لبنان وأفريقيا.. خبراء من عدة دول يكشفون دور مصر في حل أزمات بلادهم

عربي ودولي

علم لبنان
علم لبنان



طلب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناينة سعد الحريري، من مصر مساعدة بلاده اقتصادياً؛ لفتح الأبواب أمام رصد ما قدمته القاهرة من مساعدات للدول، التي شهدت مظاهرات وإضطرابات، حدث على إثرها تغيرات بالنظام الحاكم ومن بينها لبنان والسودان وليبيا وغيرها من الدول العربية والأفريقية.

وأكد الخبراء والمحللين السياسيين على أن تاريخ مصر، يشهد أنها قدمت ومازلت تقدم المساعدات للدول العربية والأفريقية، ولن تتواني عن مساعدة الشعب اللبناني مثلما وقفت بجانب السودانيين.

وأكد المحلل السياسي اللبناني فادي عكوم، لـ"الفجر"، على أن مصر هي الدولة الوحيدة على المستوى الاقليمي والدولي، التي لها علاقات مع كل اللبنانيين دون استثناء، موضحاً أن الدبلوماسية الناعمة المصرية سعت للحفاظ على مسافة واحدة من كل الأطراق بلبنان، رغم كل الخلافات أو التوترات.

حل مصر للأزمات اللبنانية
وذكر عكوم، أن ما قام به السفير المصري منذ فترة بعد جمع كل أطراف الحكومة السابقة لحل الخلافات بينها، كان شيئا نادرا في لبنان، متوقعاً أن يكون هناك تحرك مصري لتقريب وجهات النظر.

كما أكد على أن طلب الحريري المساعدات من مصر "كان متوقعا"، وأن الحكومة ستسارع بتقديم المساعدات خاصة وأن العلاقات بن مصر ولبنان على مستوى المسئولين والشعب في أفضل حالاتها، مشيراً إلى أن الجيش قد يتكفل بإرسال تلك المساعدات للبنان، مثل ما فعل مع دول أخرى.

وعلى نفس الصعيد، قال المحلل السياسي اللبناني محمد الرز، إن مصر لم تتأخر عن مد يد المساعدة للبنان منذ استقلال الأخيرة قبل 75 عاما والتدخل لانقاذها من الأزمات، التي ألمت بها في تاريخها الحديث.

وأوضح السياسي اللبناني، أن الحكومة وجهت النصائح والعروض للبنان قبل أزمته الراهنة بضرورة العمل على استقرار المجتمع اللبناني، من خلال مكافحة الفساد والمساواة في المواطنة بين كل اللبنانيين، والتركيز على إعتماد الاقتصاد الإنتاجي والبعد عن الانغماس في المحاور الإقليمية والدولية، كما عرضت على لبنان إنشاء محطة توليد كهربائية بأقل التكاليف وبجودة عالية، تؤمن التيار 24 ساعة ويمكن بيع الفائض منها.

وبين الرز في تصريح لـ"الفجر"، أنه لو استمعت الطبقة الحاكمة في لبنان للنصائح الأخوية والعروض المصرية، لما وصلت حاله إلى ما وصلت إليه الآن، مشيراً إلى أن دول الخليج العربي ساعدت لبنان دائما وقدمت أكثر من 20 مليار دولار إليه خلال ثلاثين سنة، لكن الطبقة الفاسدة في لبنان لم تستثمر هذه المليارات في أي مشروع إنتاجي.

دور مصر بأفريقيا
أكد نائب مدير مركز دراسات حوض النيل بجامعة القاهرة الدكتور أيمن شبانة، على أن ترأس مصر للاتحاد الأفريقي جعلها تسعى لتمنية القارة السمراء، وحل مشاكلها حتى تكون في الصدارة، مبينا أن مصر حاولت جاهدة للحفاظ على وحدة السودان حتى لا تواجه صراعات طائفية، وتوصلت مع سلطاتها خلال الثورة بشأن كيفية التعامل مع المتظاهرين حتى لا يتورط النظام الجديد في مشاكل جديدة، ويستعدي المجتمع الدولي وبعد إنهيار نظام "البشير" إلى تنظيم قمة ضمت جنوب السودان ودول منظمة "إيجاد"، واستطاعت منع تعليق عضوية السودان بالاتحاد الأفريقي لمدة شهرين، وشاركت في عملية الوساطة بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري وهو ما ساعد على تشكيل الحكومة الحالية.

