في تذكار نقل جسده.. تعرف على الراهب الذي حمل المسيح على كتفيه

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


تحيي الكنيسة القبطية الارثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم السبت، تذكار نقل جسد الانبا بيشوى إلى ديره في منطقة واي النطرون.

وبحسب كتاب التاريخ الكنسي ( السنكسار )، ولد الانبا بيشوى في عام 320 م في بلدة شنشنا في محافظة المنوفية بدلتا مصر وقامت والدته التقية بتربيته – بعد وفاة والده – مع أخوته الستة، وكافئها الله على حسن تربيتها لهم بأن أرسل ملاكه إليها واختار ابنها بيشوي ليكون خادما للرب طول أيام حياته.

وترهبن هذا القديس في عام ٣٤٠ من الميلاد، ولقبته الكنيسة ب"الرجل الكامل _ حبيب مخلصنا الصالح"، حيث تتلمذ علي يد القديس الأنبا بموا تلميذ القديس مقاريوس الكبير، وصار أخا روحيا للقديس يوحنا القصير صاحب شجرة الطاعة، الذي غرس عصا جافة طاعة لمعلمه الأنبا بموا فنمت وصارت شجرة مثمرة ببركة طاعته.

وكلمة بيشوي تعني باللغة القبطية " سامي _ عادل ".

وكان هذا القديس في صلاته يربط شعر رأسه بحبل مدلي من سقف مغارته لأعلي لكي يستيقظ إذا نام، ويواصل صلاته، لهذا الأمر يلقب "حبيب مخلصنا الصالح". 

ولشدة حلاوة الصلاة والتأمل في الله كان ينسى الطعام المادي لعدة أيام مستعيضا عنه بالطعام الروحي من صلاة وتأمل وقد كان كل من يتقابل معه يمتلئ بالسلام والسعادة والطمأنينة ويعود فرحا سعيدًا حتى انضم إليه جمع غفير بلغ حوالي2400 شخص، عاشوا حياة السعادة الدائمة تحت إرشاده، وسكنوا في مغارات منتشرة في الجبل كما كانوا يحيطون بالأنبا بيشوي مثل النحل حول الشهد (كما ورد في المخطوطات القديمة).

ومن تواضعه كان يغسل أقدام الغرباء والزائرين دون أن يعرف من هم أو حتى ينظر إلي وجوههم، وكان يحب أولاده الروحيين، ويعاملهم كأب حنون، كما كان يبكي على الخطاة مثال أرميا النبي، حتى تلقب بالأنبا ييشوي الأرامي.

وفي 15 يوليو 417 م توفى ودفن في منية صقر بأنصنا ( عند ملوي حاليا). وبعد ثلاثة شهور توفى القديس الأنبا بولا الطموهي في 7 بابة الموافق 17 أكتوبر ودفن بجواره حسب رغبتهما، ثم نقل البابا يوساب الأول (البطريرك 52) (830 – 849 م) جسده إلي ديره بوادي النطرون في عام 841 م.

ويشار الي ان هذا القديس قد تنبأ لتلاميذة وابناءه الرهبان بأن المسيح سيأتي علي حافة الجبل فخرج كل الرهبان لمقابلة المسيح إلا ان كان هناك راهب فقير عجوز غير قادر علي التحرك وكان يطلب من الرهبان الصاعدين علي الجبل لمساعدته الا ان كل واحد منهم رفضوا مساعدته وتركوا، وخلال مرور الانبا بيشوي عليه فرأه هذا الراهب العجوز فحمله علي كتفيه وهو صاعد به شعر الانبا بيشوي بأن وذن هذا الرجل لم يعد ثقيلا وارشده الروح بانه يحمل السيد المسيح نفسه فقام هذا القديس بغسل ارجل المسيح وقال له المسيح من الان جسدك لن يرى فسادا وتركه وصعد، ثم شرب الانبا بيشوي من الماء الذي غسل به ارجل المسيح وللوقت اتى إليه احد تلاميذه وقال له المسيح لم يأتي بعد كما قيل فطلب منه الانبا بيشوي بان يشرب من هذا الماء فرفض هذا الراهب وفي لحظة اختفى الماء من الاناء، فقص له الانبا بيشوى عما حدث فبكى هذا الراهب بكاء مرا نادما علي رفصه الشرب من هذا الماء المقدس.