"اتهامات متبادلة".. "الفجر" تنشر أسرار تهديدات قطر بالإطاحة برئيس إرتيريا

تقارير وحوارات

اسياس افورقي
اسياس افورقي


يستمر مسلسل كشف مخططات نظام الحمدين وتوالت فضائحه، ولكن تلك المرة من أقرب الحلفاء له في إفريقيا وهو النظام الإرتري بقيادة أسياس أفورقي، وهو النظام الذي يعمه الحمدين حين آوى العناصر المتطرفة ونسج العلاقات مع قطر وإسرائيل، حيث اتهم نظام أفورقي قطر بالسعي للإطاحة به، وتوالت الإتهامات بين البلدين.

بدأت سلسلة الإتهامات حين أعلنت وزارة الإعلام الإرترية في بيان أن رجل الدين المتشدد محمد جمعة افتتح مكتباً أوائل فبراير الماضي لتنظيم أنشطة سياسية وعسكرية وتدريبية مناوئة لأسمرة، ولفتت إلى أن قطر تمول هذه الأنشطة، موضحة أن فريقاً من الضباط القطريين بقيادة السفير القطري في الخرطوم راشد بن عبد الرحمن النعيمي يقومون بأنشطة لزعزعة استقرار ارتريا معتمدين على تنظيمات إرهابية.

بينما جاء الرد القطري مذكرًا أسمرة بقيامه بدعمها في عام 2017 لإعادة السلام مع جيبوتي، وتجديد اتفاقية السلام مع جيبوتي والتي أشرفت عليها قطر في عام 2010، وهو الوقت الذي كانت إرتريا عليها عقوبات دولية لإيوائها جماعة شباب المجاهدين المتطرفة والتابعة لتنظيم القاعدة.

اتفاق على الإرهاب
قال حامد العجب، القيادي بحركة 24 مايو الأرترية أن علاقة النظام الأرتري بقطر قوية للغاية، وهي من قامت بحل النزاح الحدودي بين النظام الأرتري وبين جيبوتي في عام 2010.

وأكد العجب لـ"الفجر"، أن قطر وضعت قوات قطرية كقوات حفظ سلام في المنطقة المتنازع عليها بين البلدين، في وقت أن كانت الأمم المتحدة ومجلس الأمن تضع عقوبات ضد هذا النظام، ولكنه الآن كفر  لأهداف ومصالح جديدة.




تصفية حسابات
"هذه تصفية حسابات بينهما" بتلك الكلمات وصف أبو هاني شمسي، القيادي في حركة 24 مايو الأرترية، الخلاف الأخير بين النظامين الأرتري والقطري، مبينًا أن قطر كانت أهم داعم للنظام الإرتري ، وعندها مشاريع استثمارية في إرتريا، وحتى قناة الجزيرة ظلت لم تلتفت الى الإنتهاكات في إرتريا إلا مابعد 2013م على استحياء.  
وأكد شمسي، أنه في توقيت الصداقة بين الطرفين، كان  معلوم أن إيران كانت مستأجرة جزيرة إرترية في البحر الأحمر لدعم الحوثيين في الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ، وبجوارها جزيرة مستأجرة لإسرائيل ، وهنا تتجلى التنسيق الإيراني الإسرائيلي وزيف العداء المزعوم بينهما، ان التنسيق الإيراني الإسرائيلي الخفي يلتئم في فنادق العاصمة الإرترية رغم العداء المعلن بينهم.

وأضاف القيادي في حركة 24 مايو الأرترية، أن بلاده في تلك اللحظة بشاهدة الجميع كانت متهمة بدعم حركة الشباب المجاهدين الصومالية المتشددة لضرب استقرار الصومال، و وهذا إن دل فإنما يدل على الدور التخريبي الذي يلعبه أفورقي دون استراتيجية واضحة ويلعب مع جميع التناقضات

وأوضح شمسي، أن النظام الإرتري ليس لديه أي استراتيجية في العلاقات الدولية فهو بإستمرار يبيع هذا ويشتري ذاك ، وأخيرا اتجهت البوصلة الى المعسكر الخليجي الآخر الذي سيدفع أكثر، فأفورقي يتعامل مع من يدفع أكثر، وسيبيعه حين يجد البديل في كل لحظ، حيث تعامل مع إيران في دعم الحوثيين وباعهم حين وجد التحالف العربي ، وإسرائيل الحاضر في كل لحظة.  

