خبير عن دمج "الآثار والسياحة": مميزات كبيرة وتحديات ضخمة

أخبار مصر

خالد العناني
خالد العناني


قال الخبير الأثري الدكتور عبد الرحيم ريحان، إن مطلب دمج وزارتي الآثار والسياحة هو مطلب قديم، وقد طالبنا به عدة مرات حيث يحمل ذلك الدمج عدة مميزات للقطاع الأثري والسياحي على حد سواء.

مميزات وتحديات في ملفي السياحة الثقافية والدينية
وأضاف عبد الرحيم في تصريحات خاصة للفجر إن الميزة الأولي لهذا الدمج هو الترويج الكبير الذي ستشهده السياحتين الدينية والثقافية حيث إن أغلب المناطق السياحية التي تمتلكها مصر تتنوع بين هذا النوعين إما أنها سياحة ثقافية مثل أغلب المواقع الأثرية المصرية، أو السياحة الدينية مثل مسار العائلة المقدسة، فهذا الدمج سيساعد على سرعة القرارت وتوحيد الخطط في شأن الارتقاء بهذا الفرعين الأساسيين من العمل السياحي، حيث يمثل هذا النوع من السياحة التحدي الأكبر أمام الوزير.

تنشيط السياحة الثقافية محليًا وعالميًا
وأشار، إلى أن الدمج سيساعد على تنشيط السياحة الثقافية عالميًا أيضًا وليس محليًا فقط، فبعد أن نجحت مصر في الترويج للسياحة الثقافية من خلال الاكتشافات الأثرية المتلاحقة، والتي جعلت اسم مصر يتردد في كل المحافل الدولية والمناسبات العالمية دون استثناء، ووصلت الاكتشافات الأثرية بحدود الإشغال لما حققناه في 2010، مؤكدا أن هذا الدمج سيساعد على الرواج السياحي والثقافي على مستوى العالم وليس في مصر فقط فكل أثر مصري هو قيمة عالمية استثنائية، وهذا هو التحدي القادم، أن نصل بالسياحة المصرية للعالمية الكاملة، ونحقق نسب إشغال تتجاوز الحالي.

المعارض الخارجية للآثار
وتابع عبد الرحيم، أن هذا الدمج سيساعد في الترويج للمعارض الخارجية للآثار وفي كل المستويات والتي حققت نجاحًا ملموسًا خلال المعارض السابقة سواء معرض الملك توت عنخ آمون والذي يجوب أوروبًا حاليًا، وحقق زيارات لم ترد في مخيلة أحد، وكذلك معرض الآثار الغارقة في أمريكا والذي حقق رواجًا ملموسًا، مما يعني أن العالم متعطش للسياحة الثقافية وليس للترفيهية وفقط، وهذا التعطش أصبح تحديًا جديدًا حيث أصبح من اللازم تجهيز كل المواقع الأثرية الثقافية لتكون أمكان سياحية بالدرجة الأولى، مما يعني توفير البنية السياحية لكل موقع من شارات ودعم لوجستي ممثل في الخدمات المحيطة بالموقع.

الأثريون المهرة والترويج السياحي
وأضاف، أن من الميزات أيضًا التي سنستفيد منها في القطاعين هنا، هو استغلال الأثرييين المتخصصين والمهرة في اللغات في العمل السياحي بالترويج الدعائي الخارجي، فالأثريين المتخصصين الذين يمتلكون اللغة من الممكن تشكيل مجموعات منهم للتحدث عن الآثار بطلاقة في مختلف دول العالم. 

توحيد البرنامج الدعائي
ومن مميزات أيضًا دمج الوزارتين قال ريحان إنها تتمثل في توحيد البرنامج الدعائي، وذلك سيحقق فائدتين، التركيز في المحتوى والمضمون حيث سيشرف عليه خبراء متخصصون من الآثار، وكذلك التركيز في المظهر والشكل والترويج حيث سيشرف عليه خبراء متخصصون في التسويق السياحي، وهو ما سيؤدي لضغط النفقات وتوجيهها لمسارها الصحيح، وهو ما يمثل تحديًا جديدًا ينتظر الوزير لتحقيقه.

وأضاف: ولا يخفى على أحد أن دمج الوزارات المتعلقة بالعمل السياحي في وزارة واحدة، يعمل على ترويج وتنشيط العمل السياحي، فدمج السياحة والآثار ولطيران يجعل رحلة السائح كلها تحت سيطرة وزارة واحدة وليست متشعبة بين عدة وزارات، وأغلب الدول العربية والأوروبية ملفي السياحة والآثار مرتبطين ببعضهما البعض.

زيادة إيرادات وزارة الآثار
واختتم الدكتور عبد الرحيم ريحان الخبير الأثري كلماته للفجر قائلًا إن الدمج سيعمل بشكل مباشر على زيادة إيراد وزارة الآثار وزيادة الداعمين للملف، فمثلًا هيئة التنمية السياحية لما ترتبط بالوزارة سيكون ذلك له عائد ضخم على مواردها، ولا يمثل الدمج عبئًا كما يعتقد البعض لكثرة الهيئات، فكل هيئة تحت إدارة الآثار والسياحة تكون مستقلة بسلطات وزير، مثلما يحدث في وزارة الثقافة، فلدينا المجلس الأعلى للآثار تحت قيادة، وهيئة تنشيط السياحة كذلك، وهيئة التنمية السياحية، وهيئة المتحف الكبير، وهيئة متحف الحضارة، فكل هيئة من هذه الهيئات تحت قيادة مستقلة لها سلطات مطلقة، ووزير الآثار والسياحة هو المنسق بينها وبين القيادة السياسية فينتظم العمل في شكله الأمثل.