أسرار "حراس المدافن" ببني سويف.. حسين: الميت رد عليا السلام.. سليمان: أسرعت بدفن الجثة بسبب ثعبان (صور)

محافظات

بوابة الفجر


رغم من تأثر كافة الحرف والمهن بما شهدته مصر من أحداث عقب ثورة 25 يناير 2011 إلا أنه هناك مهن لا تتأثر بأي أحدث تحيط بممتهنيها، من بين هذه المهن "حراس القبور" أو ما يعرف بـ"الترابية" فهذه المهن دائمًا في حالة رواج، ولكن يقابل طبيعة حياة من يعملون بها تكاد هي الأصعب بين أقرانهم من الحرفيين، فهم يعيشون دائمًا بين الأموات ودخلهم متصل دائمًا بأحزان الآخرين، إضافة لحالة الخوف والرعب التي تنتاب بعضهم مما يتعرضون له من مواقف لطبيعة عملهم وتعاملهم المباشر مع جثث الموتي ومجاورتهم ليلًا ونهارًا.

في البداية تقابلت "الفجر" مع الحاج حسين جاد الله محروس، 83 عاما، حارس منطقة مدافن "أبوصير" بمركز الواسطي، شمال بني سويف، فسألناه عن سبب إقدامه على تلك المهنة وأغرب المواقف التى تعرض لها، فقال: "لم اكن اتخيل انني سوف اصبح تربيا، وكانت رغبتي ان اعمل في التجاره مثل كثيرين من أهل قريتي.. اشتري وابيع في الخضار والفاكهه، لكن حركه التجاره في فترة شبابي لم تسمح لى بالعمل فى التجارة على الرغم من ومرت ايام وشهور سعيت فيها للرزق في أماكن شتى.

وفي منتصف الستينات، فوجئت فى إحدي الليالي بأحد أهالي القرية، يطرق على باب المنزل القريب من منطقة المدافن، طالبًا المساعدة في دفن أحد الأموات، بدلا من زميله الذي تغيب لظروف طارئه، وبالفعل ذهبت معه وقمت بتجهيز مونه من الرمل والأسمنت لتغطيه باب التربه وقام أهل المتوفي باعطائي بعض النقود مثلمًا اعطوا صديقي التربي.

وتكررت مرات ذهابي معه، وبمرور الوقت أصبحت تربيا وتعرفت على أصحاب الأحواش من عائلات القرية والقري المجاورة في المنطقة، ومنحني بعضهم مفاتيح الحوش ملكه كي اعتني به واصبحت انا المسئول عنها، ومن هذه المهنة تزوجت ورزقني الله بـ8 أبناء (4 بنات و4 صبيان) تزوجو جميعا ومازلت أقيم بنفس المنزل وأمتهن نفس المهنة.

وعن أغرب المواقف التى تعرض لها أثناء سنوات عمله، قال الحاج حسين: مشهدان لا أنساهما الأول منذ 16 سنه حينما كنت اقوم بدفن احد الموتي.. فبينما كنت احمل جثمان الميت وانزل به الي القبر وجدت نورا شديدا ينبعث من داخل القبر وانبعثت منه رائحه حلوه جدا لم اشم مثلها في حياتي.. قلت علي الفور "السلام عليكم ورحمه الله وبركاته يااهل القبر"، مثلما افعل في كل مره اقوم فيها بالدفن، فسمعت صوتا يرد السلام قائلا "وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته" وكان الصوت منبعثا من جثمان شيخ تم دفنه في هذه المقبره منذ سنوات طويله.

منعني الصوت من دخول القبر وكنت كلما حاولت الدخول اشعر بما يشبه حائطا غير مرئي يمنعني، وتكررت محاولات انزال الجثة دون جدوى، فظننت آنذاك أن الشيخ لا يريد دفن هذه الجثة تحديدًا معه في نفس القبر، واستاذنت أسرة الميت الجديد أن ادفنه في مقبره أخرى.. فوافقوا بعد ان راوا باعينهم ما يحدث وبالفعل تم دفنه في قبر آخر!

وفي منطقة مجمع مدافن "العلالمة" بمدينة بني سويف الجديدة، بشرق النيل، ألتقينا مع عم سليمان بكري سليمان، 67 عاما، أحد عمال الحفر بالمدافن، وسألناه عن أغرب المواقف التى تعرض لها خلال فترة عمله بالمهنة، فقال أنه في الليل دائما يسمع وطأ أقدام بداخل بطرقات المدافن ويخرج ليرى ولا يشاهد أحدًا وأحيانًا تطرق يسمع أصوات أشخاص، فضلًا عن موقف أخر أثناء عملية دفن جثة لشاب توفي في حادث، خرجت من القبر مسرعا بعد مشاهدتي ثعبانا مخيفًا بزاوية القبر ودفنت الميت سريعًا دون أن أشعر أحدًا بما حدث، مؤكدًا أنه اعتاد على ذلك ولجأ الى قراءة القرآن والأحاديث النبوية.