حرب التوطين.. أردوغان والأكراد على صفيح ساخن وخبير يكشف ما وراء الكواليس (تقرير)

عربي ودولي

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان


يتواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان متحدثاً بوجه مكشوف عن الشمال السوري، بما يعكس حقيقة تدخله الصريح في الأراضي السورية، بعدما أعلن عن إرادته في توطين مليون شخص في مناطق الأكراد.

خطط التوطين

وكشف أردوغان في تصريحات له مع التلفزيون الرسمي (TRT) بمدينة إسطنبول، إن بلاده تهدف لتوطين مليون شخص في المنطقة الآمنة شمالي سوريا، خاصة المناطق الآمنة بين تل أبيض ورأس العين

آلاف الأشخاص

وذكر إمكانية توطين 530 ألف شخص في المنطقة الممتدة بين مدينتي المالكية ورأس العين بمحافظة الحسكة، و405 آلاف بين مدينتي رأس العين وتل أبيض بمحافظة الرقة، مبيناً أن خطة تركيا تتضمن تشييد مستشفيات ومدارس ومبان حكومية في المنطقة الآمنة، وذلك في مقابلة أجراها، الاثنين 9 ديسمبر 2019.

تركيا وقادة أوروبا

وقال أردوغان أنه أطلع زعماء الدول في الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الأسبوع الماضي، على خطط تركيا حيال الشمال السوري، مبينا أن هذا تم الاتفاق عليه من قبل قادة بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، خلال القمة الرباعية الأخيرة في لندن.

نقل المواطنين فعلياً

وخلال الأسبوع الماضي، بدأت القوات التركية في تنفيذ عمليات نقل المواطنين إلى تل أبيض، حيث انطلقت سيارات الأسبوع الماضي، بعد تسجيل أسماء الراغبين في الانتقال، وتم نقلهم من جرابلس إلى الحدود مع تركيا ثم إلى تل أبيض بصحبة ممتلكاتهم وأغراضهم، بحجة أنهم يعودون إلى مناطقهم الأصلية عبر تركيا.

السيطرة على 120 كم

وكانت تركيا سيطرت على منطقة حدودية واسعة بطول نحو 120 كيلومتراً في أكتوبر الماضي بين مدينتي تل أبيض ورأس العين، بعد شنها عملية عسكرية بمساعدة الفصائل السورية الموالية لها واستمر الهجوم أسابيع، ضد المقاتلين الأكراد، لكنه توقف بعدها أسابيع.

المعارك مستمرة

وعلى الرغم من توقف العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا في مناطق الأكراد مؤخراً بعد وساطة أمريكية واتفاق مع روسيا نص على انسحاب المقاتلين الأكراد من المنطقة الحدودية وتسيير دوريات مشتركة فيها، إلا أن القوات التركية تخوض معارك مع قوات سوريا الديمقراطية، وسيطرت على بلدات وقرى أخرى، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان. 

تحذيرات من خطط أردوغان

من جانبها حذرت "الإدارة الذاتية" الكردية في شمال وشرق سوريا، من الخطوات التركية، معتبرة أن أردوغان يعمل على مشاريع راديكالية بهدف خلق الفوضى، وتغيير هوية المناطق الأصلية عبر ممارساتها في التغيير الديمغرافي.

كارثة حقيقية

كما انتقدت صمت الأمم المتحدة، موضحة أن تركيا تسعى إلى تغيير هوية المناطق التي سيطرت عليها بشتى الوسائل، كما تعمل على توطين لاجئين ممن لديها الآن والبالغ عددهم أكثر من 3 ملايين لاجئ بالتنسيق مع الأمم المتحدة، الأمر الذي ينذر بكارثة حقيقية في المنطقة".

عودة السكان الأصليين

وفي تصريحات قوية، أكد مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية، أن ما أعلنه الرئيس التركي أردوغان عن بدء العمل بتوطين مليون شخص قسريا في مدينتي تل أبيض ورأس العين أمر خطير جدا، يهدف إلى توطين غرباء في هذه المدن، محملاً روسيا والولايات المتحدة مسؤولية  تغيير ديمغرافية المناطق التي احتلتها تركيا في شمال شرق سوريا، فيما دعا واشنطن وموسكو إلى تنفيذ التزاماتهما ووضع آلية لعودة السكان الأصليين.

تحذيرات ألمانية سابقة

وخلال العام الماضي وجهت كلاوديا روت، النائبة حالياً لرئيس البرلمان الألماني (بوندستاغ)، تحذيرات إلى الرئيس التركي أردوغان من نقل لاجئين سوريين من تركيا إلى شمال سوريا، وحذرت حينها من الهجوم التركي على عفرين، مؤكدة أنه يتنافى مع القانون الدولي.
وأوضحت حينها كذلك أن هناك تهديد بعملية إعادة ضخمة للاجئين والقيام بسياسة إعادة توطين عدوانية تحركها العرقية، معتبرة ذلك مخالفا للقانون الدولي.

طمعاً في الأموال

ويرى محمد حامد، المتخصص في الشأن التركي، أن إعلان الرئيس رجب طيب أردوغان عن توطين مليون لاجئ في المنطقة التي سيطر عليها في الشمال السوري، يأتي بهدف الحصول على أموال وذلك لتشغيل الشركات التي تعطلت نتيجة الأزمات الاقتصادية.

إنقاذ الاقتصاد 

وأوضح في تصريح خاص لـ"الفجر" أن أردوغان يحاول من خلال ذلك إنقاذ الاقتصاد التركي، لا سيما أنه سيستغل الشمال السوري في زراعة المحاصيل، وبناء العديد من الاستثمارات، طمعا في الحصول على الأموال.

مغازلة الداخل

ولفت إلى أن هذه الخطوات تأتي كوعود للشباب بالوظائف، لافتا إلى أن هذا كله يأتي كورقة سياسية في الانتخابات، مبينا أن أردوغان يحاول أيضا دعم رجال الأعمال الذين يساندونه، خوفا من تركهم الحزب وانضمامهم لأحزاب أخرى، قائلا: "أردوغان يحاول مغازلة الشباب ورجال الأعمال الذين تضرروا اقتصاديا بقوة".

تعميق الجراح

وبيّن أن سياسة "أردوغان" تجاه الأكراد، تعمّق الشرخ التركي الكردي أكثر فأكثر، كما سيعمل على زيادة الضغائن والأحقاد بين العرب والأكراد بسبب "دق الأسافين" التي تقوم بها تركيا واحتلالها للشمال السوري، متوقعاً عدم اشتعال حرب مستقبلية بين تركيا والأكراد.