مي سمير تكتب: 10 مجهولين يحكمون العالم من وراء العروش

مقالات الرأي



مذيع ومتطرف يمينى يرسمان سياسة ترامب.. ومستقبل الصين مرهون بيد صديق الرئيس

ضابط يهدد ملالى إيران.. ومحترف شائعات يدعم إمبراطورية بوتين

خلف "ميركل" رجل أقوى منها


لدى زعماء مستشارين شخصيين ومساعدين يثقون فيهم، ما يتيح لهؤلاء لعب أدوار بارزة وخطيرة وراء الكواليس، دون محاسبة لأنهم لا يملكون مناصب تسهل محاسبتهم ولكنهم يتحكمون فى صانع القرار نفسه وهذه ليست جريمة، نادراً ما يتمتع هؤلاء اللاعبون بأى شهرة، فلا أحد يعرف المستشارين السريين الذين اعتمد ولا يزال الرؤساء الأمريكيون عليهم بشكل كبير إذ كان رونالد ريجان يستعين ببعض الشخصيات الغريبة منهم منجم شخصى.

1- الولايات المتحدة

يعتمد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على استشارة مجموعة من الشخصيات منهم جاريد كوشنر، زوج ابنته، وتاكر كارلسون، مقدم البرامج فى محطة «فوكس نيوز».

ترى جريدة الجارديان البريطانية أن هناك 10 شخصيات سيشكلون أحداث العام الجديد بفضل السلطة التى يتمتعون بها من وراء العروش.

أما ستيفن ميلر، فهو أحد الموظفين المجهولين فى البيت الأبيض، وهو ما حماه من عمليات التطهير التى أسقطت شخصيات بارزة كانت بجانب ترامب مثل ستيف بانون وجون بولتون.

ومع ذلك، يبدو أن السياسى الشاب ميلر، 34 عاماً، والذى يشغل رسمياً منصب مستشار رئاسى كبير مسئول عن الهجرة، يستحوذ على أذن وعقل ترامب.

يقال إن ميلر لعب دوراً حاسماً فى صياغة حظر ترامب للمهاجرين من الدول الإسلامية وفى فكرة بناء جدار على الحدود الأمريكية المكسيكية.

يتهم المعارضون ميلر بترويج الأفكار اليمينية المتطرفة، وطالبت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين باستقالته منذ أيام ويؤكد الحزب الديمقراطى أن ميلر غير مؤهل للخدمة بأى صفة فى البيت الأبيض، ولكن ترامب تجاهل هذه الانتقادات ويحرص على بقاء ميلر بالقرب منه.

2- روسيا

فى روسيا يعمل سوركوف، وفق الأوراق مستشاراً رئاسياً مسئولاً عن شرق أوكرانيا، ولكن نفوذه الحقيقى يمتد إلى أبعد من ذلك بكثير، ولذا يطلقون عليه «الكاردينال الرمادى للكرملين».

ظهر سوركوف، بجانب الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مع صعود الأخير إلى السلطة عام 1999 وكان نائباً لرئيس الوزراء حتى عام 2013، وبصفته كبير الأيديولوجيين فى الكرملين، صاغ مصطلح «الديمقراطية السيادية» التى تدعم بوتين من خلال نظام سياسى منفتح ظاهرياً لكنه خاضع فى الوقت نفسه لسيطرة طبقة حاكمة.

يُنظر إلى سوركوف، الذى لديه ميل مسرحى، كممارس ماهر لفنون الدعاية السوداء، بما فى ذلك الحركات الاجتماعية المدارة على مراحل، وحملات التأثير، والأخبار المزيفة.

3- فرنسا

الجميع يعرف تأثير برجيت على زوجها إيمانويل ماكرون، رئيس فرنسا، ولكن الحقيقة أن سيدة أخرى صاحبة السلطة الأقوى عليه وهى سيبيث ندياى رغم أن وظيفتها المعروفة شرح السياسات الحكومية بصفتها كبير المتحدثين باسمها ومنذ ترقيتها فى أبريل الماضى، أصبحت رمزا وداعية بارزة لفرنسا الشاملة والمتسامحة والسخية التى وعد بها ماكرون عند انتخابه.

ولدت ندياى فى داكار بالسنغال وحصلت على الجنسية الفرنسية، وهاجمها اليمين المتطرف بسبب اختيارها للملابس ذات الألوان الزاهية، ولكن بصفتها أول امرأة من أصول إفريقية تحتل منصب المتحدث باسم الحكومة، تحولت إلى رمز لمحاولة ماكرون للعودة من جديد للتواصل مع المواطنين الفرنسيين بعد عام من الاحتجاجات فى الشوارع.

4- الهند

يشغل دوفال، المعروف باسم «جيمس بوند الهند»، منصب مستشار الأمن القومى لرئيس الوزراء القومى الهندوسى ناريندرا مودى، ومساعده الذى يدير ملفات الأمن والشئون الخارجية.

وتحول دوفال لأيقونة فى بعض الأوساط بفضل خلفيته فى عالم الاستخبارات ومكافحة الإرهاب والتجسس، خصوصاً فى كشمير والبنجاب وشمال شرق الهند.

ووفقاً لبعض الروايات، عمل دوفال كجاسوس فى الصين وميانمار وباكستان، وعندما خشى من كشف هويته الهندوسية بسبب أذنيه المثقوبة، أجرى عملية تجميل لإخفاء هذا الجرح.

تعرض دوفال لانتقادات بسبب آرائه المتشددة، والمعروفة باسم «عقيدة دوفال»، خاصة بشأن كشمير، حيث لعب دوراً رئيسياً فى إنهاء الوضع الخاص لكشمير فى وقت سابق من هذا العام، ويجادل دوفال بأن الأخلاق الشخصية ليس لها مكان فى العلاقات الدولية.

