جذبت المصريين والأجانب.. حكاية نرمين محمود "صاحبة الصحراء"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


بدأ شغفها بالصحراء منذ نعومة أظافرها، حيث نشأت في منطقة يغلب عليها الطابع الصحراوي، حتى وصلت إلى القاهرة لدراسة الجغرافيا بإحدى كليات الآداب، لتثقل موهبتها في مراقبة النجوم وتكوينات الأرض بالعلم، لكنها واجهت عقبة وقفت حجر عثرة أمام عشقها وهي أن الجامعات المصرية لا تخرج بعثات ميدانية لطلبة القسم إلا في العام الدراسي الأخير.
قررت نرمين محمود المُولعة بالصحراء والأجرام السماوية، الذهاب إلى التكوينات الجيولوجية والمحميات الطبيعية بمفردها، وبعد التخرج عملت على إثراء طلاب الفروع المختلفة في قسم الجغرافيا لمعرفة الظواهر والتكوينات والكتل الرملية والتلال، والتعرف على جغرافية الأرض في الواقع ليتماشى مع ما يدرسونه ويرسخ في أذهانهم.

ثم تطور الأمر وتحول من متخصصي علوم الجغرافيا إلى أشخاص عاديين يجمعهم حب الطبيعة والمحميات التي قد لا يوجد لها شبيه في العالم بأسره إلا في مصر مثل محمية وادي الحيتان بالفيوم، وكانت أول رحلة لهم عام 2009.






جذبت جولات نرمين الكثير من الأشخاص المصريين والأجانب من نساء ورجال وأطفال أيضًا، يخرجون في رحلات علمية للتعرف على طبيعة خلابة وظواهر مختلفة، وتشمل جزء ترفيهي مثل حفلات الشواء والسمر، إلى جانب الصور التذكارية.
لجأت إليها بعض المدارس الخاصة لتكوين رحلات علمية لطلابها، وهي تنوي العمل خلال الفترة المقبلة على بروتوكول تعاون بينها وبين وزارتي التربية والتعليم والبيئة لتصميم مبادرات توعوية بالمحميات الطبيعية وكيفية التعامل معها والحفاظ عليها.

كما تُعلم المجموعات المشاركة معها مهارات البقاء وأسس اختيار أماكن التخييم، منها عدم التخييم في المناطق القريبة من المياه أو المزروع فيها نباتات لأنها جاذبة للزواحف وحيوانات الصحراء، وعدم قتل الحشرات الموجودة أو التعامل معها بعنف، علاوة على معرفة الاتجاهات من أشعة الشمس والنجوم، والحفاظ على سلامة الأشخاص من التعرض للمخاطر.







تعمل الشابة الملقبة بصاحبة الصحراء على تبسيط علوم الأرض لغير المتخصصين بأسلوب سهل لتعم الفائدة، وهو الهدف الأول لها، بالإضافة إلى توعية المواطنين بالبيئة وتراث مصر من المحميات الطبيعية والتكوينات التي تحكي تاريخ البلاد وتُشكل حضارتها، مثل الصحراء البيضاء والكهوف المميزة التي يزورها السائحون من أنحاء دول العالم.
استطاعت نرمين خلال سنوات عملها العشر الماضية أن تفتح عيون المصريين على مزارات سياحية مختلفة ومتنوعة وغير مألوفة، داخل مصر وخارجها، مثل محميات وادي دجلة والحيتان، ووادي البطيخ، ومحمية أبو جالوم بجنوب سيناء، وغيرها من الأماكن السياحية المهجورة، إذ تمتلك مصر 30 محمية.

مدينتي حلايب وشلاتين وجبل عُلبة من أكثر الأماكن التي تذهب إليها نرمين فهي مُولعة بها بشكل كبير، وتمتلك تلك المنطقة طبيعة بكر صافية تجذب إليها الباحثين عن الهدوء والبراءة التي يمتلكها أهل المثلث، والنباتات النادرة وأشجار السيال المنتجة للصمغ العربي، والمنظر الطبيعي لجبل علبة يتخلله الضباب، وهي بمثابة الكنز المفقود.