رغم مرضه قاد سريته.. قصة بطل ملحمة الدبابات في الدفرسوار

أخبار مصر

البطل محمود عبد الستار
البطل محمود عبد الستار


يذخر تاريخ مصر منذ فجر التاريخ بأسماء مشرفة من المحاربين الذين سطروا أروع آيات البطولة والفداء في سبيل رفعة الوطن وكرامة المصريين وتاريخ مصر الحديث ملئ بخيره المحاربين الذين عبروا بمصر لبر الأمان في ملحمة العزة والكرامة أكتوبر ١٩٧٣.

التقت بوابة "الفجر" البطل الفقيد "محمود عبد الستار" قبل وفاته بشهور قليلة وهو أحد أبطال معركة "الدفرسوار" التي لقن فيها الجيش المصري العدو الصهيوني درسا في الفداء والتضحية وكانت تلك المعركة فاصلا هاما في حرب أكتوبر المجيدة، استطاع فيها المحارب المصري أن يثبت أنه قادر على الدفاع والزود عن أرضه مهما بلغت التضحيات.

بعيون لم تفقد بريق الحماسة روي البطل" محمود عبد الستار" ملحمة البطولة التي قدمها أبطال قادة الدبابات والمدرعات، فقال "نجحت في اختبارات كلية الشرطة قبل حرب أكتوبر بسنوات ورغم ذلك تقدمت لاختبارات الكلية الحربية ونجحت فيها أيضا إلا أنني فضلت الأنضمام إلى الجيش المصري في ذلك الوقت إنطلاقا من مسئوليتي الوطنية تجاه وطني الذي كان يستعد لحرب العزة والكرامة".

وتابع " محمود عبد الستار": فور تخرجي من الكلية الحربية قبل الموعد المحدد تم اختياري للخدمة في سيناء قبيل حرب أكتوبر المجيدة في ذلك الوقت وخضنا معارك فاصلة وحاسمة بالدبابات وقتها، تيقن فيها العدو أننا عدو لا يستهان به وأننا عازمون على إسترداد كرامتنا وكرامة المصريين مهما كلفنا الأمر.

"رزقني الله بجنود أوفياء لا يعرفون المستحيل"، بتلك الكلمات وصف البطل محمود عبد الستار جنوده الذين كان يرأسهم وقال " كانوا أصدقاء وأخوه لي قبل أن يكونوا جنود وحرصت على تزويدهم بكل الخبرات العسكرية التى تعلمتها في الكلية الحربية في ذلك الوقت وكانوا مثالا للتضحية والشرف والفداء ".

وتابع البطل" محمود عبد الستار": رغم مرضى الشديد قبل الحرب بساعات إلا أنني لبيت نداء الواجب وابلغني القائد بعدها أن القيادة السياسية صدقت علي خطة العبور، وتم اختياري قائدًا لسرية الدبابات التي ستهجم علي منطقة الدفرسوار، وبالفعل عبرنا بعد الضربة الجوية والمدفعية، وتخطينا الحاجز المائي بمدرعتنا حتي أصبحنا علي الضفة الشرقية من القناة، وحينها لم نتمالك أنفسنا من زهوة النصر والعبور".

واقتحم البطل محمود عبد الستار بسريته منطقة الدفرسوار في ذلك الوقت، ودخل في معركة دبابات مع قوات صهيونية، وباعداد كبيرة هي الأكبر في تاريخ الشرق الأوسط وقتها، وحطم العشرات من المدرعات والدبابات المعادية، حتي أصبح النيل منه مطلبًا من القوات الإسرائيلية التي كبدتها خسائر فادحة في تلك النقطة.

وقال "محمود عبد الستار" أثناء تقدمنا في للقضاء مجموعة مدرعة ظهرت أمامنا قررت أن اتولي القيادة من أعلي الدبابة حتي أوجه باقي الدبابات للطريق الصحيح، وهنا استغل العدو الفرصة وأصابني بوابل من النيران، حتي أصبت في قدمي بطلقة نافذة فقدت علي إثرها قدرتي علي الحركة".

واستطرد "اخرجني الجنود من الدبابة غارقنا في الدماء، لا استطيع الحراك وجعلوا المدرعة ساترًا لي ورفضوا تركي، وبعد أن قمت بتعنيفهم والاصرار علي تركي والاستمرار في القتال، انطلقوا ليكملوا المهمة حتي حطموا باقي الدبابات المعادية، وعدت زاحفًا للخلف حتي وصلت لنقطة مدفعية التقطتني لتعيدني لتلقي العناية الطبية".

وأضاف البطل قائلا "خضعت لأكثر من عملية في قدمي وأثناء توجدي في المشفي مع زملائي المصابين، كان الأهالي يقدمون لنا الملابس الجديدة والطعام المنزلي والورود والهدايا يوميًا، وفور استشفائي تم استدعائي للخدمة بإدارة المخابارت الحربية والاستطلاع وعلي الرغم من أن إصاباتي تجاوت ال ٥٠ ٪ من جسدي إلا أنني فضلت أن أخدم بلدي حتي الرمق الأخير من عمري، وتوليت مناصب قيادية أخرى في إدارات مختلفة بالقوات المسلحة قدمت فيها خدمتي بصدق وتفان".