5- السودان

ظهر محمد حمدان دقلو، المعروف بـ«حميدتى» كقائد لقوات الدعم السريع فى السودان، سرعان ما اتضح أنه رقم مهم فى إدارة الأمور فى السودان خصوصاً فى المفاوضات مع قوى المعارضة والثورة حول تقاسم السلطة بعد الثورة ضد الرئيس السابق عمر البشير.

فى 21 أغسطس الماضى، انتقلت السلطة ولكن إلى مجلس يشغل حميدتى عضويته.

6- ألمانيا

يعرف قليلون فى ألمانيا أن بيتر التماير أقوى رجل فى برلين، ويرجع ذلك لحرصه على القرب من المستشارة أنجيلا ميركل، أقوى امرأة فى أوروبا.

ومنذ انضمامه إلى البوندستاج فى عام 1994، شغل التماير، عضو حزب الاتحاد الديمقراطى المسيحى، منصب وزير البيئة، ورئيس المستشارية، ويشغل حالياً منصب وزير المالية، وباعتباره أحد الوسطيين ساعد ميركل فى إدارة أزمة الإنقاذ اليونانية والحفاظ على سياستها المفتوحة المثيرة للجدل بشأن اللاجئين السوريين.

مع اقتراب نهاية حكم ميركل، لا تزال سيطرة التماير على المشهد السياسى الألمانى قائمة حيث يتمتع بعلاقة قوية مع أنيجريت كرامب كارنباور خليفة ميركل فى رئاسة الحزب.

7- إيران

يعتبر قاسم سليمانى أحد أهم أقوى الشخصيات فى الشرق الأوسط إذ أنه أحد قادة الحرس الثورى الإيرانى، وقائد قوة القدس المسئول عن العمليات الإيرانية السرية فى الخارج، والذى أشعل النيران فى 5 عواصم عربية على الأقل.

يلعب سليمانى دوراً رئيسياً وخفيًا فى الوقت نفسه فى العديد من الملفات منها سيطرة بشار الأسد على سوريا، حرب المتمردين الحوثيين بالوكالة مع المملكة العربية السعودية فى اليمن، تسليح الميليشيات الشيعية الموالية لإيران فى لبنان وأماكن أخرى، المواجهة البحرية مع الولايات المتحدة فى الخليج، أو مسألة من يحكم العراق.

وبعد فشل محاولات الولايات المتحدة الأمريكية لاغتياله، يبدو أن الجهة الوحيدة القادرة على التصدى لسليمانى هى القيادات الدينية فى طهران والحريصة على إحباط طموحاته السياسية التى ينكرها فى كثير الأحيان.

8- تركيا

المتهور رجب طيب أردوغان، رئيس تركيا، يتحكم فيه شخص آخر أكثر تهوراً وهو إبراهيم كالين، كبير المستشارين والمتحدثين باسم الرئيس التركى وبالنظر إلى خلفيته المثيرة للإعجاب كمحلل أكاديمى وفكرى، يطلق على كالين «عقل أردوغان».

تعتبر أوروبا وأمريكا أردوغان، حليف متهور ومثير للجدل، كما أنه ديكتاتور يشكل تهديدا لحلف الناتو خاصة بعد إقدامه على غزو سوريا وشراء الصواريخ الروسية، ولكن كالين يقدم صورة أخرى لهذا الرجل بشكل أكثر جاذبية، وبمهارة.

9- الصين

قليلون يعرفون أن مكانة ليو هى، نائب رئيس الوزراء الصينى وكبير المفاوضين التجاريين مع الولايات المتحدة، جاءت لأنه كان زميل دراسة وصديق حميم لشى جين بينج، رئيس الصين القوى، فى مدرسة «بكين 101» المتوسطة فى أوائل الستينيات.

فى أعقاب صعود شى إلى قمة الحزب الشيوعى، دخل ليو، وهو خبير اقتصادى تلقى تعليمه فى جامعة هارفارد، المكتب السياسى فى عام 2017، وفى ظل المنافسة السياسية التى تشهدها كواليس الحكم فى الصين، نجح ليو فى تخطى كل العقبات السياسية، ووصفه الرئيس شى ذات مرة بأنه «مهم جداً بالنسبة لى».

ولكن ليو يحتاج لكثير من الحظ إذا كان يريد منع اندلاع النزاع التجارى مع الولايات المتحدة، حيث خفف الاتفاق الجزئى الذى تم التوصل إليه أوائل ديسمبر من حدة الأزمة، إذ لا تزال السلع الصينية خاضعة للتعريفات الأمريكية بمقدار 360 مليار دولار مما يعنى أن الاقتصاد الصينى يعانى.

10- كوبا

ميجيل دياز كانيل، رجل لديه واحدة من أصعب الوظائف فى العالم وهى إدارة المسار المستقبلى لكوبا فى حقبة ما بعد فيدل كاسترو. ورغم أن كانيل يشغل منصب رئيس كوبا، ولكن القوة الحقيقية فى هذه الدولة اللاتينية هو من يشغل منصب رئيس الحزب الشيوعى. كانيل هو أول زعيم يقود كوبا لا ينتمى لعائلة كاسترو منذ عام 1959، ومع ذلك، قد يفتقر كانيل، وهو شخص حزبى تكنوقراطى، إلى الكاريزما والقوة التى تمتع بها أسلافه الأكثر شهرة كما عليه أيضاً التعامل مع إرث عائلة كاسترو، والذى يتضمن علاقة متدهورة مع الولايات المتحدة.