"الفجر" فى قرية إبراهيم أبو حسين "شبح" الصوفية الجديد

إبراهيم أبو حسن
إبراهيم أبو حسن


أشهر مريديه الحبيب على الجفرى وياسين التهامى وعلماء من "الأزهر" و"عين شمس" و"القاهرة"

حالة من الجدل أثارها الشيخ إبراهيم أبو حسين، شيخ الساحة الحسينية بطنطا، خلال الأيام القليلة الماضية، بعدما سخر أتباع التيارات السلفية منه ومن فتواه وتفسيراته، بالإضافة إلى وصفه بالدجال والمشعوذ، ما اضطر أتباع الطرق الصوفية إلى الرد.

الانقسام بين السلفيين والصوفيين امتد سريعًا إلى مواقع التواصل الاجتماعى الـ«سوشيال ميديا»، وبدأ أتباع كلا التيارين فى إطلاق «الهاشتاجات»، والتى كان آخرها «#الهبد السلفى التكفيرى»، الذى أطلقه الصوفيون ردًا على هجوم السلفيين، على الشيخ إبراهيم أبوحسين، شيخ الساحة الحسينية بطنطا، واتهامه بالجنون والهوس، والقيام بأعمال كفرية، بالإضافة إلى السخرية من شكله وجسده.

بدورها، بدأت «الفجر» البحث وراء القصة، خاصة بعدما شاهدنا مقطع الفيديو المصور، الذى تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعى، والذى يظهر من خلاله رجل، تؤكد ملامح وجهه أنه من أصحاب الهمم والقدرات الخاصة، لكن بمجرد أن يبدأ فى الكلام تجد لسانا مفوهاً، يتحدث بطلاقة، ويمتلك قدرة على إقناع تلاميذه ومريديه، الذين يصطفون فى طوابير متوازية لتقبيل يده ومسحها فوق رءوسهم.

على الفور، انتقلنا إلى مسقط رأسه، فى طنطا، وبمجرد وصولنا إلى موقف الأتوبيس، سألنا أحد السائقين عن محل سكن الرجل، فأخبرنا السائق الذى يدعى جلال، 55 سنة، أن الشيخ يسكن فى قرية ميت حبيش، وأضاف بصوت واثق: «ده ولى من أولياء الله الصالحين وبركة كبيرة عايشين على حسها، بنتى الكبيرة كان سوقها واقف فى الجواز، روحت له بيها، بص فى عينها وضحك، وقال لها قربى من ربنا وصلى ونصيبك هيجيلك وهيخبط عليك باب البيت قريب».

وتابع: «لم يمر أسبوع على هذه الجلسة إلا وطرق صاحب النصيب باب المنزل ليطلب خطبة بنتى، وبعدها ذهبت إليه وأكثرت له من الدعاء، وحاولت أن أقدم له هدية بسيطة، لكنه رفض وكاد يطردنى من المنزل، ولا أعرف سبب ذلك، خاصة أن الطريقة الأحمدية التى يرأسها فى طنطا تقبل التبرعات، لكنى لم اهتم بكل ما سبق، المهم أنه كان سبباً فى قضاء حاجتى وحاجة ابنتى».

بعد دقائق وصلنا إلى حيث يقيم الشيخ إبراهيم أبو حسين، فى قرية ميت حبيش، وهناك قابلنا محمود عبد الكريم، أحد سكان القرية، الذى قال لنا إنه شيخ مبروك وله كرمات، فهو من أولياء الله، وأرى الناس تسخر من هيئته وشكله دائماً، لكن ما لا يعرفه الناس الذين سخروا من وجهه وشكله أنه ليس بشراً من الأرض، وإنما هو ملاك من أهل السماء.

عبد الكريم أضاف: صورة الشيخ تتغير فى بعض الأماكن تغييرا يناسب حاله، وعندما أراد أنصاره منه تفسيرا، حول كيف يتغير شكله فى بعض الأماكن، قال إن شكله يتغير حسب فصول السنة ومن مكان إلى آخر.

