د.حماد عبدالله يكتب: أخر إبداعات الدكتور "الخشت"
وقع فى يدى خطاب موجه إلى وكلاء كليات جامعة القاهرة "للدراسات العليا والبحوث" ، يفيد بقرار مجلس جامعة القاهرة برفع رسم تحصيل إستخدام المكتبة العامة للجامعة للزيارة مبلغ "عشرة جنيهات" بدلاً من "خمسة جنيهات" يدفعها الطالب الزائر للمكتبة ، والتى يتوقف زيارتها على هدف أساسى هو الإطلاع والمراجعة والقرائة ، والإستزادة من العلوم ، والفنون والأداب المتوفرة فى مراجع تحتويها تلك المكتبة العظيمة .
والشيىء اللافت للنظر أن "القرائة للجميع" هى شعار الدولة وشعار الجامعات والمدارس وحتى ( الكتاتيب) زمان !! فنحن أهل العلم والنخبة ندفع بكل الطرق الشباب للعودة إلى القرائة والإطلاع وزيارة المكتبات , بل سياسة الدولة نحو نشر المكتبات فى ربوع البلاد وإتاحة القرائة للجميع.
وفى هذا الإتجاه أنشئت مكتبة الأسرة ومكتبة القرية والمكتبات المتحركة من خلال "قصور الثقافة" فى الواحات والقرى والنجوع ، ونسعد جميعاً حينما نرى شاب يمسك بالكتاب أياً كان هذا الكتاب.
وفى ظل كل ذلك نجد قرار من الدكتور "الخشت" الذى يدعى بـأنه أول رئيس جامعة يتولى منصبه فى جامعة " القاهرة" أقدم جامعات الشرق الأوسط بل أول جامعة أهليه فى مصر.
يدعى هذا الرجل أنه صاحب أول تطوير حقيقى يحدث فى جامعة القاهرة, وكأنه أبدع من السبل والوسائل ما جعل الجامعة تجىء فى المركز الخمسمائة الأوائل فى العالم !! ولم يحدد فى أى رقم تحتله جامعة القاهرة من الخمسمائة جامعة على العالم ،ويحضرنى أننى قد رأيت الدكتور عثمان الخشت (رئيس جامعة القاهرة) لأول مرة وجهاً لوجه ، فى عشاء لمجموعة " الفرسان" برئاسة الدكتور" زاهى حواس" وهذه المجموعة تضم نخبة محترمة من المصريين ، ولم يستطع الدكتور "الخشت" الذى كان متحدثاً فى هذه الأمسيه إلى هذه المجموعة ,أن يسعد الحاضرون بما قاله حيث لأكثر من ساعه أخذ يسرد فى بطولاته داخل أروقة الجامعة !! وإنه أول رئيس جامعة يرفع من شأنها !! ناسياً أن كل الحاضرون أقل واحد فيهم حصل على درجه الدكتوراه أو كان صاحب منصب رفيع فى الدوله ,بل فى الأقليم مثل الأستاذ "عمرو موسى " على سبيل المثال وليس الحصر .
ونسى الدكتور "الخشت" أن الكرسى الذى يعتليه قد تشرف بإعتلائه كل من الأستاذ الدكتور "لطفى السيد" حتى الدكتور "جابر نصار" , أساتذه عظماء تشهد لهم مصر والمنطقة العربية والعالمية بالريادة .
وأخيراً وقع هذا الخطاب فى يدى وهو ,دليل كبير على عدم وجود رؤية لدى الدكتور " الخشت " تتوازى مع توجه الدوله المصرية فى دفع الشباب بل والكبار للقرائة, فنجد أنه يزيد من أسباب تعثر الأقبال على المكتبات العامة , ومكتبة جامعه القاهرة خاصة, وبالقطع أن العشره جنيهات التى وضعها رسوم لزيارة المكتبة, برفع القيمه بنسبه 100% على شباب هم فى أشد الإحتياج للإعانة وللمساعدة وخاصه طلاب الجامعات المصرية , فهو قرار ينم عن عدم رؤيه ,وينم عن جهل شديد بدوافع الدوله المصرية ,نحو الثقافة والعلم والإستزادة منهم ,من خلال إتاحة الفرصة ( مجاناً ) للشباب للقرائة والإستزادة من مكتبة عامة أنشئت فى جامعة كانت قد أنشئتها السيدة / فاطمة هانم بنت الخديوى إسماعيل , متبرعة بكل ما تملك من أجل إنشائها ,كأول جامعة أهليه فى مصر .
عيب يا دكتور "خشت" أرجو أن تعيد النظر وأن يعيد النظر أيضاً مجلسك الموقر فى "جامعة القاهرة" فى هذا القرار المعيب !!
ولا أعلم كيف يقبل بهذا القرار عمداء و وكلاء الكليات بل وأساتذة جامعة القاهرة المحترمين !! يا خسارة !!
