الخبراء ينصحون: كيف تتجنب أشهر 25 سببا للفشل؟

العدد الأسبوعي

صورة تعبيرية عن النجاح
صورة تعبيرية عن النجاح


رصدوا أن "الشغف" أبرز علامات النجاح

يحمل مصطلح «رائد الأعمال» أكثر مما يحتمل، ورغم بساطة معناه لدى المهتمين بالشأن الاقتصادى إلا أنه يقف عائقاً أمام غالبية الناس عند فهم واستيعاب أو الإقبال على قراءة البيانات أو المبادرات الاقتصادية التى تصدرها أو تتبناها الجهات المعنية بزيادة النمو الاقتصادى، كونها لا تتحدث عنهم، ولا تعنيهم، لأنها مهتمة بالأساس بـ«رواد الأعمال».

أول من أطلق المصطلح هو الاقتصادى الأيرلندى – الفرنسى ريتشارد كانتيلون، ويعنى به الشخص الراغب فى إنشاء مشروع جديد، أو بدء تأسيس شركة، ويرضى هذا الشخص بتحمل المخاطر والنتائج، بما يعنى أنه قد يطلق على خريج الجامعة الذى «يرغب»، والذى يعلم أنه مقبل على ضغوط مالية يلزمها قدرة كبيرة على التحمل والإصرار، والذى لديه خطة وإطار عام وتصور لمشروعه الجديد أو شركته، هو ببساطة مالك أو مدير مشروع يدر مالاً، أنشأه عبر المخاطرة والابتكار.

وهناك أخطاء شائعة رصدتها وأثبتتها الدراسات الاقتصادية، تتسبب فى فشل نسبة كبيرة من الشركات الناشئة فى سنواتها الأولى، ويبدأ الفشل بالتعثر مع عدم معرفة أسبابه لعلاجها، وينتهى بالإغلاق التام أو الخروج من السوق نهائياً، وقد يصل صاحب المشروع إلى ساحات المحاكم من خلال عدة شيكات بدون رصيد، أو غيرها من المستندات التى تذهب به إلى حدود غير متوقعة من المشاكل، ولذلك ينصح الاقتصاديون بتجنب تلك الأخطاء، مع الإصرار على التدريب المستمر وتنمية المهارات، واستيعاب الخطأ والتعلم منه.

1- خطة العمل والبذخ والفريق

من بين أشهر وأول تلك الأخطاء عدم وجود خطة للعمل وأهداف، لأن الفكرة الجيدة التى تبدو قابلة للتنفيذ وتحقيق أرباح، تؤدى بصاحبها للخسارة المؤكدة حال عدم وجود خطة تحقق الأهداف، ولا يشترط وجود خطة أهدافها محكومة بإطار زمنى للتنفيذ، يكفى فقط وجود رؤية عامة تقف على أساس بذل فى دراسته مجهود وافر.

الخطأ الثانى هو الإنفاق ببذخ على المشروع فى بدايته، سواء كان ذلك على شراء مقر كبير، أو لإنشاء موقع إلكترونى بتكلفة كبيرة، أو معدات بأسعار مرتفعة، ويفضل دائماً البدء بميزانية غير مبالغ فيها، ثم الإنفاق على المشروع بعد ذلك من الأرباح، ويأتى التطور تدريجياً.

قد يلجأ صاحب المشروع الجديد لفعل كل شىء بنفسه، ما يسبب إهداراً كبيرا للوقت والجهد، واستنفاداً للقدرة على المواصلة والوفاء بالالتزامات، ولذلك يجب البحث عن فريق عمل يتسم بالأمانة ومؤمن بالفكرة ولديه الموهبة، لتوفير الوقت الذى يمكنك كصاحب مشروع من القيام بالتفاصيل الأخرى.

2- المثالية والعملاء

قد تعتقد كمؤسس مشروع بأن كل شىء يجب أن يكون مثالياً، وفى أحسن صورة، وهذا يؤخر الانطلاق لأن وجود المشكلات والأزمات من الأمور الطبيعية التى يتم حلها مع الوقت والتجربة.

الخطأ الخامس هو عدم دراسة وفهم احتياجات العملاء المحتملين، وبالتالى عدم الاستجابة لتوقعاتهم واستبعاد الأمور غير المناسبة لهم، أو أن يتم اختيار مجال منافسة قوية يحتله الكبار.

3- التقليد والدافع

محاولة تقليد الآخرين واستخدام فكرة ناجحة دون أى إبداع، يلغى الميزة التنافسية أو الاستثنائية، ولذلك يجب الحرص على تقديم منتج جديد، أو خدمة لم تعتدها السوق، وأن تكون نفسك لأن ذلك يؤثر على صورتك لدى الجمهور والعملاء والعاملين بنفس المجال.

عندما يكون الدافع وراء المشروع مادياً فقط، أى البدء بهدف ربح أموال دون أن يكون لديك حب لما تفعل، لن يكون لديك القدرة على الاستمرار، ومع الوقت ستفقد الحماس والرغبة فى التطوير.

4- التأجيل والاختيار والشركاء

الخطأ الثامن هو تأجيل تنفيذ فكرة إلا ما بعد وضع خطة عمل لها، يجب البدء فورا وبخطوات بسيطة وغير متسرعة، مع عمل تجارب كافية، ولكن إذا تم الانتظار حتى تكتمل الفكرة ففى الغالب لن تبدأ أبداً.