وحال وصولنا إلى الشارع الذى يقيم به، قال أحد جيرانه: الشيخ إبراهيم أبو حسين هو شيخ الطريقة الأحمدية بطنطا، ويبلغ من العمر 48 عاماً، ويسكن بمفرده ويعيش معه خادم، يساعده فى ترتيب البيت ويطهى له الطعام ويقوم بشراء أغراضه من الخارج، كما يحرسه عند خروجه من المنزل، ولم يتزوج حتى الآن ولا يفكر فى الزواج.

وأضاف: الشيخ لم نره إلا زاهدا عابدا، يحافظ على الصلاة فى وقتها ولا يخرج من منزله إلا للضرورة، كما أنه دائم التواجد فى المناسبات والأعياد وموالد أولياء الله الصالحين، ويتردد على منزله عدد كبير من مشاهير الدعوة فى مصر وخارجها.

وتابع: رأيت الشيخ إبراهيم يستقبل ذات يوم الحبيب على الجفرى، الداعية الإسلامى اليمنى الشهير، وكان معه عدد كبير من أنصاره عند استقباله، وحاولنا التقاط صور تذكارية معه إلا أن أنصاره كادوا يتعدون علينا، وصرخوا فى وجوههنا منعاً للاقتراب من الحبيب، حتى انزعج من تصرفاتهم واعتذر لنا على ما فعلوه، كما يحرص أيضاً الشيخ محمود ياسين التهامى على زيارته، ونراه فى الشهر مره أو مرتين.

بعد كل ذلك، اتصلنا بالشيخ لتحديد موعد لمقابلته، وعندما رد علينا أحد أنصاره، طلب منه المحرر تحديد موعد للقاء الشيخ داخل الساحة الحسينية، لكننا فوجئنا بالرفض: «سيدنا لا يقابل أغراباً، ولا نسمح للوجوه الغريبة بالحضور على الإطلاق» وعندما سألناه عن السبب أخبرنا أنه قانون داخلى، وضعته الطريقة الحامدية والجميع ملتزم به.

لكن الغريب، أننا حاولنا الاتصال به مرة أخرى، ولكن هذه المرة تحدثت المحررة، وطلبت اللقاء بالشيخ، فرحب تلميذه على الفور بذلك، وأرسل لنا رقم هاتف للتواصل بالإضافة إلى العنوان الذى يمكث فيه الشيخ باستمرار.

وبالبحث أكثر، اكتشفنا أن مريدى هذا الشيخ لم يكونوا مواطنين عاديين، أو من أهل القرية فقط، بل إنهم مجموعة من كبار أساتذة جامعة الأزهر الشريف وجامعات القاهرة وعين الشمس، وعلى رأسهم الدكتور محمد شاكر، رئيس قسم الدرسات العربية والإسلامية فى كلية التربية جامعة عين شمس، ومحمد سعيد عرام، أستاذ ورئيس قسم التفسير وعلوم القرآن وعميد كلية أصول الدين بالزقازيق سابقاً، بالإضافة إلى مدرسين فى جامعة الأزهر وآخرين من طلاب المعهد الأزهرى بمحافظة الغربية بمدينة طنطا.

مفاجأة أخرى اكتشفناها من خلال البحث فى ملف الشيخ إبراهيم، إذ وجدنا أنه موظف بوزارة الأوقاف، ويعمل إماماً وخطيباً معتمداً فى مديرية أوقاف الغربية، ولديه تصريح بالخطابة فى مساجد طنطا، ويخطب الجمعة على المصلين فى مسجد الشعراوى، حسب رغبته فى الظهور، وفى اليوم الذى يقرر فيه الصعود إلى المنبر تتهافت الناس لتقبيل يده وأخذ رأيه فى بعض الفتاوى الشائكة.