وأضاف لـ"الفجر"، أن مصر داعم أساسي لعملية تسوية الصراع بالسودان بين الحكومة الانتقالية والحركات المسلحة بدارفور والنيل الأزرق، حتى يتم تحقيق مبادئ الثورة وقامت بدور كبير في رفع العقوبات على السودان ورفع اسمها من لائحة الإرهاب.

وأوضح شبانة، أن مصر ساعدت على وقف للصراع بين الصومال وكينيا؛ حيث جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسي الدولتين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، واتفقوا على وقف الصراع بعيدا عن محكمة العدل الدولية، مبيناً أنه لا يمكن لأحد إنكار دور مصر على الصعيد الليبي وتواصلها مع الاشقاء للقضاء على الجماعات المسلحة، ومشاركتها في عمليات الأمم المتحدة للسلام بالكونغو وجنوب السودان وأفريقيا الوسطى من أجل إحلال السلام بتلك الدول.

مصر والسودان
قال مدير مكتب القاهرة للحركة الشعبية قطاع الشمال محمود إبراهيم، إن مصر بذلت الكثير من المجهود من أجل إستضافة الفرقاء السودانيين، سواء من الحرية والتغيير أو من الفصائل المسلحة على أرضها، وقامت بدور كبير من أجل تقريب وجهات النظر بين الطرفين، ودفع عجلة المفاوضات إلى الأمام.

وأكد إبراهيم لـ "الفجر"، على أن مصر استضافت جولتين من المفاوضات كان آخرها في العين السخنة، والتي تضمنت الكثير من ورش العمل، وخرجت بالعديد من النتائج الباهرة بين المتفاوضين، وهناك رغبة سياسية لدى المصريين في إتمام مسار السلام بين الطرفين.

وبين مدير مكتب القاهرة للحركة الشعبية قطاع الشمال، أن الاهم في جولات مصر إنها تتم بين شركاء في الثورة السودانية ليس كما في السابق، مما يجعل الوصول إلي السلام مسالة وقت لن تطول.. كما أن الحكومة الإنتقالية جعلت قضية طي صفحة الحرب من أولوياتها، وذلك ظهر جلياً في اهتمام مجلس السيادة ورئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك، مبينًا أنه متفائل ان السلام سوف يتحقق في غضون شهرين في أقصاه.

على نفس الصعيد، قال رئيس شبكة الصحفيين السودانيين المستقلين بكري عبد العزيز، إنهم في شبكة الصحفيين المستقلين جاء لهم دعوة من القاهرة؛ لحضور جلسة التفاوض بين إعلان الحرية التغيير والجبهة الثورة، وكانت الدعوة مقدمة من الحكومة المصرية رحب بكري عبد العزيز رئيس الشبكة.

وأكد عبد العزيز لـ"الفجر"، على أن مصر أحتضنت اجتماعات المجلس القيادي للجبهة الثورية السودانية الذي إنتقلت في القاهرة، في إطار مساعي تحقيق السلام وتتناول الجوانب التنظيمية والهيكلية للجبهة الثورية.

وأضاف رئيس شبكة الصحفيين السودانيين المستقلين، أنه تطرقت الاجتماعات إلى الترتيبات الإجرائية المتعلقة بالوفد التفاوضي، وتطوير الرؤي التفاوضية في أعقاب ما تحقق من وحدة بين طرفي الجبهة الثورية وإنضمام مكونات جديدة والتوقيع على إعلان؛ جوبا لبناء الثقة والتمهيد للتفاوض.