مداد يا رفاعي.. "الحاوي" ورحلة البحث عن الثعابين بقرى سوهاج

محافظات

بوابة الفجر


"مدد يا رفاعي مدد مدد، يا شيخ علي يا أبو نور الدين، يا سيدي إبراهيم يا سيدي سعد".. بهذه الكلمات يترجل صائدي الأفاعي بقرى محافظة سوهاج لإخراج الثعابين من منازل المواطنين مقابل المال، البعض يصفهم بالسحرة النصابين وامتداد لسحرة فرعون موسى، الذين وردت قصتهم في القراَن الكريم أو بالخارجين عن الدين لطلبهم العون من الأشخاص ذوي الكرامات من دون الله عز وجل وآخرين يرون أنهم يأكلون عيش من هذه المهنة.

بوابة "الفجر" رصدت لحظات صيد ثعبانين داخل منازل الأهالي وكيف يقوم الحاوي بإمساكهم بعصا يستخدمها أثناء إلقاء العزيمة التي دائما ما تكون "أقسمت عليك أيها الثعبان أن تخرج أمامي هنا بحق العهد الرفاعي ولو تخالف كلامي تموت، اظهر وبان عليك الأمان بأمر الرحمن مدد يا رفاعي مدد يا شيخ علي أبو نور الدين مدد يا سيدي إبراهيم مدد"، ليخرج من بعدها الثعبان ويمسك به الحاوي ويضعه في إناء من الفخار أو شنطة مصنعة من القماش.

يقول حسن المشادوي، من مركز جرجا جنوب محافظة سوهاج، إنه وشقيقه حسين تعلما المهنة من أبيهم منذ ما يقرب من 15 عامًا، وكانا وقتها صغيران حتى أن أصبحا مشهورين في قرى المحافظة ويترجلا في الشوارع للبحث عن الأفاعي مقابل المال، مضيفا:"الثعبان الصغير بـ15 جنيها وفيه ناس بتدي أكتر من كده".

وأضاف شقيقه حسين، أن مهنة الحاوي تعتمد في مقامها الأول على العهد بعدم الخيانة سواء من الأفعى أو الحاوي بعضهم البعض، متابعا: "نخرج من الصباح الباكر سعيا في بلاد الله الواسعة، وبتفرج علينا وربنا بيرزقنا بدل من سؤال الناس أو السرقة، بناكل عيالنا من عرق جبينا ونقوم بجمع الأفاعي وتركها في المناطق الجبلية بعيدا عن الناس حتى لا تؤذيهم".

وأوضح الشقيقان أن الأفاعي الصفراء قد تلدغ الإنسان إذا ما لم يراها، أما الأفاعي السوداء فهي تعيش في كل منزل وتبني بيوتها داخل الحوائط المشيدة بالطوب اللبن وتحت الأرض، وهذه الأفاعي لا تهاجم الإنسان فهي تقوم بابتلاع زغاليل الحمام الصغير أو البيض، وهناك أنواع خطيرة جدا مثل الأفعى المجلجلة التي تبثق السم في عيون ضحايها وأنواع أخرى غير موجودة في مصر.

وطالب الشقيقان الدولة بإنشاء نقابة لصائدي الأفاعي والاستفادة من السموم الموجودة بجسم الأفاعي في مجال الأدوية مثل بقية العالم، وجلودها في التصنيع، وأن يحصل الحاوي على كارنية مزاولة مهنة وأن يخصص لهم معاش حكومي.

ويري عدد كبير من أهالي سوهاج أن هؤلاء هم امتداد لسحرة فرعون وهم خارجين عن الدين لأنهم يطلبون العون من أشخاص من دون الله عز وجل، كما يصف البعض أفعالهم بخفة اليد والنصب ويطالبون بالقبض عليهم.