أكاديمي بجامعة عدن لــ "الفجر": هناك تلكؤ من قبل الحكومة الشرعية اليمنية في تنفيذ اتفاق الرياض (حوار)

تقارير وحوارات

الدكتور عبدالله صالح
الدكتور "عبدالله صالح عبيد"


◄الحكومة الشرعية مخترقة في كل مكوناتها
◄الفساد والفاسدين في بلادنا يمارسون أبشع أنواع الفساد جهاراً نهاراً
◄اتفاق الرياض لم يتم تنفيذ بنوده باستثناء عودة الحكومة
◄هناك تلكؤ من قبل الحكومة الشرعية في تنفيذ اتفاق الرياض

كشف الأكاديمي الجنوبي الدكتور "عبدالله صالح عبيد" أن اهتمامه بالسياسة إبتدأ بعد الوحدة، حيث أكد بأن أصعب موقف سياسي في حياته كان الهزيمة في حرب ١٩٩٤ ، حيث اجتاحت القوات الشمالية الجنوب ودمرت كل جميل فيه، كانت هزيمة سياسية وحياتية قاسية بكل المعاني.

وأوضح في حواره لــ "الفجر" بأن الحكومة الشرعية اليمنية مخترقة في كل مكوناتها، من مكتب الرئيس إلى أصغر موظف فيها، لصالح قوى الإخوان والقوى الإرهابية الأخرى.

وإليكم نص الحوار:-

◄ ماذا عن الأوضاع بعد عودة الحكومة الشرعية اليمنية للعاصمة المؤقته عدن؟

لا جديد يذكر منذ عادت الحكومة إلى عدن، بل نستطيع أن نقول إن الوضع ازداد سؤا، في الجانب الاقتصادي ازداد ضعف العملة المحلية بالنسبة للعملات الأخرى وهذا يعني زيادة الأسعار وازدياد الفقر الذي ينؤ تحت ثقله المواطن لاسيما محدودي الدخل واختفاء الطبقة المتوسطة، أمنيا ازدادت الاغتيالات للكوادر وخصوصا الأمنية، وعلى صعيد اتفاق الرياض لم يتم تنفيذ بنوده باستثناء عودة الحكومة، وهناك تلكؤ من قبل الحكومة الشرعية في تنفيذ الاتفاق، وخروج عن التزمين المتفق عليه. هذا يوصل بالضرورة إلى زيادة التوتر في المجتمع والبلد بشكل عام، وربما يوصل إلى ما لا تحمد عقباه. 


◄ ما هو سبب التباطؤ أو التلكؤ في تنفيذ بنود اتفاق الرياض؟

والله ليس هناك من سبب محدد بعينه، الحقيقة أن الحكومة الشرعية مخترقة في كل مكوناتها، من مكتب الرئيس إلى أصغر موظف فيها، لصالح قوى الإخوان والقوى الإرهابية الأخرى ولا ننسى قوة نفوذ دول معينة من المنطقة كأيران وتركيا وقطر، التي اخترقت الرئاسة الشرعية وهي تحمل مشاريع  مناوئة للمشروع العربي، كل هذه القوى لا تريد للبلاد الاستقرار، لذلك تستخدم كل أدواتها التابعة لها، لإفشال الإتفاق الذي يمكن له أن ينقل البلاد إلى مستوى أفضل، يمهد للحل السلمي الكامل للقضية اليمنية. 

◄ ما هو المطلوب فعليا من الحكومة الشرعية حسب الإتفاق؟

مطلوب منها أن تمتلك إرادتها وان تحرر قرارها السياسي والسيادي من قبضة القوى المهيمنة عليها، وأن تمتلك النية الصادقة في العمل لتنفيذ اتفاق الرياض، والأهم أن تخرج البلاد من هذا المستنقع الذي غمست فيه البلاد والعباد، ووصلت فيه إلى وضع كارثي بشهادة كل المراقبين الدوليين والمنظمات الدولية. 

◄ ماذا عن خطوات الإنتقالي في حالة عدم رضوخ الشرعية لتنفيذ بنود للاتفاق الرياض؟

في تقديري المتواضع أن بقاء البلاد في هكذا أوضاع سيؤدي إلى مزيد من الكوارث، وإذا استمر أداء الحكومة الشرعية بنفس هذا الأداء فالكارثة آتية لا محالة، وهنا لابد للانتقالي من الإمساك بزمام المبادرة وان يشكل حكومة طوارئ من كوادر مقتدرة على أرض المحافظات المحررة تقوم بإدارة مصالح الناس وتأمينهم من الفوضى..شاء من شاء وأبى من أبى. 


◄ ما دور المجلس الإنتقالي الجنوبي في القضاء على الفساد بعدن.. وما هي الإجراءات التي اتخذها؟

للأسف الشديد نقول بأن الفساد والفاسدين في بلادنا يمارسون أبشع أنواع الفساد جهارا نهارا، وعلى مرأى ومسمع الحكومة الشرعية، دون مقاومة من قبل من مناط بهم محاربة الفساد، أريد قول أن الفساد هنا مشرعن، ولم يسلم منه حتى مؤسسات الإغاثة الدولية منها والمحلية، من موقعه الحالي المجلس الإنتقالي، الحامل السياسي للقضية الجنوبية ليس بمقدوره قانونيا ممارسة دوره المحاسبي، لكنه بكل تأكيد يمارس دوره الرقابي، المسألة هنا مرهونة بإنتقال المجلس الانتقالي من مربعه الحالي إلى موقع من يمسك زمام السلطة وإدارة المحافظات الجنوبية وهو ما لم يحدث بعد، ونأكد هنا أن الشعب قد منحه التفويض الكامل، ربما لم تنضج الأمور بعد لذلك، لكنني اتوقع ان يحدث ذلك إذ لا تحتاج البلاد لفوضى أكثر مما هي عليه، وآن الأوان أن يتحقق ذلك. 


