أثري يكشف مفاجأة عن "فيلم أخناتون": متوقف فقط على التصوير.. فهل من منتج؟

أخبار مصر

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


لم ينجب التاريخ المصري القديم شخصية مثل أخناتون حيث وصفه البعض بالنبي والبعض بالمهرطق، والبعض الآخر بالفيلسوف، فهو شخصية أحدثت انقلابا مدويًا على التقاليد القديمة، وانقلاب على قواعد الفن واللغة في مصر القديمة، فهو شخصية واجهت فكر شعب بأكمله، وأصر علي ذلك. 

قال مجدي شاكر كبير أثريين بوزارة الآثار، للفجر، ن بداية ظاهرة الملك أخناتون كانت في التقاطه لإلهًا قديمًا في الديانة المصرية القديمة، وهو الإله آتون، وغير من شكل هذا الإله، وجعله ربًا ليس له فقط، وليس لشعبه فقط، وإنما للعـالم أجمع، وهو ربًا صالحًا لكل زمان ومكان، وصور إلهه علي هيئة قرص الشمس الذي تتدلي منه أشعة ضوء علي هيئة خيوط تنتهي بأيادي تمسك علامة الحياة، ودائما في صوره تمتد هذه الأشعة لتناله هو وعائلته بالعناية.

تابع شاكر: وضع أخناتون اسم إلهه آتون في خراطيش، وهذه الخراطيش كانت تضم أسماء ملوك مصر، وكأنه أراد أن يقول بأن إلهه "ملكًا على كل الآلهة التي يؤمن بها الناس، ولأن أرض مصر لوثت بالآلهة اختار لإلهه مكانًا آخرًا لم يلوث ولم يدنس باسم أحد من هذه الآلهة وهاجر إليه بالدين الجديد، وكان هذا المكان في موضع متوسط بين الأقصر عاصمة مصر وبين منف عاصمة مصر الإدارية، وأطلق على هذا المكان اسم "أفــــق آتون" في العمارنة في المنيا.

وأضاف أن أخناتون كان يكره كهنة آمون ويعتبرهم مجموعة من المنافقين الذين يستفيدون باسم الإله آمون، وعندما تولى العرش اعتبرهم وإلهاهم أعـداء له، ولم يكن متسامحًا معهم ولا مع إلهاهم، ومحا اسم وصورة الإله آمون من أي معبد يصل إليه، وغير أخناتون اسمه من "آمون - حتب" إلى أخ - ن- آتون" أي المفـيد للإله آتون، وعطل العمل بكل معابد مصر كي يجعل إلهاه هو الإله الأوحد، ولم ينس أن يمح كلمة نترو أي الآلهة.

وأشار مجدي شاكر أن أفكار أخناتون عن الديانة والآلهة كانت متجددة وسـابقة لعصره، فالإله لا يجعل من البشر وسـطاء والتعاليم الدينية لا يكتبها مجموعة من الكهنة، فكانت التعاليم تنزل عليه في هيئة رؤية أو تجليات، وبمجرد أن يتجلى له رؤية الإله يقوم بكتابة التعاليم التي أعطاها له، ولذا فانه سجل أنشودة وترانيم آتون بنفسه وطلب تسجيلها في معابد الإله آتون ومقابر المؤمنين به، وفكرة أخناتون عن المعابد اختلفت عما سبقوه، فمعابد الآلهة لا يوضع فوقها أسـقف فالعلاقة بين الإنسـان وربه الكائن في السماء لابد أن تكون مفتوحة لا يحدها سقف أو وسيط.

لذا فنحن أمام حالة لم تكرر – والكلام لشاكر- فقام بتغير الإله والعاصمة وشكل المعبد وألغى الكهنوت وألف أناشيد خاصة، كذلك قصه حبه الشهيرة لنفرتيتى والتي أذهل جمالها هتلر ووقع في حبها وصمم على أن تكون رمزا للهوية الألمانية وأن يبقى تمثالها في ألمانيا.

وأضاف: "عندما رأيت الكل مهتم بمسلسل طومان باى وقيام إحدى الدول منذ سنوات بإنتاج مسلسل عن سيدنا يوسف عليه السلام، ورغم أخطائه الكبيرة نحج ناجحًا مدويًا ومازال يعرض ونشاهده، كما قامت هوليود بإنتاج كثير من الأفلام عن حضارتنا التي تجذب العالم وتبهره مثل المومياء وكليوباترا وغيرها، ولأننا في السنوات الأخيرة بدأ المصريون يهتمون بالآثار والتاريخ وذلك لقيام الدولة بافتتاح وإنشاء الكثير من المتاحف وحرص رئيس الدولة على القيام بذلك بنفسه كذلك كثرة الكشوفات الأثرية وحسن التغطية الإعلامية لها والأهم أن هناك حدث يراقبه وينتظره العالم كله وهو افتتاح المتحف المصري الكبير في الربع الأخير من عام ٢٠٢٠". 

وقال شاكر: "وجدت إنه من المناسب إنتاج فليم يواكب هذا الحدث الهام مع أوبرا توت عنخ آمون التي يتم الإعداد لها الآن فلم أجد أفضل من العبقري المخرج شادي عبدالسلام مخرج فليم المومياء، والذى كتب سيناريو عن هذا الملك ورسم المشاهد في اسكتشات، واختار الممثلين، حيث قيل أنه اختار أبطاله أيضًا، فقيل أحمد زكى وسعاد حسني وقيل محمود ياسين وقيل محمد صبحي الذي مثل مشاهد بالفعل منه وبنى جزء من الديكور في مدنية الإنتاج وبدأ في إنتاجه وصمم الديكورات المهندس العبقرى صلاح مرعي ورفض شادي قيام أى جهة أجنبية بتمويل الفيلم وصمم أن يكون الإنتاج مصريًا ولكن لتكاليف الإنتاج الكبيرة وإحجام القطاع الخاص عن ذلك توفي صاحب الفكرة وتبرع أحد أصدقائه بجزء من الاسكتشات والديكور في مكتبة الإسكندرية وجزء عند أخته في شقتها في الزمالك وذكر كذلك انه أوصى بأن يقوم المخرج الياباني كيرو ساوا بالإخراج.  

وأكد أن الفيلم حاليًا ملك شركة إكسير مستأجرة ستوديو مصر، وتقريبًا جميع الإكسسوارات اللازمة للديكور جاهزة وموجودة بمخازن الاستوديو، وكان مشرف على تخزينها المرحوم الفنان صلاح مرعي، ولكن لا أعرف سببًا مقنعًا للتأخير عن البدء في التصوير غير أنه مكلف إنتاجيًا والعائد المادي قد يكون غير مرض.

وفي نهاية تصريحاته قال شاكر إنه نظرًا لأن الدولة ممثلة في قواتنا المسلحة ساهمت في إنتاج فليم الممر وحقق نجاحا ومكسبًا كبيرًا وخلق وعي كبير لدى الشباب لذا أدعوا الدولة لتتدخل لإنتاج مثل هذا العمل ليواكب هذا الحدث الهام كما أناشد كل الأجهزة بأن يرى هذا الفيلم النور في مناسبة افتتاح المتحف الكبير خاصة أن كل شيء جاهز سيناريو ومشاهد مرسومة وديكور ويمكن الاستعانة بأحد الممثلين العالميين لتنفيذ ذلك ويكون إنتاج ضخم يواكب الحدث.