وبينّ القيادي في حركة 24 مايو الإرترية، أن قطر طول عمرها لم تتعامل مع المعارضة الإرترية ولم ترحب بهم بسبب علاقاتها مع النظام وسفارة النظام في الدوحة من أنشط السفارات التي تلاحق المعارضة في كل مكان، وذلك  رغم وجود أحزاب بالدوحة  ذات مرجعية تتناسب مع فكر قطر ولكنها حجرت عليهم أي ظهور اعلامي ومنعتهم.

وأعطى شمسي، عدد من الأمثلة على تلك المعاملة السيئة للمعارضة من جانب قطر، في وقت العلاقات الحميمة هناك حزب ارتري معارض اسمه الحزب الإسلامي للعدالة والتنمية كانت مرجعيته اسلامية يميل الى فكر الإخوان ، رغم ذلك رفضت قطر التعامل معه أيضا ، لكنه الآن تنازل عن فكره السابق وعمل مراجعات وسمى نفسه حزب الوطن الديمقراطي الإرتري وشيد إعلان حزبه في لندن.

كما سافرت بعض قيادات المعارضة الإرترية إلى قطر بصفة شخصية وحاولت أن تجد قنوات تواصل لكن قطر لم ترحب بهم وعادوا خائبين، حسبما قال شمسي.
 
وكشف شمسي، أن رابطة علماء إرتريا هذه مظلة جديدة تكونت بحكم أنه ممنوع في إرتريا أي تجمع نقابي وهم من المتخصصين في الشؤون الدينية ، ولم يجدوا مكان يسمح لهم بإعلان كيانهم النقابي في البلاد المجاورة واختاروا تركيا لإعلانه ، وهم توجهات إسلامية متنوعة ، فيهم السلفي والإخواني والصوفي ، لذلك رأى النظام خطوة مواتية لوصفهم بأنهم أذرع لقطر وتركيا حتى لا يتم الترحيب بهم من قبل الدول التى توصف بالإعتدال.




التغير جاء بعد حرب اليمن
وفي هذا الصدد قال هلال العفري، الناشط السياسي والإعلامي العفري، وهي إحدى العرقيات التي توجد في كل من إرتريا وإثيوبيا وجيبوتي،  إنه طيلة 20 عام الداعم الرئيسي لنظام أسياس أفورقي هو النظام القطري، مبينًا أن التغير جاء بعد الحرب اليمنية حدث تحالف بين الإمارات والسعودية والدول العربية لإعادة الشرعية، فأسياس يتاجر، ورأى التحالف العربي أقوى من قطر وبنت دولة الإمارات قواعد ليقصفوا اليمن وهذا خلق توتر بين نظام قطر وإرتريا، وكل ما فعلته هو سحب قواتها من رأس دميرا، تباينت الأراء بأن العلاقات ما أصبحت مثلما كانت.

