"البترول": الغاز الطبيعي يلبي ربع احتياج العالم من الطاقة بحلول 2040

الاقتصاد

بوابة الفجر



مؤتمر المرصد المتوسطى للطاقة بالقاهرة
"مراكز الطاقة بين التكنولوجيا والمناخ: تعظيم الاستفادة لأسواق الطاقة بالمتوسط وافريقيا "



أعلن المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية أن منطقة شرق المتوسط تمثل اليوم نقطة ارتكاز في معظم المؤتمرات والمحافل الدولية المتعلقة بأسواق الغاز العالمية نتيجة ما تحقق بها من اكتشافات كبرى للغاز الطبيعي بما يؤهلها أن تصبح مركزا عالميا لتجارة الغاز.


جاء ذلك خلال كلمة الوزير في افتتاح مؤتمر المرصد المتوسطى للطاقة الذي ينظمه المرصد هذا العام بالقاهرة بالتعاون مع وزارة البترول تحت عنوان " مراكز الطاقة بين التكنولوجيا والمناخ: تعظيم الاستفادة لأسواق الطاقة بالمتوسط وافريقيا".


وأضاف "الملا" أن المؤتمر يهدف الى تسليط الضوء على الفرص المتاحة في منطقة البحر المتوسط و افريقيا و مناقشة القضايا و التحديات التي تواجه جهود انشاء مركز إقليمي للطاقة بالمنطقة بهدف تعظيم دور سوق الطاقة بالمتوسط و تعزيز فاعليته مع مراعاة الجوانب التكنولوجية و تحديات السوق و تغير المناخ.

وأوضح أن توقعات استهلاك الطاقة عالمياً تشير إلى زيادته بشكل كبير على مدى الخمسين عامًا المقبلة في ظل النمو السكاني و زيادة النشاط الصناعي في الدول النامية، لافتًا إلى أن البترول و الغاز مستمران في مقدمة مصادر الطاقة التي تشكل الاستهلاك العالمي لها و ذلك بنسبة تصل الى 80 % و سيعد الغاز الطبيعي أكبر مصدر لاستخدامات الوقود بما يلبي ربع احتياجات الطلب  العالمي  بحلول عام 2040، و أن الطلب على الغاز الطبيعي في قارة أفريقيا يتضاعف بالتزامن مع زيادة الامدادات المحلية و تطور اقتصاديات دول القارة.


وأضاف الوزير أنه في مواجهه تحديات تغير المناخ و انعكاساتها على المنطقة فأن الغاز الطبيعي يعد السبيل الأمثل للتعامل معها والحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون و هو ما يدعو الى الاستمرار في توجيه الاستثمارات وتمويل مشروعات جديدة و تعميم استخدام التكنولوجيات المتطورة بما يؤسس للانتقال الى مرحلة جديدة من استخدام طاقة أكثر نظافة بالمنطقة.


و أشار الوزير الى التطور و الزخم الكبير في منطقة شرق المتوسط خلال السنوات القليلة الماضية في ظل اكتشاف احتياطيات هائلة من الغاز  بالمنطقة والتي كان لمصر نصيب موثر فيها من خلال اكتشاف حقل ظهر اكبر كشف في منطقة بحر المتوسط والتي يعد علامة مهمه في تاريخ الاكتشافات بالمنطقة ومؤشر مهم علي إمكانية تحقيق المزيد من الاكتشافات وحافز قوي علي تعزيز الاستثمار في هذا النشاط في شرق المتوسط .


وأضاف ان شرق المتوسط حوض غازي عالمى ويتمتع بإمكانيات هائلة من الطاقة تمكنه من ان يعد حافزا لدعم التعاون الإقليمي في المنطقة ويفتح افاقاً واسعة للتعاون وإقامة شراكات جديدة وتكامل بين الدول والأسواق. 


وأشار إلى أهمية الدور المصري في المنطقة حيث ان مصر كدولة متوسطية تعد اكبر سوق للغاز الطبيعي في افريقيا وشرق المتوسط وأكثرها جاهزية و سرعة للقيام بدور حيوي في تجارة الطاقة العالمية وتدفق الامدادت بين الدول ومن ثم تعزيز الروابط التجارية والاقتصادية فمصر لديها مفاتيح اقامة مركز إقليمي فعال للبترول والغاز يدعمها البنيه التحتية القوية والموقع الاستراتيجي وخبرات متراكمه في صناعة الطاقة تجعلها قادره علي الاستغلال الأمثل للإمكانات الموجودة في منطقة شرق المتوسط وأضاف ان طموح مصر للتحول الى مركز إقليمي للطاقة يتطلب جهوداً ضخمة مشدداعلي التزام مصر لبلوغ هذا الهدف بالعمل علي عدة محاور علي كافة الأصعدة مشيراً الي ما تم اتخاذه من إجراءات فعلية علي الصعيد الداخلي والصعيد التكنولوجي والاستثماري وعلي الصعيد السياسي في دعم التعاون مع دول الجوار وحيث أطلقت مصر مبادرة لإنشاء منتدى غاز شرق المتوسط منذ عام واحد والذي يضم سبع دول متوسطية ومقره القاهرة والذي يعد أليه فاعله للحوار والتعاون بين الدول في كافه مراحل صناعه الغاز الطبيعي في شرق المتوسط مؤكدا ان الدول الاعضاء تجمعها نفس الاهداف بغرض تحقيق المصالح والمنافع المتبادلة من خلال هذا التكامل الاقليمي.


وأضاف الوزير في ختام كلمته أن التعاون في مجال الطاقة في حوض المتوسط يأتي في مقدمة أولويات الدولة المصرية خلال السنوات المقبلة، وان مصر لا تتواني عن بذل المزيد من الجهود المشتركة مع الدول المتوسطية لإقامة سوق طاقة مستقر ومستدام بالمنطقة يسهم في تحقيق تكامل اقتصادي وتعزيز السلام والاستقرار إقليميا وتحقيق الرفاهية لشعوب المنطقة.


ومن جانبه أكد منصف حربي رئيس المنظمة ان مصر لها دور رائد في مجال الطاقة بالمنطقة وستلعب دور هام تجاه التحول في مجال الطاقة في القارة  الأفريقية وحوض المتوسط و لديها تسهيلات  وبنية اساسية لانتقال الطاقة من الدول المنتجة الى الدول المستهلكة مشيرا الى ان المؤتمر يهدف مناقشة أفضل الممارسات في مجال الطاقة باستخدام التكنولوجيا المتطورة و تحقيق أقصى استفادة ممكنة من البنية التحتية المتوفرة لدى دول المنطقة.


حضر المؤتمر الجيولوجي أشرف فرج وكيل أول الوزارة للاتفافيات والاستكشاف والمهندس عابد عز الرحال الرئيس التنفيذي لهيئة البترول والمهندس أسامة البقلي رئيس الشركة القابضة للغازات الطبيعية والمهندس محمد عبد العظيم رئيس شركة جنوب الوادي المصرية القابضة للبترول وأعضاء المرصد.


جدير بالذكر أن مرصد المتوسطي للطاقة يعد منصة للحوار المتبادل في مجال الطاقة لدعم التعاون بهدف تطبيق أفضل الممارسات في منطقة البحر المتوسط وتضم في عضويتها 30 شركة في كبريات الشركات العاملة في مختلف مجالات الطاقة تمثل 16 دولة من دول حوض البحر المتوسط .