعاد ماسي فيها، وهي أكثر أغانيها تأثيرًا في، اعترض البعض عليها في البداية لأنها أغنية جزائرية لكني صممت عليها لأنها تعبر عن روح الفيلم.

 

* كونك امرأة في صناعة يهيمن عليها الرجال، ما رأيك في توقيع مهرجان القاهرة على ميثاق للمساواة بين النساء والرجال في الفعاليات السينمائية بحلول 2020، والمعروف باسم "5050 في 2020"؟

اعتقد أنها تعطي فرصة جيدة للنساء، لست نسوية متشددة، لكني أرى أن الأمر مهم ويقدم دفعة لبعض المواهب المدفونة.