أحمد جمال يكتب: محمد حماقي.. ع الهادي يا زبادي

الفجر الفني

حمقي
حمقي


على مدار أكثر من 30 عام، ينظر الجميع بتأمل وانبهار للتجربة الفريدة للنجم عمرو دياب، مع التساؤل عن كيفية حفاظه على وتيرة نجاحه في تصاعد مستمر كيف يمكن أن تسيطر على مستواك الفني كأحد أكبر نجوم الوطن العربي في الغناء لأكثر من ثلاث عقود متواصلة، فكان الرد دائما عصي على تقديم تفسير لذلك، حتى ظن البعض أن تجربة عمرو دياب ليس لها من سبيل للتكرار، ولكن الحقيقة المفرحة غير ذلك.


كجمهور مستمع لكل ما هو جديد من داخل وخارج مصر، نرغب دائما في أن نرى في عالمنا العربي أكثر من نموذج يناطح السحاب في نجاحه بشكل متواصل، ليس لفترة أو لمرحلة وحيدة، كما عشنا مع عمرو دياب وأيضا النجم الكبير محمد منير، والنجمة أنغام. والفنان الذي أكد على جدارته ليكون خير امتداد لهذا الجيل من العمالقة، ولتأسيس منظومة نجاح لا تقل عن الأسماء الكبيرة السابق ذكرها، هو بالتأكيد محمد حماقي.


كمستمع متحمس لحماقي منذ بداية ظهوره على الساحة، لاحظت مراحل تطوره في صناعة الفيديو كليب واختياراته العبقرية المتنوعة للتوزيع الموسيقي. كيف يمكن تجاهل هذا التطور المرعب الذي حققه هذا الفنان في أقل من 20 عام، جعله في مصاف أكبر كبار النجوم، ودفعنا للتنبؤ بأن راية الموسيقى في مصر في مان، إذا ما كان هناك أجيال جديدة تطلع لحماقي كرمز ومثل يحتذي به.


سنتحدث أولا عن سياسة حماقي في اختيار الكلمات، لم يسعى لاستقطاب أجانب لينقطهم العربية عنوة، لم يسعى لنطق الإنجليزية في كلماته حتى يظهر كا multi language artist، ولكنه سعى منذ البداية ببساطه لأن يعلم مستمعيه اللغة المصرية. نتذكر كم أحدثت من جدل جمل من أغنياته مثل "أخدنتي على مشمي وكنت راضي"، "سماوي والله"، "سجل يا سجل يا مدني"، وأيضا "مايني". 


ودفعت بعض هذه المصطلحات المصرية جمهور حماقي من خارج مصر للتساؤل عن معانيها والتعرف على أصول هذه الكلمات التي تعد ابتكارات مصرية أصلية. وتدرج حماقي في هدوء بالتقرب من قلوب وأذان الملايين، كون ما يقدمه مختلف بنسبة 100%، ودون أن يجبر أحد على ملاحظة هذا الاختلاف الذي كان فارضا لنفسه. وإذا ما تحدثنا عن الألحان والتوزيع الموسيقي، حماقي يسمع وكأنه يرى، فكل من يتابع تطورات الموسيقى بالخارج، يجد أن حماقي دائما ما كان متابع جيد، ذو نظرة مستقبلية مطورة. وعلى سبيل المثال، حدث أن هيمنت فترة من النوستاليجا على عدد كبير من الـ music producers، خارج مصر، وعاد أنماط موسيقى الثمانينيات للتوزيع الموسيقي في أعمال غنائية لموسيقيين عالميين مثل أديل و برونو مارس، في الوقت نفسه الذي قدم به حماقي نفس النمط في ألبوم "عمره ما يغيب".


أما عن الفيديوهات الموسيقية فحدث ولا حرج، وخاصة في الموضوعات الدرامية والرومانسية الهادئة، ليس هناك من هو أفضل من حماقي في الوقت الحالي في تقديم هذه الموضوعات في فيديو كليب، بداية من "وافتكرت"، ومرورا بـ "مابلاش"، وحتى "راسمك في خيالي". نجد دائما في هذه الفيديوهات أن خاطب حماقي قلوب المشاهدين قبل أعينهم فيما يقدمه من سيناريو مؤثر في الفيديوهات الموسيقية لأغانيه. وسط كل هذا، وعلى مدار السنوات الماضية، حقق حماقي ما حققه دون أن نرى منه ما نراه من غيره، فلم نسمع عن تكالبه على الجوائز الفردية، ولم نراه يتصنع المجد وينعت نفسه بالألقاب كا "نمبر وان".