"ناحت الصعيد".. حكاية مينا إسحاق صاحب مشروع العودة إلى الحضارة

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


استيقظ الناحت مينا اسحاق فهمي ابن قرية ملوى بمحافظة المنيا بصعيد مصر، علي انتشار مجموعة من الصور للأعمال الفنية التي نحتها عن الريف المصري (أبقار- فلاحين) منشورة باسم طالبة من المنوفية، على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "اتفاجئت أنه شغلي اتنشر باسم حد تاني بدون علمي، واتوصلت مع الصفحات وصححت الخطأ"، روى مينا إسحق فهمي لـ"الفجر" عن مشروع تخرجه الذي أبهر الجميع.

قبل عدة أشهر، عمل "فهمي" علي مشروع تخرجه من كلية فنون جميلة بقسم النحت جامعة المنيا، هو عبارة عن عمل فني يجسد مجموعة من الشباب المربوطين بالسلاسل، يعمل الشباب علي تشيد هرم "مشروع تخرجي بيتكلم عن رغبة الشباب المصري في النهوض والعودة إلي الحضارة، أرادت توصيل رسالة للشباب المصري إحنا لازم ننهض بالدولة، مهما كانت الصعوبة ونستعيد حضارتنا العظيمة"، عمل "فهمي" على مشروعه لقرابة الشهر "المشروع أخد مني 23 يوم، أخدت مركز أول من كليتي" .

يصف "فهمي" قصة مشروع تخرجه "اختارت الهرم لأنه رمز الدولة، والكسر الموجود فيه يصف الفترة العصبية اللي مرت مصر بيها، والشباب بيحاول يرجع الهرم لشكله الطبيعي وبذلك يكون استعادتنا لقوتنا وحضارتنا، وتعبر تعبيرات الغضب علي وجوه الشباب عن الصعوبات التي يوجهونها ". يفضل "فهمي" العمل بمواد خام معينة، واستخدم "فهمي" في مشروع تخرجه الطين الأسواني والخشب والحجر والحديد "الحقيقة الكلية ساعدتني ووفرت لي الخامات والطين لصنع التماثيل".







تتميز أعمال المدرسة الكلاسيكية التي ينتمي لها "فهمي" بتحويل صور الطبيعة إلى قيم زخرفية وأشكال هندسية، فالجمال فيها هو جمال هندسي يخضع لأحكام العقل، فهو جمال هندسي يستخدم الخطوط الحادة والبناء المحكم، استلهم "ابن الصعيد" أعماله الفنية من الريف المصري "أفضل استخدام الطين، واستلهم شغلي الفني من الريف المصري، احرص أن يكون التمثال يحكي قصة".

يتأثر الفنان بالبيئة المحيطة، وغالبا ماتكون الطبيعة هي المدرسة والملهم الأول للناحت في تقديم عمل فني يبهر الجميع، يحكي "فهمي" عن أحب الأعمال الفنية التي نحتها إلي قلبه "نحت تمثال للفلاحة تحلب بقرة، وهو من أحب الأعمال الفنية إلي قلبي وأخد مني وقت في حدود 10 أيام، أنا حبيت المشهد، أرادت تجسيد المشهد بتمثال لأني نشأت في قرية ريفية وتأثرت بالمشهد".






يعشق "فهمي" الرسم بعد التحاقه بكلية الفنون الجميلة فضل الالتحاق بقسم النحت بفضل تشجيع الأهل والأصحاب " الحقيقة تشجيع أهلي وأصحابي ودكاترة الكلية كان داعم لي في الاستمرار في أعمالي الفنية، أنا بحب النحت والرسم لكن بفضل النحت أكثر، وأغلب شغلي في النحت "، يحلم "فهمي" بأن يصبح أشهر النحاتين" حلمي أن يكون مجالي المستقبلي في شغل النحت وأكون من أشهر النحاتين علي العالم" .

تعتمد الأعمال الفنية التي ينحتها "فهمي" علي المدرسة الكلاسيكية، تستخدم المدرسة الكلاسيكية الرسم الدقيق للأشكال، والتي تمثل الجمال الجسماني فنرى في المنحوتات أشكالًا للرجال أو النساء وهم في منتهى الكمال الجسماني، تتمثل  الكلاسيكية في تجسيد الجمال في جوهره المجرد، بدون ترك أي بُعد للغيب أو الخيال في هذا التعبير الفني" أفضل المدرسة الكلاسيكية في الفن فهي تعبر عني "، قد استطاع "فهمي" من خلال أعماله الفنية دخول معارض الكلية " شاركت في كل معارض الكلية منها معرض"تواصل"، وشاركت في معرض أحد البنوك المصرية، وقد بيعت فيه أحد تماثيلي فيه".






يعتبر "فهمي" أن الفنان الملهم له هو رسام عصر النهضة مايكل أنجلو، تعكس أعمال أنجلو أحاسيس داخلية متأثرة بالبيئة التي يعيش فيها حيث يختار الوضعيات الأصعب للرسم، ويخلق عدة معاني من خلال دمج الطبقات المختلفة في صورة واحدة، وكانت أغلب معانيه يستقيها من الأساطير والدين مثل تمثال داوود، وتمثال بيتتا، العذراء، وكانت أعماله الأخيرة من وحي الديانة المسيحية "أحب كل الأعمال الفنية لمايكل انجلو فهي تعكس دقة وروعة الجسد البشري، وتحكي أصعب القصص".

قبل عدة سنوات وضعت محافظة المنيا تمثالًا للملكة نفرتيتي في مدخل مدينة سمالوط، الذي أثار استياء محبي فن النحت في مختلف محافظات مصر، يرفض "فهمي" هذا التمثال".التمثال سيئ والمفروض مفيش شغل يتحط في ميادين مصر كلها الإ من كلية فنون الجميلة لانه دهه تخصص، لازم الشغل يليق بمصر وحضارتها الفرعونية " يعرف "فهمي" صفات الفنان الحقيقي بانه يقدم الفن الحقيقي ولاينتظر مقابل مادي.