كيف صعد كريستيانو رونالدو بمنتخب البرتغال سلم المجد؟
بعد عقود طويلة فشلت فيها أجيال متعاقبة ومتميزة للكرة البرتغالية، في انتزاع أي لقب للمنتخب البرتغالي، أحكم رفقاء كريستيانو رونالدو قبضتهم على الساحة الأوروبية من خلال لقبين كبيرين متتاليين في غضون ثلاث سنوات فقط.
ورفع الآلاف من مشجعي المنتخب
البرتغالي أعلام بلادهم في مدرجات استاد "دراجاو" بمدينة بورتو البرتغالية
في التاسع من يونيو الماضي خلال مباراة فريقهم أمام المنتخب الهولندي في نهائي
دوري أمم أوروبا.
وأحرز المنتخب البرتغالي
لقب النسخة الأولى من بطولة دوري الأمم ليؤكد الفريق هيمنته على الساحة الأوروبية ويبرهن
عمليا على تفوق الجيل الحالي عن أجيال عديدة سابقة.
وفي الدقيقة 60 من المباراة
أمام هولندا، سجل جونزالو جويديس هدفا للمنتخب البرتغالي وحافظ الفريق على هذا التقدم
حتى صافرة نهاية اللقاء ليبدأ البرتغاليون احتفالهم بالعيد الوطني الذي صادف اليوم
التالي مباشرة (العاشر من يونيو).
وقبل ثلاثة أعوام، فاز
منتخب البرتغال بقيادة المدرب فرناندو سانتوس بلقب كأس الأمم الأوروبية (يورو
2016) بفرنسا ولكن النجم الكبير كريستيانو رونالدو لم يستطع المشاركة لأكثر من دقائق
قليلة في المباراة النهائية أمام الديوك حيث خرج مصابا.
ومهما قيل عن أن كرة القدم
لعبة جماعية، ما من أحد في البرتغال يستطيع أن ينكر تأثير رونالدو في رفع مستوى الفريق
من مرحلة المنافسة إلى مرحلة التتويج بالبطولات.
ويستحوذ رونالدو على الرقم
القياسي لكل من عدد المباريات الدولية وعدد الأهداف لأي لاعب في تاريخ المنتخب البرتغالي
برصيد 164 مباراة و99 هدفا.
لكن الفوز بهذا اللقب الأوروبي
في بورتو وأمام الجماهير التي يعشقها رونالدو لم يكن كافيا للاعب الفذ فلم يظهر النجم
الشهير أي رغبة أو نية لاعتزال اللعب.
وقال رونالدو مهاجم يوفنتوس
الإيطالي: "لم يمر موسم واحد لعبت فيه بشكل سيئ. الأرقام تتحدث عن نفسها على مدار
16 عاما.. ما الذي يمكنني فعله أكثر من هذا؟ هل أستحق هذه الجوائز؟ لا أعلم هذا، يمكنكم
أن تقرروا".
وخلال المرحلة النهائية
من بطولة دوري أمم أوروبا، سجل رونالدو ثلاثة أهداف (هاتريك) رائعة قاد بها الفريق
للفوز 3 / 1 على نظيره السويسري في المربع الذهبي ليتأهل الفريق البرتغالي بجدارة إلى
المباراة النهائية التي لم يقدم فيها نفس المستوى في مواجهة المنتخب الهولندي لكنه
قاد الفريق لمنصة التتويج.
وعقب الفوز بلقب دوري الأمم،
كان المنتخب البرتغالي مطالبا بانتفاضة قوية في التصفيات المؤهلة ليورو 2020 بعدما
استهل مسيرته في التصفيات بتعادلين متتاليين مع أوكرانيا سلبيا ومع صربيا 1 / 1.
وقاد رونالدو انتفاضة الفريق
في التصفيات حيث حقق معه الفوز في خمس من المباريات الست المتبقية له في مجموعته بالتصفيات
وكانت الخسارة الوحيدة للفريق في التصفيات أمام نظيره الأوكراني الذي تصدر المجموعة
عن جدارة.
وهز رونالدو الشباك في
جميع المباريات الست حيث أحرز 11 هدفا من بين 21 هدفا سجلها الفريق في هذه المباريات
ليلعب الدور الرئيسي في تأهل البرتغال ليورو 2020 ووضع قدمه على أول طريق الدفاع عن
اللقب الأوروبي الغالي.
وسبق لفيرناندو سانتوس
المدير الفني للمنتخب البرتغالي أن وصف رونالدو بأنه "عبقرية كروية" ويمكنه
البقاء في الملاعب بقمة مستواه لثلاث أو أربع سنوات أخرى.
وما زال اللقب الوحيد الكبير
الذي لم يحرزه رونالدو هو لقب كأس العالم مع منتخب بلاده علما بأنه سيكون في السابعة
والثلاثين من عمره عندما يحين موعد كأس العالم 2022.
ولا يرجح أن يعتبر رونالدو
هذا السن عائقا أمام مشاركته وقد يعمل على إنهاء مسيرته الكروية من خلال مونديال
2022.
وقال رونالدو، في تصريحات
للتلفزيون البرتغالي إنه ما زال يمتلك "الحافز" للعب مع المنتخب ولكنه اعترف
بأنه لن يستمر للأبد.
وأضاف: "سيأتي يوم
لا أستطيع فيه اللعب للمنتخب البرتغالي، ولكن ما زالت أمامي سنوات عديدة".
ورغم هذا، يبدو أنه عندما
يأتي هذا اليوم سيكون لدى المنتخب البرتغالي العمق القوي والكافي الذي يمكن من خلاله
التعامل في غياب رونالدو حيث يمتلك الفريق حاليا مجموعة من اللاعبين الشبان المتميزين
مثل المدافع روبن دياز 22/ عاما/ وجويديس 23/ عاما/ وجواو فيليكس 20/ عاما/.
كما لا يزال حارس المرمى
روي باتريشيو في الحادية والثلاثين من عمره ويمكنه اللعب بشكل جيد لسنوات عديدة قادمة.
وهناك أيضا الساحر برناردو
سيلفا 25/ عاما/ الذي توج مع مانشستر سيتي الإنجليزي بثلاثة ألقاب في الموسم الماضي
ثم توج مع المنتخب البرتغالي بلقب دوري الأمم ووقع عليه الاختيار كأفضل لاعب في البطولة.