◄ كيف سعى حزب الاصلاح لتدمير ماحققه التحالف والنخب والأحزمة الأمنية؟

بالنسبة للنخب والأحزمة فهي تقوم بدورها على حسب المتاح لديها من الإمكانيات وتشكر على ذلك الدور، وهي في أدائها تحتاج للخبرة التي تكتسبها مع الوقت، حزب الإصلاح حزب يمتلك إمكانيات كبيرة، واستطاع من موقعه كشريك في السلطة للمؤتمر الشعبي أن يحقق اختراقات معينة هنا وهناك خلال ربع قرن، الناس عرفت الإصلاح وسياساته، وأصبح من الصعب عليه استخدام ورقة الدين لدغدغة مشاعر الناس، حاليا هو منبوذ شعبيا، امتلاكه للقوة حدث من خلال دعم التحالف له خلال الأربع السنوات الماضية وهذا سبب تجدد نشاطه. 


◄ ما هي رسالتك للحكومة الشرعية اليمنية؟

والله يا ريتهم سيستمعون لي لأنهم يعيشون بعيدا ، نقول لهم الشعب في أدنى درجة على سلم تطور البشرية وفي كل المجالات، قليلا من الخجل أن وجد لديكم، ربما  تصحى الضمائر الميتة. 

◄ كيف دمر حزب الإصلاح الجنوب؟

كما دمر الإخوان مصر أبان حكم مرسي، مع إدراك الفارق الزمني لسيطرتهم في مصر وهنا.  

◄ ما هو حل الأزمة اليمنية؟ 

حل الدولتين والعودة إلى وضع ما قبل ٢٢ مايو ١٩٩٠،دولة في الشمال ودولة في الجنوب، هذا الحل هو المنطقي للأزمة، وكل ما يثار من زوابع ومشاكل ستؤول إلى حل الدولتين وكما يقال تطول الفترة أو تقصر فالحل هو الدولتين. 

◄ ماذا تريد ايران من اليمن ولماذا اليمن خاصة ؟

الموقع الجيوستراتيجي، الثروة النفطية والغازية ميزتان منحهما الخالق لليمن ومن هنا تبدأ الحكاية، طبعا وجود المذهب الزيدي وسيطرته على اليمن، لا سيما بعد حرب ١٩٩٤ كان الذريعة للتدخل الإيراني، يجب أن نعترف أن نظام عفاش قد مهد لذلك ومنذ وقت مبكر، ولعلكم قد سمتعوا عفاش في،  واحدة من آخر مقابلاته المتلفزة وهو يرحب بالتحالف مع إيران، حين قال :مافي مشكلة نتحالف مع ايران. هناك جذور موجودة على الأرض للتدخل الإيراني في اليمن. 


◄ ماذا عن فتوي هيئة علماء اليمن بشأن الجنوبيين ؟

تكفيرنا نحن كجنوبيين موضوع قديم فقد كفرونا منذ ١٩٩٠ حين اعترض بعضهم على الوحدة متسائلين كيف نتوحد مع الشيوعيين ونحن مسلمين.. ومنذ ذلك الحين ونفس الفتوى تتكرر وآخرها في٢٠١٥ وما تلاها من سنوات. نحن شعب مسلم ونعرف اننا أقرب إلى الإسلام منهم. 

◄ ماذا عن مستقبل قضية الجنوب؟.. وقرائتك للمشهد؟

نأمل خيرا في المستقبل، حين نتذكر بدايتنا في الحراك منذ ما قبل ٢٠٠٧ ونرى ما وصلت إليه قضيتنا، في وقتنا هذا نشعر باقترابنا من هدفنا، قضيتنا عادلة وتؤيدها كل النواميس الإلهية والوضعية، شعبنا له مزايا انه شعب حر لا يقبل الضيم، وهذه لوحدها تكفينا للإطمئنان إلى أن هدفنا المتمثل في دولتنا المستقلة قريب منا، أكثر من أي وقت مضى، نأمل أن لا يخذلنا الآخرين، لدينا المجلس الأنتقالي يقود المسيرة بقيادة السيد الرئيس عيدروس الزبيدي الذي أشعر أنه رجل ذو مصداقية هو بقية رجاله، ونأمل له الثبات والصمود والتغلب على ما يعترضه من الصعوبات.. ونتمنى للمجلس الجرأة و التوفيق والسداد واحتواء الأغلبية من أبناء الجنوب بقدر الإمكان.

◄ ماذا يحدث في عدن الآن  بعد عودة الحكومة من اتفاق الرياض؟

لا شئ.. وجودها أو عدم وجودها سيان، هذا رأيي الشخصي لا أشعر بفارق سوى أن الأمور تسير نحو الأسوأ.