سياسيون يكشفون أسباب عودة الانتفاضة بلبنان وطرف غامض يثير التوترات

عربي ودولي

بوابة الفجر



شهد الشارع اللبناني انتفاضة عارمة، نتيجة مماطلة الأحزاب وتقاتلها على السلطة، ورفضهم الاستجابة لمطالبهم، وتزامنت مع اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الشرطة، وأسفرت عن مقتل عشرات المتظاهرين، في وقت يقف فيه الجيش عل الحياد، وفقاً لشهادات المتظاهرين.

وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، في سلسلة من التغريدات نشرها على حسابه بـ"تويتر": إن "مشهد المواجهات والحرائق وأعمال التخريب في وسط بيروت يهدد السِّلم الأهلي، وينذر بأوخم العواقب".

كما شدد الحريري على أن بيروت "لن تكون ساحة للسياسات المتعمدة لضرب سلمية الحراك"، مؤكدًا على أن "القوى العسكرية والأمنية مدعوَّة إلى حماية العاصمة، ودورها كبح جماح العابثين والمندسين".

واستجابة للوضع الحالي، طلب الرئيس اللبناني ميشال عون، من وزيري الدفاع والداخلية والقيادات الأمنية، منع الشغب وتأمين الأملاك العامة والخاصة، مؤكدًا على ضرورة استعادة الهدوء بوسط بيروت، والمحافظة على أمن المتظاهرين السلميين.

أسباب التظاهرات الجديدة

وأوضح المحلل السياسي محمد الرز، أن إندلاع التظاهرات الشعبية مجدداً في بيروت وعدد من المناطق اللبنانية، نتيجة لمحاولة أطراف في الطبقة الفاسدة التي تحكمت في لبنان إعادة تجديد نفسها، من خلال تنافسها على التواجد في الحكومة الجديدة والضغط في هذا الاتجاه عبر تعطيل ولادة هذه الحكومة، وبالتالي إطالة عمر الأزمة المالية والاقتصادية التي تطحن المواطن اللبناني وتسقطه تحت خط الفقر، دون أن تعبأ الطبقة التي تضم الأحزاب السياسية والتيارات المتحكمة بالبلد منذ ثلاثين عاما، بواقع حال الشعب الذي لم يعد لديه شيئا يخسره.

وأضاف محمد الرز: هناك قسم من هذه الطبقة يدفع بأنصاره إلى عمليات شغب للتغطية على محاولاته للعودة إلى الحكومة، إضافة إلى قسم آخر أسقطته الإنتفاضة فأتجه لإسقاط لبنان كله معه، وقسم ثالث فاسد لا يريد أن يجد نفسه تحت سقف المحاسبة على ما استولت عليه يداه من أموال عامة، فاتفق مع مجموعة من المصارف على حجب الودائع عن أصحابها والتلاعب بسعر صرف العملة اللبنانية لدفع الناس إلى الاستسلام بفعل الجوع والحاجة.

وبين أن كل هذه الأطراف الفاسدة عملت معا بتنسيق عالي المستوى، فاندفع الناس الذين ينتفضون منذ تسعين يوما إلى النزول إلى الشوارع والساحات دفاعا عن حقوقهم.

أطراف مجهولة
وأكد المحل السياسي الرز لـ"الفجر"، على أن استهداف المصارف بالتخريب من قبل الشعب الغاضب تجاوز الحدود لكن تصرفات قوى الأمن الداخلي باستخدام العنف المفرط غير جائز أيضا.

ولفت إلى تصريح وزيرة الداخلية في حكومة تصريف الأعمال ريا الحسن، قبل عدة أيام، بإنها لم تعط اي أمر للقوى الأمنية باستخدام هذا الأسلوب المرتفع من القوة، ما يشير إلى جهات أخرى غيرها تتعامل مع الأحداث الواقعة على الأرض. 

شهادة من الساحة
على نفس الصعيد، قال عضو رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية والموجودة في ساحة التحرير اللبنانية بشير عصمت، لـ"الفجر": إن "شرطة مجلس النواب وقوات مكافحة الشغب هي من تشتبك مع المتظاهرين، في حين يتخذ الجيش موقف الحياد".

وأوضح بشير عصمت، أن أحداث اليوم ترتبط بفشل السلطة المنقسمة على نفسها بتشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين وتجاهل إيجاد أي حلول للأزمات السياسية والاقتصادية التي تعيشها البلاد، مشددًا على أن هدف الانتفاضة اليوم كان مجلس النواب الصامت الأكبر، الذي يغطي بسكوته الأزمة السياسية والاقتصادية التي تمر بها لبنان.

انتفاضة جديد بلبنان
ونوه عصمت، إلى أن اليوم هو بداية مرحلة جديدة ومحاولة لاخراج الانتفاضة من سلميتها، فكانت المظاهرة سلمية مبدئيا، ولكن لا يبدو أن أطراف السلطة سترتضي بأن يكون الشارع طرفا جديدًا مشاركًا بل مقررا في الوجهة اللاحقة للمسار السياسي للبلاد.

وأكد على أن "نار الثورة لن تهدأ بلبنان"، مشيرًا إلى أن العنف الذي مارسته السلطة اليوم سيزيد من سطوة الانتفاضة على الشارع، ولابد من حلول اقتصادية وسياسية وخروج بيروت من كونه مساحة صراع إقليمي ودولي ايراني أمريكي.