انطلاق مبادرة "أوعى تستلم" للحد من الانتحار بجامعة بني سويف (صور)

محافظات

بوابة الفجر


أطلق الدكتور منصور حسن رئيس جامعة بني سويف، اليوم الإثنين، إشارة البدء لمبادرة "اوعى تستسلم.. حياتك تهمنا" لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي والحد من الانتحار، وذلك عقب محاولة طالب وطالبة التخلص من حياتهما، بإقدامهما على الإنتحار، قبل أن يتدخل زملائهما والأمن الإداري للجامعة لإجهاض محاولتهما.

جاء ذلك بحضور الشيخ محمد أبو حطب، وكيل وزارة الأوقاف ببنى سويف، والقمص أثناسيوس، مقرر اللجنة الثقافية بمطرانية بنى سويف، والدكتور بدر نبيه، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع والبيئة، والدكتور هاني حامد دسوقي، أستاذ الطب النفسي وعميد كلية التمريض، وعددًا من عمداء الكليات والوكلاء وأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة وسط حضور لافت من الطلاب.

وصّرح رئيس جامعة بني سويف، أن المبادرة تأتي لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي وخدمات المساندة لانتشال أي شخص من دائرة الإحباط والفشل حتى لا يستسلم للاكتئاب أو الانتحار، "فالطلاب هم ابناءنا وحياتهم وكل أمورهم تهمنا كجامعة وكأفراد".

وأشار رئيس الجامعة، إلى أن المبادرة تتضمن العديد من المحاور كالندوات التثقيفية والتوعوية والأنشطة الرياضية والتي ستُقام داخل وخارج الجامعة، كما سيتم توفير وحدات ارشاد نفسي بها مختصين بكل مجمع في الجامعة وبالمدن الجامعية ليتحدث معهم الطلاب، مؤكدًا هدفنا هو ابعاد الأفكار السلبية وتوفير جو من السرية والثقة والأمان لأي طالب عند عرض مشاكله مع المختص النفسي، ما يساهم في بناء شخصية الطالب ويضعه على الطريق الصحيح ليكون شخص ايجابي نافع لنفسه وللمجتمع.

واستعرض الشيخ محمد أبو حطب وكيل وزارة الأوقاف، رأي الدين الإسلامي في ظاهرة الانتحار، مؤكدًا أن الانتحار يعتبر من الآثام العظام والذنوب الكبار التي توعد النبي صلى الله عليه وسلم فاعلها بالعذاب الأليم؛ لأنه دليل على ضعف الإيمان، والمؤمن حقًا لا يقدم على الانتحار مهما أصابه من بلاء الدنيا، ولذلك عد العلماء قتل النفس من كبائر الذنوب، داعيًا بضرورة الرجوع للدين الذي يدعو للمحبة والفضيلة، فالأقدار بيد الله عز وجل.

كما ذكر القمص أثناسيوس رأي الدين المسيحي في الانتحار، قائلًا: ان الانتحار خطيئة من الكبائر وقد جرمها الكتاب المقدس والدين والقانون أيضا، والكنيسة ترفض الصلاة على المنتحر لأنها في تلك الحالة تعد موافقة على تلك الجريمة وهذا امر مستحيل، وضرب أمثلة من الواقع على أهمية الرجوع للدين وعدم ترك الشخص نفسه صريع للأفكار السلبية.

وأكد دكتور هاني حامد دسوقي، أستاذ الطب النفسي، أن عدم التكيف مع المحيط الخارجي دافع أساسي في ارتفاع نسب الانتحار بين الشباب، وأنه لا وجود للصحة العامة الجسمانية بدون صحة نفسية، وتأتي مبادرة الجامعة لدعم الشباب نفسيا واجتماعيا، انطلاقا من الدور المجتمعي للجامعة في احتواء الشباب ودعهم والمساهمة في بناء شخصياتهم.

وكان رئيس الجامعة، أكد، في تصريحات صحفية، أن المدينة الجامعية، شهدت حالتين لمحاولة انتحار، الأولى كانت لطالب بكلية الألسن، حيث أنقذه أفراد الأمن الإداري بالجامعة بالتعاون مع الطلاب بكلية الألسن من محاولة قطع شريان يده داخل المدينة الجامعية.

وتبين أن الطالب يدعى «عبدالرحمن. أ. ع»، حيث كتب منشورا عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي بإقدامه على الانتحار تخلصًا من حياته، قبل أن يتعقبه زملاؤه ويبلغون الأمن الإداري الذي تدخل على الفور، قبل أن يتمكن الطالب من الإنتحار، حيث تبين إصابته بجرح سطحي في يده اليسرى وتم نقله للمستشفى لتلقي العلاج وإخطار أسرته لاستلامه وتأهيله نفسيا مع أساتذة الطب النفسي بالجامعة.

وتابع رئيس الجامعة: «واقعة أخرى شهدتها المدينة الجامعية بمحاولة طالبة الانتحار بإلقاء نفسها من المدينة إلا أن زملاءها لاحظوا ذلك مبكرا وأخطروا الأمن الإداري بالجامعة، وبالتواصل مع أسرة الطالبة تبين أنها تعاني من مرض نفسي (اكتئاب)، ولم يبلغوا إدارة الكلية أو المدينة الجامعية.

وأضاف: «الجامعة بصدد إطلاق مبادرة توعوية وتنويرية للشباب الجامعي وما قبل المرحلة الجامعية تتضمن لقاءات وحوارات يشارك فيها أساتذة من الطب النفسي ورجال دين إسلامي ومسيحي، لتوضيح أن كل الأديان تحرم الانتحار وقتل الشخص لنفسه». 

وأشار رئيس جامعة بني سويف إلى ضرورة متابعة الأسرة لأبنائها وعدم تركهم للعزلة أو الأمراض النفسية لما تمثله من خطورة على الشخص.