د.حماد عبدالله يكتب: نحو الإنفراجة السياسية !!

مقالات الرأي

د.حماد عبدالله
د.حماد عبدالله


إن تطوير العمل فى المجتمع المدنى ( نقابات ونوادى وجمعيات أهلية ) من أهم العناصر التى تساعد الحكومات فى تنفيذ مهامها أو بالعكس تصَّعِبْ على الحكومات حياتها ، والحكومات الذكية هى التى تعمل على مشاركة المجتمع المدنى فى تنفيذ وإستكمال مشروعاتها الإجتماعية والإقتصادية والتكافلية بشكل خاص ، ولعل المشاهد أو المعنى بالشأن العام فى بلادنا ، يجد أن حكوماتنا على إختلاف تشكيلاتها لم تضع فى حسابها أو فى أجندة عملها السياسى تطوير أو تأهيل أو تشجيع المجتمع المدنى على النهوض للمشاركة أو حتى ترك ماهو قائم يزاول نشاطه المكون الأساسى للعمل الإجتماعى فى البلاد ، بل العكس نجد أن الحكومات المختلفة تعمل على تأجيل كل ما يعِنْ للمجتمع المدنى من مشاكل إلى مراحل زمنية قادمة تُستَفحَلْ فيها المشكلة والقضايا ، وتتوطن المشكلات داخل هذه التجمعات حتى تصبح بمكان غير مقدور حله وصعوبة الوصول إلى حلول وسط فى إنهاء ماهو قائم وبالتالى ما سيترتب على التأجيل من مشاكل تراكمية فى هذه التجمعات ، ولعل ما يواجه تلك التجمعات المدنية وخاصة فى النقابات المهنية ، هى تلك السياسات التى تؤمن بها عناصر نشطة فى الجمعيات العمومية ليس مجالها العمل النقابى ، ولكن بؤره نشاطها السياسى تتبع أحزاب أو أيدلوجيات أو عقائد بعينها ، لا مجال لها فى ساحات العمل النقابى ،وهذا يتطلب جهد من الأجهزة المعنية بالدولة لكى ترشد وتوجه وأيضاً إلى منظومة التشريعات المنظمة للعمل الأهلى و النقابى ، والتى يجب أن تشملها أجندة المجالس النيابية هذا العام حتى يخرج القانون المنظم للأعمال المهنية والنقابات فى مصر .

إن تفعيل المجتمع المدنى والنقابات المهنية فى مصر ، هو واجب وطنى من الدرجة الأولى ، يجب الإهتمام به على كل المستويات ، حكومياً ، وتشريعياً ، وأيضاً إعلامياً ، حيث تقوم المجتمعات وتنهض وتتقدم وتحافظ على التراكم المهنى وتضيف لخبرات أبناء الوطن من تطوير العمل النقابى ، حيث النقابة هى محور إرتكاز للتقدم فى المهنة ، وهى المحافظ على أصحاب المهنة ضد الغير وضد العجز وضد البطالة ، وهى أيضاً فى نفس الوقت التى تحافظ على المجتمع وأعضائه من شرور بعض أعضاء المهنة ( أية مهنة ) فهناك الطيب وهناك أيضاً الشرير كطبيعة وسنة الحياة ، فالنقابة تحمى المواطنين من الأثار السلبية لممارسات البعض من أهالى المهنة ، وأيضاً لا يمكن أن نتجاهل دور النقابات فى تطوير العمل إلى النظام الديمقراطى حيث النقابات والإنتخابات المؤهلة لمجلس إداراتها هى بمثابة المطبخ والمركز التدريبى للعملية الديمقراطية ، ولعل ما دار فى نقابة الأطباء أخيراً لهو مثل يحتذى به حيث الأغلبية حينما تتحرك يكون القرار الصائب ، ويظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود ، حيث الديمقراطية هى فجر للحريات ليتنا نتعلم !!