صحيفة أمريكية: حزب أوغلو الجديد يهدد أردوغان وشعبيته

عربي ودولي

أردوغان وأوغلو
أردوغان وأوغلو



كشفت الصحيفة الأمريكية "نيويورك تايمز"، مساء اليوم السبت، عن قرب نهاية حقبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، معللة هذه التوقعات بتراجع شعبيته إلى أدنى مستوى وخسارته الضخمة في الانتخابات البلدية السابقة، وتشكيل رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، حزباً جديداً يستهدف جذب جماهير أردوغان المحافظين، الأمر الذي قد يلحق ضرراً كبيراً بفرص إعادة انتخابه للرئاسة.

ويمثل انفصال داود أوغلو عن الرئيس أردوغان، الذي كان في يوماً ما أقرب حليف له، تحدياً مباشراً ضد الرئيس التركي؛ حيث يتعهد أوغلو بالعودة إلى المبادئ والمثل العليا الأصلية لحزبهم القديم.

ووسط هتافات وصافرات حشد كبير من المؤيدين في قاعة احتفالات بالفندق في العاصمة التركية أنقرة، وكشف داود أوغلو النقاب عن حزب المستقبل، قائلاً: "المستقبل هو أمتنا، المستقبل هو مستقبل تركيا"، مطالباً أنصاره ألا يركزوا على آلام الانقسامات السابقة، بل على توحيد وتأمين الحقوق للجميع في المستقبل.

وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن حليفاً ثانياً مقربا لأردوغان ووزيرا سابقا، هو علي باباجان، استقال أيضاً من حزب العدالة والتنمية، الذي يقوده أردوغان، ويستعد لإعلان حزبه الجديد في غضون أسابيع وفق أنصاره.

وبحسب ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، لن يهدد هذ الانشقاق أردوغان على الفور، لأنه جمع قوته الشخصية مع انتقال البلاد العام الماضي إلى نظام رئاسي مدة ولايته الحالية تمتد إلى 2023، ولكن هذه التحركات تمثل أول انشقاق رئيسي داخل الحزب الحاكم، ويمكن أن تقوض فرص أردوغان في الاحتفاظ بالسلطة.

وفي هذا السياق، قال علي بيرموجلو وهو أكاديمي وكاتب عمود له علاقات وثيقة بالحزب: "سوف يؤثرون سلباً على حزب الرئيس التركي، وقد يتسبب المنافسان في إعادة تنظيم التصويت المحافظ من يمين الوسط، والذي كان موالياً لأردوغان".

وتابع بيرموجلو: "كما سينضمون إلى مجموعة من أحزاب المعارضة، التي نجح تحالفها التكتيكي في هزيمة أنصار الرئيس التركي بخمس من أكبر مدن البلاد في الانتخابات المحلية في وقت سابق من هذا العام، بما في ذلك أنقرة وإسطنبول، وأعلن خصومه أن خسارة إسطنبول، مسقط رأس أردوغان وقاعدته السياسية، هي بداية نهاية هيمنته على السياسة التركية منذ 18 عاماً".

وتابعت الصحيفة: "لقد شهد أردوغان انخفاضاً في شعبيته إلى أدنى مستوى في ثلاث سنوات مع انهيار العملة والركود الاقتصادي، الذي ضرب تركيا قبل 18 شهراً من اختبار قيادته، وأظهر استطلاع للرأي أجري حديثاً انخفاض شعبيته إلى 33% من 41% في يوليو 2018، وهو المستوى الذي يضعه في كفاح؛ لتأمين أغلبية الأصوات اللازمة لإعادة انتخابه للرئاسة".

وأضافت: "لقد أعطى توغل الجيش التركي في سوريا في أكتوبر، والذي كان يحظى بشعبية أردوغان، دفعة مؤقتة في استطلاعات الرأي، لكن تقييماته انخفضت مرة أخرى؛ حيث عانى الأتراك من المصاعب الاقتصادية وزاد الاستياء من عدم المساواة الاقتصادية المتزايدة".

وأكد داود أوغلو، في إعلانه للحزب الجديد يوم أمس الجمعة، على رفضه للنظام الرئاسي المعمول به حالياً، داعياً للعودة إلى نظام برلماني وسيادة القانون وحرية التعبير.