وشدد العفري لـ"الفجر"، على أن رابطة علماء إرتريا كيان إخواني معروف، لكن نشاطهم لا يتجاوز الأنشطة الدعوية، مبديًا إندهاشه من بيان النظام الأرتري  الذي اتهم قطر ليثير مشاعر دول المقاطعة العربية والتي تجمعه معها علاقات قوية حاليًا، ولم يتهم تركيا رغم أنها من تستضيف الكيان على أراضيها.
بينما كشف حسن الطويل، عضو جبهة التحرير الإرترية، أنه بدأ تواصل لبعض قيادات المعارضة في عام 2014 مع النظام القطري عقب القطيعة بين النظامين، ولكن لم يستطيعوا تحقيق نتيجة، مبينًا أن المحور التركي الإيراني إتجه إلى بعض الحركات الإسلامية الأرترية التي لها تواجد في تركيا لها موطئ قدم في قطر ولكنها ضعيفة وتواجدها لا يؤثر سواء على وضع المعارضة أو النظام، وذلك لأن الحركة الإسلامية في إرتريا حركة واحدة ثم إنقسمت إلى 3 حركات تحاربت فيما بينها ولكل حركة مرجعية مختلفة تستند إلى عشائر وأفخاذ ولن يجمعهم درهم ولا دينار.

وأكد الطويل لـ"الفجر"، أن الرابطة أنشئت في تركيا بدعم سخي من قطر، وقياداتها جائوا إلى مصر في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي وعقدوا لقاءات في القاهرة، مشيرًا إلى أن الرابطة  في باطنها عبارة عن تجمع نخبوي لعدد من القيادات التي أدارت العمل البعسكري الإسلامي، وهم هدفهم الأول تجميع المال القطري واستثماره في تركيا، فهم همهم الأول هو تكننيز الأموال والحصول عليها.

وأضاف عضو جبهة التحرير الإرترية،  أن تلك القيادات في اوج الدعم السعودي الكويتي لهم والذي كان منظم ويضخ بشكل مستمر إلى السودان، قاموا بشراء السيارات والعقارات وتزوجوا مثنى وثلاث ورباع، وإنقسموا لثلاثة تنظيمات عشائرية متحاربة، ولم يقدموا شيئًا يذكر.

وبين الطويل، أنه على أرض الواقع ليس لها أي تأثير ولكن لهم اتباع مدفوعي الاجر ، يعني كوادر يصرفوا رواتب وهم نائمون، وليس لهم عمل وبعضهم لهم استثمارات بسيطة تعيلهم، مثل محلات تجارية وسيارات نقل و عقارات.

لماذا السودان؟
لم يكن اختيار السودان داخل البيان الأرتري وترك تركيا مقر التنظيم الجديد عبثًا، فمن جهة أن قواعد التنظيم الجديد توجد في الشرق السوداني، إلا أنه لا يخلوا من عدد من الأهداف الأخرى التي أراد النظام الإرتري الإشارة إليها بتلك البلد. 

"صيد في الماء العكر".. بتلك الكلمات وصف إسماعيل قباتية نائب رئيس العلاقات الخارجية لمنظمة عفر البحر الأحمر، ومدير منظمة عفر البحر الأحمر لحقوق الإنسان، مبينًا أن المنظمة أصدرت بيان أوضحت فيه أنه الآونة الأخيرة سعي نظام افورقي إلي استغلال الأوضاع الأمنية الهشة والصراعات العرقية التي تشهدها دول الجوار لملاحقة اللاجئين والمعارضين والاضرار بهم عبر تضليل الرأي العام وتلفيق تهم لا صحة لها وتشويه صورتهم عبر اذرعه الإعلامية في تلك الدول، وعبر إعلامه الرسمي من جهة أخرى.

وأكد قباتية لـ"الفجر"، أن البيان الأخير الذي أصدره أفورقي عبر وزارة إعلامه، وليس عبر وزارة الخارجية أو مكتب الرئيس كما درجت عليه البروتوكولات الدولية، والذي يتهم فيه دولة قطر بزعزعة استقرار ارتريا من خلال تجميع قيادات المعارضة الإرترية وإثارة الصراعات الدينية والاثنية في السودان،  وربط هذه التهم بالاحداث التي يشهدها شرق السودان ما هي إلا خطوة استباقية من النظام الإرتري  للقيام بأعمال تخريبية ذات بعدين، الأول يهدف من خلاله القضاء علي مناوئيه ومعارضيه في الداخل والخارج، والثاني محاولة منه لايجاد باب للتدخل في الشأن السوداني الداخلي.