الجيش اللبناني يواجه المتظاهرين بخراطيم المياه

عربي ودولي

بوابة الفجر



اطلقت قوات الأمن اللبنانية، مساء اليوم الأحد، مدافع المياه على متظاهرين في ثاني ليلة على التوالي من المواجهات العنيفة وسط العاصمة اللبنانية (بيروت).

وتزايدت المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن قرب مبنى مجلس النواب، بعد يوم من إصابة أكثر من 370 شخصا بجروح، وهو أعلى عدد للمصابين منذ إنلاع الاحتجاجات في أكتوبر الماضي.

ولم يتمكن السياسيون اللبنانيون من تشكيل حكومة جديدة أو وضع خطة لإنقاذ البلاد منذ أن بدأت الاحتجاجات قبل ثلاثة أشهر، ودفعت سعد الحريري إلى الاستقالة من منصب رئيس الوزراء.

وتقوم الاحتجاجات في لبنان ضد تفشي الفساد في أجهزة الدولة وسوء الإدارة، وسط مطالبة بحكومة يتولاها أشخاص مستقلون وذوو خبرة.

وتجمعت الحشود، اليوم، وهي تهتف "يلا ثوري يا بيروت"، وألقى بعض الشبان الحجارة على قوات الأمن، وحاول بعضهم القفز لاجتياز أسلاك شائكة وحواجز حديدية من أجل اقتحام منطقة شديدة التحصين في وسط بيروت تضم مبنى البرلمان، وفق لما نقلته وكالة "رويترز".

وقال أحد المحتجين ويدعى بسام طالب ويعمل صانع أحذية "لسنا خائفين. كل ذلك من أجل مستقبل أبنائنا".

وتفاقمت الأزمة فخسرت الليرة اللبنانية نحو نصف قيمتها ودفع نقص الدولار الأسعار للارتفاع، وانهارت الثقة في القطاع المصرفي.

واجتمع رئيس الوزراء المكلف حسان دياب، بالرئيس ميشال عون، لكنه لم يدل بأي تصريح بعد الاجتماع، بينما لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق بشأن الحكومة الجديدة.

وأوضح الصليب الأحمر اللبناني والدفاع المدني: أن "377 شخصًا على الأقل أصيبوا من الجانبين مساء أمس السبت"، وقالت قوى الأمن الداخلي إن 142 شرطيا أصيبوا.

وغطى الدخان وسط بيروت في حين أطلقت قوات الأمن وابلا من قنابل الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه، وألقى محتجون حواجز حديدية وأصص الزهور ولافتات الشوارع على قوات الأمن.

ونددت منظمة "هيومن رايتس ووتش" برد قوات الأمن واصفة إياه بالـ "وحشي"، ودعت إلى وضع حد عاجل "لثقافة الإفلات من العقاب" بعد انتهاكات الشرطة.

وصرح نائب مدير الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش مايكل بيج: "لم يكن هناك أي مبرر للاستخدام الوحشي للقوة من جانب قوات مكافحة الشغب اللبنانية ضد المتظاهرين المسالمين في غالبيتهم في وسط بيروت".