الخطأ التاسع هو سوء اختيار المكان المناسب لتنفيذ الفكرة، اختيار المكان المناسب من حيث حركة المرور والظهور أمام الناس، مع تقديم حلول استثنائية تلفت الانتباه أول طريق النجاح. اتباع نموذج الرجل الأوحد، يفضل أن يكون معك شريك تعالج معه لحظات الإحباط والفشل، يساعدك فى اتخاذ القرارات الصحيحة ويمنحك مزيداً من الأفكار، ويفضل أن يكون الشريك من الأصدقاء المقربين.

5- التمويل والعمل مجانًا

البدء بمبلغ قليل جداً من المال يؤدى فى الغالب إلى تعثر المشروع وفشله، لأنه يؤثر على جوانب مثل الجودة والعمالة والدعاية وبناء العلامة التجارية، ولذلك يجب جمع مبلغ كاف ثم يضاف إليه نسبة مخاطرة تتراوح بين 20 إلى 40% من إجمالى المبلغ المستثمر.

العمل فى مشروعك بدون مقابل وبشكل تطوعى، والاكتفاء بالحصول على حصتك فى الأرباح، يجب أن تحصل على راتب يتناسب مع دورك وجهدك، ويكون مماثلاً لمن هم فى مثل منصبك فى المشروعات الأخرى.

6- التسويق وخبرات الغير

الخطأ الثالث عشر يتمثل فى تجاهل وضع ميزانية للتسويق ضمن ميزانية التأسيس ككل، واعتباره مجهودا فرديا ذاتيا، وليس أمراً تجب إتاحة ميزانية له بهدف الوصول للعملاء المستهدفين، يجب الإنفاق بسخاء على التسويق ولكن بشكل منهجى.

عدم الاستعانة بمستشار أو خبير فى مجال ريادة الأعمال أو مؤسسة لرعاية مشروعك يعد الخطأ الرابع عشر، والذى يعرضك للكثير من المشاكل.

7- الدخل المحدود و المستثمرون

عدم استعدادك للسنوات التى تلى بدء المشروع، يجب أن تتعامل فى البداية على أنك ستقضى فترة دون دخل جيد، ولذلك عليك تجهيز الطريقة التى ستتعامل بها مع الوضع والصبر عليه.

الجرى وراء إيجاد تمويل من مستثمرين بدلاً من العمل على الفكرة نفسها، وربط النجاح بذلك، تأكد أن الفكرة الجيدة ونجاحها يجذب الممولين والمستثمرين.

8- الأصول وبطاقات الائتمان

الخطأ السابع عشر هو استخدام الأصول وبطاقات الائتمان الشخصية فى المشروع، من خلال الاستفادة منها فى التمويل، لأن الفشل يعنى أن تلك الممتلكات أصبحت ديوناً، ولذلك يجب تخصيص أصول وبطاقات للشركة وسجل لنفقاتها.

9- الأمور القانونية والتسعير

دخولك فى مشروع بدون دراسة العقبات القانونية قد تجعلك عرضة للمفاجآت غير السارة مثل وجود مشاكل تمنع الاستمرار، ولذلك يجب الاستعانة بخبير قانونى يوضح مسئولياتك والضرائب التى ستدفعها، وغيرها من الأمور.

تسعير منتجك وفقا لأرباحك وليس اعتمادا على قدرة الجمهور، يجب أن تكون معادلة التسعير مناسبة حتى لا تصل إلى ركود المنتج، والفشل والتوقف.

10- الإدارة والتعلم والجودة

الإدارة الجيدة للمشروع لها أهمية خاصة، وهى شىء لابد منه، ولذلك كن حريصاً على تحصيل دروس فى أساسيات الإدارة.

التوقف عن التعلم واكتساب المهارات الجديدة، السوق متغير ويحتاج لتعلم أشياء جديدة وتوسيع دائرة المعرفة، وقراءة كتب تتعلق بمجالات مختلفة، مثل التسويق والمحاسبة والاقتصاد والإدارة والتنمية البشرية.

الخطأ الثانى والعشرون هو التضحية بالجودة توفيرا للوقت، وبالتالى خدمة عملاء أكثر من حيث العدد، هذا يعنى أنهم لن يعودوا لك مرة أخرى، سيتجهون لمنافسيك، ولذلك لابد من الاهتمام بالجودة لبث الثقة فى منتجك، وبالتالى التوسع، بعد ذلك يمكنك إضافة موظفين جدد لتلبية طلبات عملاء أكثر.

11- الأسواق والإنترنت والقرارات الجريئة

استهداف الأسواق الصغيرة يمنع مشروعك من النجاح، لكن سعيك نحو الأسواق الكبيرة يعنى مواصلة العمل مع كثرة الطلب، وبالتالى تطور متسارع.

الخطأ الرابع والعشرون هو الاعتقاد بعدم حاجة مشروعك لموقع على شبكة الإنترنت وصفحة على مواقع التواصل الاجتماعى، عدم وجودك فى هذا الفضاء يعنى عدم معرفة انطباعات العملاء عن خدمتك أو منتجك، وبالتالى توقعات انتشار منخفضة.

الخوف من اتخاذ القرارات الجريئة، عليك التحلى بالجرأة وروح المخاطرة للوصول بمشروعك لمناطق نجاح أبعد.