"صيادين السويس" رحلة البحث عن الرزق وسط الأمواج لاصطياد الأسماك (صور)

محافظات

أرشيفية
أرشيفية


حكايات وقصص وأساطير عن أبطال حقيقيون يعيشون وسط الأمواج والبحار هم صيادين السويس الذين يبدوأ رحلتهم من ميناء الاتكة بحثًا عن الرزق وسط الأمواج لاصطياد أفخر أنواع أسماك البحر الأحمر وخليج السويس وتتعالى أنغام السمسمية والأغاني التراثية للسويس "هيلا هيلا وأحنا السوايسه الصيادين والبحر الأحمر بحرنا وكله على الله" وهكذا يبدأ الصيادين يومهم في وسط البحار وفي الظلام فى عز الشتاء كي يستمتع المواطنين بكافة المحافظات بالسمك السويسي.

وتبدأ رحلة الصيد بعد فك الشيمات وتنطلق المراكب الجر والشنشلة وكل صياد يقف على مكانه في المركب وشد الشباك وتجهيز الثلج والثلاجة لكي يتم تخزين بها الأسماك الطازجة ويقوم ريس المركب بتوجيه المركب والطاقم الخاص به لخط السير المسموح له في التصريح وتيم تسجيلها عبر أجهزة الاتصال "GPS" بعيدًا عن المسار المائي الخاص بالسفن التجارية المتجهة لقناة السويس، أو المبحرة جنوبًا، ولتلافي الاصطدام بالجزر الغارقة أو حطام عائمات ابتلعها البحر. 

وهناك مراكب تقضي الصيد بالأيام وهناك من يستمر بالشهر أو أكثر لاصطياد الأسماك والجمبري والكابوريا وتصل مراكب الصيد في الثامنة صباحًا إلى رصيف ميناء الأتكة ثم تعرض الأسماك في مزاد، يبدأ بالسعر الذي يحدده وكيل المركب وفقًا لنوع السمك وحجمه، أغلب الصفقات تتم بالتراضي بين التجار، باستثناء الطاولات التي تحوي سمكتين أو 3 فهي أنواع فاخرة كبيرة الحجم، وتغري عيون التجار قبل الزبون. 

تصل الأسماك طازجة، لا تزال تحتفظ برائحة مياه البحر تنفض عنها الماء بالخطأ في حركة خفيفة ترفض فيها أن تفارق الحياة، عيونها لامعة، تكسوها طبقة شفافة خفيفة مما يسميه تجار الأسماك "الزبد".

في التاسعة يتنافس التجار في رص الأسماك على الثلج المجروش، محاولين جذب زبائن الصباح الذين يحضرون لشراء السمك الطازج قبل أن تقلب فيه يد غيرهم من المشترين. 

وقال محمد علي تاجر أسماك في السويس، أن تاجرته في بيع الأسماك مهنة وراثه من جده ثم والده ثم انتهى بيه المطاف ليكمل مسيرة عائلته المعروفة في المحافظة بيع الأسماك. 

وأضاف "علي" أنه يعمل في تاجر الأسماك منذ 25 عامًا، لافتًا أن تعمل هذه المهنة عندما كان يعمل مع والده وعمره لا يتجاوز 10 سنوات في حلقة السمك الغريب القديمة بحي السويس.

وأشار "علي"، أنه كان حريص عقب الانتهاء من تأدية الخدمة العسكرية إلى العمل في مراكب الصياد والذهاب معاهم في الرحلات الطويلة، لافتًا أنها من أفضل الفترات التي قضها في حياته ثم استقر إلى تجارة الأسماك.

وقال عبدالرؤوف محمد، تاجر إن بعض الأسماك الشعبي تباع بسعر منخفض مع بداية الموسم الحالي، مقارنه بسعرها الموسم الماضي، رغم زيادة تكاليف الصيد، وأرجع ذلك إلى قلة الطلب على الأسماك الفاخرة، وانخفاض الكمية التي كان يشتريها الزبون الذي يقُبل على الشعبي. 

ويشتري تاجر الأسماك أنواع فاخره وأخرى متوسطه الفئة، ومعها الأسماك الشعبية والتي يقل سعرها عن 40 جنيه للكيلو بحسب وصف عبدالرؤوف، ويوضح أنه يلجأ في بعض الأحيان الى تقديم السمك الشعبي هديه "بطلع كيلو الشعور الحر صيد سنار بـ 120 ومعاه كيلو شخرم" يوضح حسين السيد أن فكرة عروض الهدايا بدأت الموسم الماضي مع ارتفاع الأسعار وانخفاض حركة البيع، لكنها انتشرت بقوة خارج الحلقة هذا الموسم حتى لا يتحمل التاجر قيمة بلاطات الثلج قيمة الواحدة 12 جنيه لحفظ 5 كيلو سمك اشترها بسعر أقل من 60 جنيها، كما أنها لن تكون طازجة مثلا كانت قبل يوم. 

داخل الحلقة يضع عدد كبير من التجار بضاعتهم على طاولات في الطرقات، لجذب الزبون المتجول في الشوارع يبحث عن الأسماك بسعر منخفض، وهناك أصحاب محال في الشوارع القريبة من مدخل الحلقة تقدم الأسماك الفاخرة، مثل الشعور والهامور والناجل والكوشر والأنواع كبيرة الحجم لكن الطلب عليها كان محدود.