العقوبات على إيران تغير سلوك الميليشيات (تقرير)

عربي ودولي

بوابة الفجر


دعمت إيران الميليشيات الإرهابية في عدة بلدان لتبسط نفوذها الفارسي، سواء كان من تحت الطاولة أو ظاهراً للعلن، لكن في نهاية الأمر لا يطال تلك البلدان الا الخراب وتدهور الأوضاع والفساد على جميع الأصعدة فيها، فإيران لا تدخل في شيء إلا يكون الدمار حليفه.


الأمر الذي سئمته الشعوب العربية، وبدا ذلك واضحاً وجليًا في العراق حيث انطلقت فيها مظاهراتها في يوم 1 أكتوبر لعام 2019 تحت مسمى "ثورة تشرين" احتجاجاً على تردّي الأوضاع الاقتصادية وانتشار الفساد الإداري والبطالة، منددين بالتدخل الإيراني في العراق، معبرين عن غضبهم بحرق العلم الإيراني وحرق القنصلية في النجف، تلك المظاهرات التي راح ضحيتها الآلف من القتلى والجرحى من الشعب العراقي. 


وعلى الرغم من سوء تصرف إيران بتدخلاتها بالبلدان التي لا تريد من ورائها الا خيرات أراضيها دون النظر لحال الشعوب فيها، الأمر الذي زاد سوءًا بعد العقوبات التي فرضتها أمريكا بشأن الاتفاق النووي الإيراني التي شملت قطاعات في غاية الدقة والحساسية بالنسبة للاقتصاد الإيراني وقلصت إيرادات النفط والغاز والنقل النظام المصرفي ليتلقى الاقتصاد الإيراني أشد ضربة منذ تأسيس النظام الإيراني.  

وقد وضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران أمام خيارين "إما تغيير السلوك أو انهيار الاقتصاد" إلا أن المسؤولين الإيرانيين أخذتهم العزة بالإثم إلا أن فضحت وضعهم لغة الأرقام لارتفاع الأسعار وصرف العملة مما أثار غضب الشارع الإيراني نفسه. 

تلك التراكمات كانت سبب في خلق حالة خوف في صف ميليشيا الحوثي في اليمن, التي هاجمت تظاهرات الشعب العراق وتبنى خطاب الإعلام الإيراني، واتهام العراقيين المتظاهرين بتنفيذ "مؤامرة" وحذر الإعلام الحوثي من أن استمرار التظاهرات العراقية لن يجعلها تتوقف في العراق وستشمل لاحقاً كل دول محور المقاومة.

وتعمدت وسائل الإعلام الحوثية استخدام لغة التهديد والتخويف للشعب اليمني الواقع تحت سيطرتهم من الخروج للتظاهر وتكرار المظاهرات العراقية.

 وعلق الكاتب والناشط اليمني همدان العلي بقوله: "أي انتصار يحققه أبناء العراق في سبيل تحرير بلادهم من الهيمنة الإيرانية، هو انتصار لنا نحن في اليمن، ويساعدنا ذلك في تحرير بلادنا من أذيال هذه الدولة الكهنوتية العنصرية المارقة".  

وتطغى بالوقت الحالي حالة من الاحتقان والغضب الصامت والغليان الذي يسبق مرحلة الانفجار، في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، بفعل الهيمنة الإيرانية عبر أذرعها على الأوضاع السياسية والأمنية والمعيشية التي ضاعفت متاعب اليمنيين، مما جعل ميليشيا الحوثي تلجأ للحالات السلمية والتسليم لما فرضته منظمة الأمم المتحدة في اتفاقية استكولهم، التي كان الحوثي يرفضها ودأب سابقاً بإفشال جميع بنودها, لكن تغير الوضع في الوقت الحالي وأخذ يسلم بها وينفذها على استحياء.