"عايدة الحبشية" حكاية من الأدب المصري أخرجها مارييت للوجود.. وتوت عنخ آمون سيخرجها حواس للعالم

أخبار مصر

حكايات التاريخ المصري
حكايات التاريخ المصري


حكايات التاريخ المصري عبر العصور لا تنتهي، ولا تكاد تفرغ من قراءة قصة الفلاح الفصيح حتى تباغتك قصة كليوباترا، وبعد أن تلتقط أنفاسك من قصة حتشبسوت تجد الفضول يوقظك إيقاظًا تى تتعرف على ماذا فعل أخناتون، واليوم بين أيدينا قصة من قصص التاريخ المصري القديم والتي صارت أحد أشهر أوبراليات العالم.

قال الدكتور ولاء الدين بدوي مدير عام قصر المنيل، لـ"الفجر"، إن قصة أوبرا عايدة تمثل الصراع بين الواجب والعاطفة وهي من أربعة فصول وتُصنف بما يسمي أوبرا عظيمة، وتدور وقائع أوبرا عايدة حول القائد "راداميس" الذى يحب"عايدة" الحبشية التي اختطفت وبيعت لتعمل وصيفة لبنت فرعون مصر الأميرة "أمزيس" التي تحب بدورها القائد راداميس، قصة تتواضع بجانبها قصص روميو وجولييت وقيس وليلى.

وأضاف بدوي أنه في بهو القصر الملكي بمدينة منف، تستهل الأوبرا بتمهيد أوركسترالي قصير جدًا ويرتفع الستار عن البهو الكبير بالقصر الملكي، حيث تحاول القوات الحبشية اجتياز الحدود المصرية ويقدم الكهنة قرابين للآلهة ويهاجم الأحباش مصر بجيش ضخم يقوده الملك "عمو ناصر" ملك الحبش شخصيًا.

وهنا تقع عايدة بين نارين؛ فهى ابنه الملك "عمو ناصر" وتدعو الله أن ينصره، ولكن القائد فى الجهة الأخرى هو راداميس الذي أحبها وأحبته، ولكن راداميس ينتصر ويأسر أباها ويحضره إلى ممفيس؛ حيث أقيم حفل استقبال للقائد المنتصر وفى الحفل صاح الناس طالبين قتل الأسرى ولكن القائد طلب من الفرعون العفو عنهم؛ وعفا الملك عنهم على أن يبقى ملك الأحباش وابنته رهائن حتى لا يعاود الأحباش الحرب ضده مرة أخرى ووافق الفرعون الذي أعلن خطبة راداميس لابنته أمزيس مع تعيينه وليًا للعهد.

ويكمل بدوي: "ذهبت "عايدة" إلى المعبد كما ذهب والدها وحرضها على معرفة الطريق الذى سيسلكه الجيش المصري من حبيبها القائد ليقابله الأحباش؛ وحضر القائد الذى كان يريد أن يهرب مع عايدة إلى حيث يتمتعان بحبهما؛ فهو لا يريد أن يتزوج ابنة الفرعون الأميرة أمزيس التى ظهرت فى هذه اللحظة ومعها الكاهن ورئيس الحرس وأمسكوا بالقائد لخيانته".

وحضر الفرعون وحكم على راداميس بالدفن حيًا وأعدت له حجرة تحت الأرض ودفن بها وأغلقت عليه بالأحجار وفى القبر ظهرت عايدة التي كانت قد غافلت الكهنة ونزلت الى القبر لتموت مع حبيبها وانتهت الأوبرا "براداميس يحتضن حبيبته عايدة وسط الظلام..."

وختم بدوي كلماته قائلًا إن قصة أوبرا عايدة كتبها مارييت باشا عالم الآثار الفرنسي الشهير الذي تم تعيينه مديرًا لمصلحة الآثار المصرية عام 1858م وقام بنظم شعرها الشاعر الإيطالي "جيالا أنزوني" أما موسيقاها فقد وضعها "جوزيبي فيردي"، وتقديم عايدة للمرة الأولى في العالم كان في 24 ديسمبر عام 1871م.

والعالم ينتظر حاليًا أوبرا توت عنخ آمون ذلك الملك الشاب الذي توفي في ريعان شبابه ويعكف حاليًا عالم المصريات ووزير الآثار الأسبق الدكتور زاهى حواس على كتابة أوبرا الملك الصغير لتخرج إلى النور فى افتتاح أعظم مشاريع القرن المتحفية وهو افتتاح المتحف المصري الكبير، وأن تكون أوبرا توت عنخ امون مع كنوزه التي سوف تُعرض بداخل المتحف توافق مناسبة مرور 100 عام على اكتشاف مقبرته في 4 نوفمبر 2022م.

وهو الحدث الأكثر إبهارًا في هدية مصر للعالم، كما أن افتتاح المتحف المصري الكبير سيشهد إعلان ميلاد أوبرا جديدة باسم "توت عنخ آمون" بأيادى مصرية والاسكريبت الخاص بها يكتبه العالمى وفخر من أنجبت مصر الى العالم الدكتور زاهى حواس حيث ننتظر بشغف هذا الإنجاز الكبير".